أما هذه الأيام: فإنه في أسابيع الخطوبة، والأيام الأولى للزواج أو ما يسمى بـ"شهر العسل" يقع الانفصال؛ وبات هذا الأمر طبيعياً!.. -(واحتَسَبَهُ).. أي قال: يارب، اجعله في حسابك، أنا أصبر طلباً لما عندك. -(أعطاهُ اللّهُ تعالى بكُلِّ مرة يَصبِرُ علَيها مِنَ الثَّوابِ، ما أعطى أيُّوبَ (عليه السلام) عَلى بَلائهِ).. أيوب (عليه السلام) ابتلي ببلاءات عظيمة، ابتلي: في أهله، وفي زوجته، وفي ماله.. فالذي يصبر على أذى زوجته؛ له مثل هذا الأجر!.. حقوق الزوجين.. إن روايات أهل البيت (عليهم السلام) مستوعبة لشؤون الحياة، لم تدع شيئاً لم تذكره، ومنها هذه الروايات: 1. روي عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله) أنه قال: (أعظم الناس حقّاً على المرأة زوجها، وأعظم الناس حقّاً على الرجل أمُّه)!.. الصبر على معاملة الزوج - عالم حواء. -(أعظم الناس حقّاً على المرأة؛ زوجها).. إن الزوج هو أعظم الناس حقاً على المرأة!.. لم يقل: لا أبوها، ولا أمها. -(وأعظم الناس حقّاً على الرجل؛ أمُّه).. إن أم الإنسان هي أعظم الناس حقاً على الرجل!.. لم يقل: زوجته. فإذن، إن هذه الرواية غريبة تعكس الموازين: فأعظم الناس حقاً على الرجل؛ هي أمه!.. ولكن في الجهة المقابلة أعظم الناس حقاً على المرأة ليس أمها؛ بل زوجها!..
إذا كان بإمكان الزوجة أن تسعى لدعوة زوجها إلى الله تعالى بحسن سلوكها، ومعاملتها الحسنة معه، والبحث عن رفقة صالحة تؤثر فيه؛ لأن المرء على دين خليله، ولأن الطباع تجلب الطباع فهذا أفضل، وستكون بذلك قد كسبت قلبًا، وحافظت على أسرتها، وفقهاء الدعوة يقولون: "أن تكسب قلبًا أفضل من أن تكسب موقفًا". وإن لم تستطيع وخافت على دينها فيمكنها طلب الطلاق. الصبر على الزوج العاصي - فقه. وعلى الزوجة الاستيقاظ بالليل وقت النزول الإلهي والتضرع له، وطلب الهداية لزوجها، فالقلوب بيد الله تعالى، وأقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل، فلتكن من المتبتلات، فإن الله سيجعل لها من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا. ولتحافظ الزوجة على تربية أبنائها فإنها مسؤولية على عاتقها، والله الموفق.
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد بما أن هناك دائماً علاقة مالية بين الإنسان وبين من يعمل لديه، سواء كان عاملاً أو موظفاً أو خادماً؛ فليتوخ الحذر في التعامل معهم، لأن الروايات تتحدث عن عقوبات مغلظة لمن يظلم أجيره، كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: (.. ولعنة اللّه، وملائكته، والناس أجمعين، على من ظلم أجيراً أجره).. وكذلك من مصاديق الحقوق المتبادلة؛ حقوق الزوجين. أولاً: إن المشكلة عند بعض الأزواج تكمن في أنه لا يصلح أمره مع زوجته، إلا إذا هي أصلحت أمرها معه، ولا يكون باراً إلا إذا كانت هي بارة!.. والحال أن هذا المنطق فاسد، يجب الابتعاد عنه؛ لأنه على الإنسان أن يكون صالحاً لوجه الله تعالى، فهذه وظيفته عليه أن يؤديها على أكمل وجه!.. الصبر على الزوج pdf. فإن لم يقدّر الطرف الآخر ذلك؛ ما عليه إلا أن يفوّض أمره إلى الله عز وجل، ولا ينسى أن "ما كان لله ينمو". ثانياً: إن الروايات تذكر الطرفين؛ أي: الزوج الذي يصبر على أذى زوجته، والزوجة التي تصبر على أذى زوجها.. فهذا الصبر لا يذهب سدى؛ بل لكل منهما بشارة.. وهذا ليس كلاماً شاعرياً، بل ورد في روايات المعصومين (عليهم السلام)، ومنها هاتان الروايتان اللتان يذكرهما العلامة المجلسي في كتاب البحار: 1.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، دروس مفيدة في سورة يوسف نقلتها لكم من أحدى الشبكات الأسلامية الدرس الأول شرف علم التفسير: الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. وبعد فإن قيمة أي علم وأهميته إنما تقاس بأهمية المعلوم، والغرض من تعلمه، وبمقدار حاجة العباد إلى ذلك العلم وضرورتهم إليه، ومن ثَم كان علم تفسير القرآن من أجل علوم الشريعة وأرفعها قدرًا، إذ هو أشرف العلوم موضوعا وغرضا وحاجة إليه _ لأن موضوعه كلام الله تعالى الذي هو ينبوع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة ولأن الغرض منه هو الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية. فوائد من قصة يوسف. وحاجة الناس إليه وضرورتهم له فوق كل حاجة ، وأعظم من كل ضروروة، وإنما اشتدت الحاجة إليه لأن كل كمال ديني أو دنيوي لا بد وأن يكون موافقا للشرع ، وموافقته تتوقف على العلم بكتاب الله. وبمعرفة التفسير يعرف الإنسان منهج الله الذي أودعه كتابه، وما في هذا المنهج من الراحة والطمأنينة والرفعة والبركة والطهارة، كما يعلم أيضا منهج الشيطان ، ووهو كل منهج خالف منهج القرآن ، وما في هذه المناهج من الفساد والضياع والضنك والضلال ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى).
