فالإيمان بالله تعالى ليس مجرد كلام باللسان، بل هو قول وعمل واعتقاد، وقد ردَّ الله تعالى على قوم أسلموا، ثم ادعوا الإيمان الكامل قبل أن يحصِّلوه، فقال الله لهم: ﴿ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 14]. "فإن الصدق، دعوى كبيرة في كل شيء يُدَّعى يحتاج صاحبه إلى حجة وبرهان، وأعظم ذلك دعوى الإيمان الذي هو مدار السعادة والفوز الأبدي والفلاح السرمدي، فمن ادعاه وقام بواجباته ولوازمه، فهو الصادق المؤمن حقًّا، ومن لم يكن كذلك، عُلم أنه ليس بصادق في دعواه، وليس لدعواه فائدة، فإن الإيمان في القلب لا يطلع عليه إلا الله تعالى. فإثباته ونفيه من باب تعليم الله بما في القلب، وهذا سوء أدب، وظن بالله، ولهذا قال: ﴿ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾" [2]. الخشوع في الصلاة (الذين هم في صلاتهم خاشعون). فالسبيل إلى تحصيل مرتبة الإيمان أن يتصف العبد بصفات المؤمنين، وأن يسعى جاهدًا للتخلق بها، ومنها تلك الصفات الطيبة التي افتتح الله بها سورة المؤمنون.
وقيل: المعنى: إلا والين على أزواجهم وقوامين عليهم ، من قولهم كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلان. والمعنى: أنهم لفروجهم حافظون في جميع الأحوال إلا في حال تزوجهم أو تسريهم ، وجملة أو ما ملكت أيمانهم في محل جر عطفا على أزواجهم ، وما مصدرية ، والمراد بذلك الإماء ، وعبر عنهن بما التي لغير العقلاء ؛ لأنه اجتمع فيهن الأنوثة المنبثة عن قصور العقل وجواز البيع والشراء فيهن كسائر السلع ، فأجراهن بهذين الأمرين مجرى غير العقلاء ، وجملة فإنهم غير ملومين تعليل لما تقدم مما لا يجب عليهم حفظ فروجهم منه. {قد افلح المومنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} سورة المومنون هاجر الصغيرة 😊🖐 - YouTube. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون الإشارة إلى الزوجات وملك اليمين ، ومعنى العادون: المجاوزون إلى ما لا يحل لهم ، فسمى سبحانه من نكح ما لا يحل عاديا ، ووراء هنا بمعنى سوى وهو مفعول ابتغى. قال الزجاج أي: فمن ابتغى ما بعد ذلك ، فمفعول الابتغاء محذوف ، ووراء ظرف. وقد دلت هذه الآية على تحريم نكاح المتعة ، واستدل بها بعض أهل العلم على تحريم الاستمناء لأنه من الوراء لما ذكر ، وقد جمعنا في ذلك رسالة سميناها ( بلوغ المنى في حكم الاستمنا) ، وذكرنا فيها أدلة المنع والجواز وترجيح الراجح منهما. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون [ ص: 978] قرأ الجمهور ( لأماناتهم) بالجمع.
وفيها الكفاية لاستغراق الجهد البشري والعمر البشري. والطاقة البشرية المحدودة. {والذين هم للزكاة فاعلون} والزكاة طهارة للقلب والمال: طهارة للقلب من الشح، وانتصار على وسوسة الشيطان بالفقر، وثقة بما عند الله من العوض والجزاء. وطهارة للمال تجعل ما بقي منه بعدها طيبا حلالا، وهي صيانة للجماعة من الخلل الذي ينشئه العوز في جانب والترف في جانب، وهي وقاية للجماعة كلها من التفكك والانحلال. في فتوى سابقة.. الإفتاء: الصلاة لا تسقط إلا بالأداء أو الموت. {والذين هم لفروجهم حافظون} وهذه طهارة الروح والبيت والجماعة. ووقاية النفس والأسرة والمجتمع بحفظ الفروج من دنس المباشرة في غير حلال، وحفظ القلوب من التطلع إلى غير حلال؛ وحفظ الجماعة من انطلاق الشهوات فيها بغير حساب، ومن فساد البيوت فيها والأنساب. فالجماعة التي تنطلق فيها الشهوات بغير حساب جماعة معرضة للخلل والفساد؛ لأنه لا أمن فيها للبيت، ولا حرمة فيها للأسرة. والقرآن هنا يحدد المواضع النظيفة التي يحل للرجل أن يودعها بذور الحياة: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} وراء الزوجات وملك اليمين، ولا زيادة بطريقة من الطرق. فمن ابتغى وراء ذلك فقد عدا الدائرة المباحة، ووقع في الحرمات، واعتدى على الأعراض.
