جميع الحقوق محفوظة © مجلة محطات 2022 سياسة الخصوصية إتصل بنا من نحن
فهو تكريم عام حصله كل إنسان من جهة ذاته، وروحه، وعقله. فمن جهة ذاته: حسن صورته، عدل قامته، وقوم هيئته {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} ومن جهة روحه: جعلها قابلة للتحلي بأكمل الصفات، وأطهر الأخلاق، وأزكى السمات. ومن جهة عقله: هيئه لإدراك الحقائق، وحصول المعارف، وفهم الدقائق، وربط الأسباب بمسبباتها ووجوه ارتباطها وانفصالها. إكرام الإنسان لنفسه: فإذا كان الله قد رضي لنا الإكرام ولم يرض لنا المهانة فعلينا أن نعيش كراماً.. وإنما يكون ذلك بأمرين: أولاً: أن نحفظ كرامة أنفسنا: فنكرم عقولنا: بالعلم والمعرفة والتفكر والتدبر والتأمل، وتنزيهها عن الأوهام والضلالات. ونكرم قلوبنا بالإيمان وحب الله والتوكل عليه وتنظيفها من أوضارها، وتنقيتها من أمراضها، كالحقد والكراهية والحسد والغل، والمكر والخديعة. ونكرم أرواحنا: بذكر الله، ومكارم الأخلاق، والسمو بذواتنا وتنزيهها عن الغفلة والدناءة وخوارم المروءة. ولقد كرمنا بني ام اس. ونكرم جوارحنا بالطاعة، وبتحري أكرم الأقوال والأفعال والأحوال، وتجنب المعاصي والترفع عن الدنايا والمهانة. فكن كريم النفس عزيزها، لا تتذلل لبشر فقد جعلك الله كريماً... إن من يرزق الطير في السماء، والسمك في الماء، والنمل في الجحور، لن ينساك.
عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالقَادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ، فَقَامَا، فَقِيلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ -أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ- فَقَالَا: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا» (متفق عليه). لقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان، فخلقه بيده في أحسن تقويم، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته وسخر له ما في السموات وما في الأرض، وجعله خليفة عنه وزوده بالقوة والمواهب ليسود ويسيطر على الأرض بما ينفع الناس، وليصل إلى أقصى ما قدر له من كمال مادي وارتقاء روحي. ولقد ورد في القرآن الكريم لفظ الكرامة والتكريم والمعاني والألفاظ المشتقة من جذر الكلمة، فوردت في نحو عشرين آية منها ما جاء بصريح اللفظ: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾[الإسراء: 70]، وقوله كذلك: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾[التين: 4]، أو بعبارات يستنبط منها ذلك كما في قوله: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾[البقرة: 30].
أكد مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، موقف السعودية الثابت تجاه تحفظها على نص قرار الأمم المتحدة بسبب مصطلحات "الهوية والميول الجنسية غير المتفق عليها وتعارضها مع هويتها العربية والإسلامية التاريخية".