وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ). لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى - موقع مقالات إسلام ويب. فكان في هذه الآيات المنع من الخمر منعاً باتاً في جميع الأوقات، بعد أن هيئت النفوس، ثم مرنت على المنع منه في بعض الأوقات. • قال السعدي: ويؤخذ من المعنى منع الدخول في الصلاة في حال النعاس المفرط، الذي لا يشعر صاحبه بما يقول ويفعل، بل لعل فيه إشارة إلى أنه ينبغي لمن أراد الصلاة أن يقطع عنه كل شاغل يشغل فكره، كمدافعة الأخبثين والتوق لطعام ونحوه كما ورد في ذلك الحديث الصحيح. وقد جاء في الحديث عن عائشة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّومُ، فإِنَّ أحدكم إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَه) متفق عليه.
وقال الآخرون: إن المجاز إذا كثر استعماله كان أدل على المجاز منه على الحقيقة، كالحال في اسم (الغائط) الذي هو أدل على الحدث، الذي هو مجاز منه على المطمئن من الأرض، الذي هو فيه حقيقة. لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى … – مدرسة أهل البيت عليهم السلام. ثم قال: والذي أعتقده أن (اللمس) وإن كانت دلالته على المعنيين، إلا أنه أظهر عندي في الجماع، وإن كان مجازاً؛ لأن الله تعالى قد كنى بالمباشرة والمس عن الجماع، وهما في معنى اللمس". المسألة التاسعة: قوله تعالى: { فلم تجدوا ماء فتيمموا} ذكرت الآية الكريمة أسباب التيمم: وهي أربعة: (المرض، السفر، المجيء من الغائط، ملامسة النساء) فالسفر يبيح التيمم عند عدم الماء، والمرض أيًّا كان نوعه مبيح للتيمم عند عدم الماء، وكذلك ملامسة النساء، والمجيء من الغائط عند عدم الماء؛ لقوله تعالى: { فلم تجدوا ماء فتيمموا} فهذا القيد راجع إلى الكل، فالغالب في المسافر ألا يجد الماء، والمريض الذي يخشى على نفسه الضرر يباح له التيمم؛ لأنه مع وجود الماء قد لا يستطيع الاستعمال، فيكون كالفاقد للماء، فهو كمن يجد ماء في قعر بئر يتعذر عليه الوصول إليه، فهو عادم للماء حكماً. فإن قيل: ما الفائدة من ذكر السفر والمرض في جملة الأسباب ما دام المسافر والمريض والمقيم والصحيح، كلهم على السوء، لا يباح لهم التيمم إلا عند فَقْد الماء؟ أجاب المفسرون عن ذلك، بأن المسافر لما كان غالب حاله عدم وجود الماء، جاء ذكره كأنه فاقد الماء، وأما المريض فاللفظ يُشعر بأن المرض له دخل في السببية.
المسألة العاشرة: قيدت الآية جواز التيمم بعدم الوجدان { فلم تجدوا ماء} و(الوجدان) اسم للظفر بالمطلوب بعد الطلب، يقال: وجد مطلوبه، ووجد ضالته: إذا ظفر به؛ ولهذا أوجب الشافعي و مالك طلب الماء على فاقده. وعن الإمام أحمد روايتان، والمشهور عنه اشتراط طلب الماء. وقال الحنفية: ليس على المتيمم طلب الماء، إذا لم يغلب على ظنه أن بقربه ماء، أما إن غلب على ظنه وجود الماء، لم يجز له أن يتيمم حتى يطلبه. المسألة الحادية عشرة: قوله تعالى: { فتيمموا صعيدا طيبا} اختلف أهل اللغة في معنى (الصعيد) فقيل: إنه التراب، وقيل: إنه وجه الأرض ترابا ًكان أو غيره، وقيل: هو الأرض الملساء التي لا نبات فيها ولا غراس. في فتوى سابقة.. الأزهر للفتوى: ملامسة الرجل لزوجته دون شَّهوة لا تنقض الوضوء. وبناء على هذا الاختلاف من حيث الدلالة اللغوية للفظ (الصعيد) اختلف الفقهاء فيما يصح به التيمم: فذهب الشافعي إلى أنه لا يجوز إلا بالتراب الخالص الذي له غبار، وبه قال أحمد ، و أبو يوسف ، و داود ، وأكثر الفقهاء. وذهب مالك و أبو حنيفة إلى جوازه بكل ما صعد من الأرض من أجزائها؛ لوقوع الاسم عليه، ووجود معنى الاشتقاق فيه، حتى أجاز مالك في إحدى رواياته التيمم بالحشيش، والأخشاب، والملح؛ لوجود معنى الاشتقاق؛ لكونه متصاعداً على وجه الأرض، وزاد أبو حنيفة ، فجوز بما يتولد من الأرض، مثل النورة، والزرنيخ.
