وفي كل لحظة من لحظات الزمن نعاين الموت، مَنْ يموت بعد نفَس واحد، ومَنْ يموت بعد المائة عام. إذن: فلا رتابة في انقضاء الأجل، لا في سِنٍّ ولا في سبب: فهذا يموت بالمرض، وهذا بالغرق، وهذا يموت على فراشه. لذلك يقول الشاعر: فَلا تحسَب السُّقْم كأسَ الممات وإنْ كانَ سُقْماً شَديد الأَثَر فَرُبَّ عليلٍ تراهُ اسْتفاقَ ورُبَّ سَليمٍ تَراَهُ احتُضرْ وقال آخر: وَقَدْ ذَهَب الممتِلي صحةً وصَحَّ السَّقِيمُ فَلَمْ يذْهب وتجد السبب الجامع في الوباءات التي تعتري الناس، فيموت واحد ويعيش آخر، فليس في الموت رتابة، والحق - سبحانه وتعالى - حينما يقول: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34] نجد واقع الحياة يؤكد هذا، فلا وحدةَ في عمر، ولا وحدةَ في سبب. من كان مع ه. والصدق في الأجل الأول المشاهد لنا يدعونا إلى تصديق الأجل الآخر، وأن أجل الله لآت، فالأجل الذي أنهى الحياة بالاختلاف هو الذي يأتي بالحياة بالاتفاق، فبنفخة واحدة سنقوم جميعاً أحياءً للحساب، فإن اختلفنا في الأولى فسوف نتفق في الآخرة؛ لأن الأرواح عند الله من لَدُنْ آدم عليه السلام وحتى تقوم الساعة، وبنفخة واحدة يقوم الجميع.
يقول أبو ذؤيب الهذلي: "قدِمتُ المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء، كضجيج الحجيج أهلّوا جميعاً بالإحرام، فقلت: مه؟ فقالوا: قُبِضَ (مات) رسول الله صلى الله عليه وسلم". ومما قاله حسان بن ثابت رضي الله عنه في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: بأبي وأمي من شهدْتُ وفاته في يوم الاثنين النبي المهتدى فظللتُ بعد وفاته متبلداً متلدداً يا ليتني لم أولد أأقيم بعدك بالمدينة بينهم؟! يا ليتيي صُبِّحْتُ سُمَّ الأسود اضطرب الصحابة رضوان الله عليهم اضطراباً شديداً لموت النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ذُهِلَ بعضهم فلا يستطيع التفكير، وقعد بعضهم لا يستطيع القيام، وسكت بعضهم لا يستطيع الكلام، بل وصل الأمر إلى أن أنكر بعضهم موت النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال ابن رجب: "ولما توفي صلى الله عليه وسلم اضطرب المسلمون، فمنهم من دُهِش فخولط، ومنهم من أقعد فلم يطق القيام، ومنهم من اعتقل (حُبِسَ) لسانه فلم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته بالكلية".
سبب مقتل، عبدالله الاغبري - YouTube
[1] اقرأ أيضًا: ما هي قصة الشاب عبدالله الاغبري المحكوم بالاعدام كيف مات عبد الله الاغبري قد أظهر تقرير الطب الشرعي أن الشاب عبدالله الاغبري قد تعرض لنزيف داخلي حاد في الدماغ والصدر والبطن نتيجة للضرب العنيف والذي تعرض له واستمر لحوالي 6 ساعات، مما تسبب في موته كما أنه أصيب بجرح في الوريد نزف على آثاره كثيرًا، وقد أوضح الفحص أن المتهمون قاموا بضربه حوالي 88 لكمة و187 صفعة، بالإضافة إلى استعمال أسلاك كهربائية لجلده فقد تلقى حوالي 573 جلدة في أماكن متفرقة.
نشر ناشطون عبر منصات التواصل الإجتماعي آخر محادثه للمغدور به الأغبري مع صديقه والتي يكشف فيها عن جرائم تمت في محلات بيع الهواتف والتي تكشف عن وقوف عصابة كبيرة وراء الجريمة والتي يعمل فيها العشرات. وبحسب المحادثة بين الأغبري وصديقه في الوتساباليوم الجمعة فقد اشتكا الأول من الجرائم التي تتم في المحل ونيته في ترك العمل بمحلات السباعي. وتضمنت المحادثة وقوف عصابة تقوم باغتصاب وتصوير النساء داخل المحل المزود بالكاميرات وعمليات ابتزاز مصورة طالت 128 فتاة. هذا وأعترف الاغبري بأن آخر ضحية لهذه العصابة بنت جميلة من صنعاء وهي آخر فتاة تتعرض للابتزاز. ويتخوف الرأي العام اليمني من سرعة إعدام الخمسة المنفذين للجريمة للتغطية على هذه العصابة والتي يوجد لديها نفوذ في أقسام الشرطة والبحث الجنائي وفي المستشفيات والأموال للتغطية على جرائمها والتي تكشف التسريبات الأولية عن عملها في مجالات الدعارة. سبب مقتل، عبدالله الاغبري - YouTube. وألقت المليشيا الحوثية القبض على قتله الشاب عبدالله الاغبري بعد تنفيذ الجريمة بنصف شهر وبعد ظهرت جريمة القتل في مقطع مرئي " فيديو " كانت نهايته التعذيب بقطع أوردة الاغبري بإستخدام خنجر الجنبية وهو ما يكشف تواطئ المليشيا والتي لم تتحرك إلى مؤخرا بعد أن أصبحت الجريمة قضية رأي عام وأصبحت حديث اليمنيين على منصات التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.
وكشفت فتاتان يمنيتان عن تعرضهن للتحرش والمضايقات والتهديدات من قبل موظفي محلات السباعي والتي تمت فيها جريمة قتل الاغبري. وقالت هدية حمود في منشور لها على حسابها في الفيس بوك أن محلات السباعي قامت بنسخ صور لها من ذاكرة كانت في هاتفها بعد أن إعادته لكي يتم إصلاحه في محلات السباعي بشارع القيادة. واضافت القول أنها كانت تتلقى في اليوم أكثر من مكالمة من موظفي محلات السباعي من خلال خمسة ارقام هاتفية مؤكدة استعدادها المثول أمام القضاء للتحدث عن محاولات موظفي المحل عدة مرات استقطابهم بالاغراء واحيانا بالتهديد لابتزازها. وتم القبض على قتلة الاغبري والذي قتل في 26 أغسطس في محلات السباعي بشارع القيادة من قبل خمسة متهمين هم: عبدالله السباعي وجميل شوعي الجربه ومحمد عبدالواحد الحميدي ووليد سعيد الزغير العامري ومنيف قايد عبدالله المغلس كما تم إحالتهم بصورة عاجلة إلى النيابة دون التحقيق في مسرح الجريمة وهو ما دفع الرأي العام للتخوف من تمييع القضية والاكتفاء بإعدام الخمسة دون الكشف عن بقية العصابة والتي كان الفضل لوسائل التواصل الإجتماعي في كشفها وليس المليشيا الحوثية والتي مازالت تتكتم عن العديد من الجرائم.