مناسبة التسمية: المؤمنون: لأنّ الله ذكر فيها بعض صفات المؤمنين. قد أفلح: لأنّ الله سبحانه وتعالى افتتح بها السورة. ما جاء من الأحاديث: عن عبد الله بن السائب قال: «صلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بمكة الصبح فاستفتح سورة المؤمنين، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع». وأخرج البيهقي من حديث أنس عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أنّه قال: «لما خلق الله الجنة قال لها تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون». عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل، وأنزل عليه يوماً فمكثنا [عنده(١) ساعة فسري عنه فاستقبل القبلة فرفع يديه وقال: (اللهم زدنا ولا تنقصنا وأرضنا وارض عنا- ثم قال- أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة- ثم قرأ- قد أفلح المؤمنون) حتى ختم عشر آيات، صححه ابن العربي. وقال النحاس: معنى "من أقامهن" من أقام عليهنّ ولم يخالف ما فيهنّ. موافقة أول السورة لآخرها: بدأت السورة المباركة بقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)) صدق الله العظيم، وختمت السورة بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (١١٧) ﴾ صدق الله العظيم.
الخطبة الأولى: أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- واعبدوه حق عبادته، وأخلصوا له، تقربوا إليه خوفاً وطمعاً. أيها المسلمون: العبادات والقربات تتفاضل عند الله بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة والخشية والخشوع والإنابة. والعابد حقاً والمتقرب لربه صدقاً هو الذي تحقق في قلبه صدق الامتثال للأوامر على وجهها، وابتعد عن المخالفات بجميع وجوهها، يجمع بين الإخلاص والحب والخوف وحسن الطاعة. ومن أجل تبين هذا التفاضل وإدراك هذا التمايز، هذه وقفة مع أعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين؛ مع الصلاة عماد الدين.
وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم - YouTube
منذ / 07-31-2010, 09:35 PM # 1 حقلُ وردٍ مُبهِرٍ آخر تواجد: 01-31-2014 07:00 PM " وَتَحْسَبُوْنَه هَيِّنَا و هُو عِنْد الْلَّه عَظِيْم " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ".. صدق الله العظيم.. إذا وجدت نفسك غير قادر على فعل الطاعات.. لا تقدر على قيام الليل بالرغم من سماعك للأحاديث والآيات في فضله، وتتمنى أن تحافظ عليه كل ليلة.. لكن عندما يحُل الليل تجد نفسك مُتعب ومُنهك وتنشغل في أي شيء وتنام ولا تقوم الليل. تتمنى أن تصوم صيام داود.. فتأخذ الاحتياطات وتتسحر وتُصبح بالنهار فتجد نفسك مُتعبًا فلا تصوم. تتمنى أن تختم القرآن قراءةً كل أسبوع مثل السلف، لكنك تجده ثقيل عليك.. لو يحدث هذا لك، فاعلم أن من وراءه ذنب.. قال سفيان الثوري "حُرمت قيام الليل لخمسة أشهر بذنب أصبته".. وفي بعض الروايات ذُكر أن الذنب الذي أصابه سفيان إنه مر على رجل يتكلم، فقال في نفسه: هذا مرائي! وانت...... وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ. ما حرمك من الطاعة؟ وقال رجل لابن مسعود:لا أستطيع قيام الليل، فقال: "أبعدتك الذنوب". فقد تكون تسير على طريق الالتزام ولا تقع في الذنوب المُعتادة بين الناس، لكن هذا الذنب قد يكون كلمة قلتها دون أن تُلقي لها بالاً فتُعاقب عليها.. قال رسول الله ".. وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم" [رواه البخاري] تذكر ان الذنب الذي تحتقره أنت.. عظيم عند الله تعالى "وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ" [النور: 15] قال رسول الله "بينما رجل يتبختر في بردين وقد أعجبته نفسه خسف به لأرض فهو بتجلجل فيها إلى يوم القيامة " [متفق عليه] كان هذا الرجل يرتدي لبسًا مباحًا، ولكن دخل في قلبه شيء من الكبر والخيلاء فاستوجب غضب الرحمن.
وبنحو الذي قلنا من التأويل في ذلك قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد: ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) قال: تَرْوُونه بعضُكم عن بعض. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ) قال: تَرْوُونه بعضكم عن بعض. وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم تفسير. قوله: ( وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) يقول تعالى ذكره: وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم من الأمر الذي تَرْوُونه، فتقولون: سمعنا أن عائشة فعلت كذا وكذا، ولا تعلمون حقيقة ذلك ولا صحته، ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا) وتظنون أن قولكم ذلك وروايتكموه بألسنتكم، وتلقِّيكموه بعضكم عن بعض هين سهل، لا إثم عليكم فيه ولا حرج، ( وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) يقول: وتلقِّيكم ذلك كذلك وقولُكموه بأفواهكم، عند الله عظيم من الأمر; لأنكم كنتم تؤذون به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحليلته. ------------------------- الهوامش: (9) لم نقف عليه فيما بأيدينا من كتب اللغة ، فلعله مصحف. (10) هذه الأبيات ثلاثة من مشطور الرجز ، للقلاخ بن حزن المنقري نقلها صاحب ( اللسان: زلق).
وقال الكفوي رحمه الله: هو أفحش من الكذب. وعند ابن حجر هو من الكبائر وأنه أشد من الغيبة. وروى الطبراني، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من ذكر امرءاً بشيء ليعيبه به حبسه الله فى نار جهنم حتى يأتي بنفاذ مافيه)، وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق) ولذلك شدد المولى تعالى فذ ذلك فقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)، قال ابن كثير رحمه الله: أي ينسبون إليهم ما هم براء منه لم يعملوه ولم يفعلوه.