فإن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر، وإنما الذي ينافيه الشكوى إلى المخلوقين، ولا ريب أن الله رفعه بهذه المحنة درجات عالية ومقامات سامية، لا تنال إلا بمثل هذه الأمور. ومنها: أن الفرج مع اشتداد الكرب، فإنه لما تراكمت الشدائد المتنوعة، وضاق العبد ذرعًا بحملها، فرجها فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، وهذه عوائده الجميلة، خصوصًا لأوليائه وأصفيائه، ليكون لذلك الوقع الأكبر، والمحل الأعظم، وليجعل من المعرفة بالله والمحبة له ما يوازن ويرجح بما جرى على العبد بلا نسبة. ومنها: جواز إخبار العبد بما يجد، وما هو فيه من مرض أو فقر [أو] غيرهما على غير وجه التسخط، لقول يعقوب: ﴿ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ﴾ [يوسف: 84]، وقول إخوة يوسف: ﴿ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ ﴾ [يوسف: 88]، وأقرهم يوسف. فوائد قصة يوسف عليه السلام - عالم حواء. ومنها: فضيلة التقوى والصبر، وأن كل خير في الدنيا والآخرة فمن آثار التقوى والصبر، وأن عاقبة أهلهما أحسن العواقب لقوله: ﴿ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90]. ومنها: أن ينبغي للعبد إذا أنعم عليه بنعمة بعد ضدها أن يتذكر الحالة السابقة؛ ليعظم وقع هذه النعمة الحاضرة، ويكثر شكره لله تعالى، ولهذا قال يوسف: ﴿ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ﴾ [يوسف: 100].
ومنها: أنه ينبغي للمسئول إذا أجاب السؤال أن يدل السائل على الأمر الذي ينفعه مما يتعلق بسؤاله، ويرشده إلى الطريق التي ينتفع بها في دينه ودنياه، فإن هذا من كمال نصحه، وجزالة رأيه، وحسن إرشاده؛ فإن يوسف لم يقتصر على تعبير رؤيا الملك، بل دلهم مع ذلك، وأشار عليهم بما يصنعونه في تلك السنين المخصبات من الإكثار من الزراعة، وحسن الحفظ والجباية. ومنها: أنه لا يلام العبد على دفع التهمة عن نفسه، بل ذلك مطلوب كما امتنع يوسف من الخروج من السجن حتى تتبين لهم براءته مع النسوة اللاتي قطعن أيديهن. ومنها: فضيلة العلم، علم الشرع والأحكام، وعلم تعبير الرؤيا، وعلم التدبير والتربية، وعلم السياسة، فإن يوسف عليه السلام إنما حصلت له الرفعة في الدنيا والآخرة بسبب علمه المتنوع، وفيه أن علم التعبير داخل في الفتوى، فلا يحل لأحد أن يجزم بالتعبير قبل أن يعرف ذلك، كما ليس له أن يفتي في الأحكام بغير علم؛ لأن الله سماها فتوى في هذه السورة. ومنها: أنه لا بأس أن يخبر الإنسان عما في نفسه من الصفات الكاملة، من العلم وغيره، إذا كان في مصلحة وسلم من الكذب، ولم يقصد به الرياء، لقول يوسف عليه السلام: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].