وعن عكرمة في الآية قال: نزلت في أبي بكر، وعمر، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، صنع علي لهم طعاماً وشراباً، فأكلوا، وشربوا، ثم صلى علي بهم المغرب؛ فقرأ: قل يا أيها الكافرون، حتى خاتمتها؛ فقال: ليس لي دين، وليس لكم دين، فنزلت: ﴿ … لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ … ﴾ (الدر المنثور ج2 ص165 عن ابن المنذر، وفتح القدير ج1 ص472). وعن علي، أنه كان هو وعبد الرحمن بن عوف، ورجل آخر، شربوا الخمر، فصلى بهم عبد الرحمن: فقرأ: قل يا أيها الكافرون، فخلط فيها؛ فنزلت: ﴿ … لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ … ﴾ (الدر المنثور ج2 ص165 عن ابن جرير، وابن المنذر، وجامع البيان للطبري ج5 ص61، وتفسير ابن كثير ج1 ص500 قال: وهكذا رواه أبو داود والنسائي). وعن الحاكم عن علي «عليه السلام»: دعانا رجل من الأنصار قبل تحريم الخمر، فحضرت صلاة المغرب، فتقدم رجل وقرأ قل يا أيها الكافرون، فالتبس عليه فنزلت (مستدرك الحاكم ج2 ص308 وج4 ص142، وتلخيص الذهبي بهامشه، وراجع تفسير ابن كثير ج1 ص500 عن ابن أبي حاتم). وفي رواية أخرى عن علي «عليه السلام»: أن رجلاً من الأنصار دعاه، وعبد الرحمن بن عوف، فسقاهما قبل أن تحرم الخمر، فأمهم علي في المغرب، فقرأ: قل يا أيها الكافرون؛ فخلط فيها، فنزلت الخ.. (راجع: سنن أبي داود ج3 ص225، وتفسير الخازن ج1 ص358).
دين وفتوى تعبيرية الأربعاء 13/أبريل/2022 - 10:02 ص ورد سؤال لمركز الأزهر العالمي للفتوى، يستطلع السائل فيه حكما شرعيا، حيث يقول في نص سؤاله: هل لمس المرأة ينقض الوضوء؟. وأجاب مركز فتوى الأزهر في فتوى سابقة من خلال موقعه الإلكتروني، بأن هذه المسألة من المسائل التي طال الخلاف فيها بين الفقهاء. وأضاف الأزهر للفتوى: وهذا بناءً على اختلافهم في تفسير قوله -تعالى-: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} من الآية الكريمة {يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}. حقيقة اللمس وأوضح مركز الأزهر للفتوى أن حقيقة اللمس هى إلصاق الجارحة بالشيء، وهو عُرْفٌ في اليَد؛ لأنَّها آلَتُه الغالبة. وأشار فتوى الأزهر: ولكن اختلف العلماء في المراد به، فذهب الإمام أبو حنيفة -رضي الله عنه- إلى أنَّ اللمس هنا بمعنى الجِمَاع.
وفي بعض الروايات: أنه قرأ: «قل يا أيها الكافرون؛ فلم يقمها» (أسباب النزول ص87، وجامع البيان للطبري ج2 ص212. ). ورواية أخرى لا تصرح باسم أحد، لكنها تقول: فشربها رجل، فتقدم، فصلى بهم، فقرأ: قل يا أيها الكافرون، أعبد ما تعبدون، فنزلت الخ.. (راجع: تفسير القرطبي ج5 ص200، والغدير ج6 ص252 و 253 عنه، وجامع البيان للطبري ج7 ص22، وتفسير النيسابوري بهامشه ج2 ص322، وتفسير الرازي ج6 ص40. وفي رواية أخرى عن عوف: فشربها رجلان؛ فدخلا في الصلاة، فجعلا يهجران كلاماً؛ لا يدري عوف ما هو (تفسير الطبري ج2 ص211). الجواب: المناقشة ونقول: إن ذكر علي «عليه السلام» في الرواية المذكورة لا يصح، بل إن الرواية بمجملها محل شك وشبهة لدينا، ونستند في حكمنا هذا إلى ما يلي: أولاً: إن الروايات المتقدمة فيها العديد من موارد التنافي والتناقض. فهل الذي صنع الطعام هو عبد الرحمن بن عوف؟ أم هو علي «عليه السلام»؟! أم هو رجل من الأنصار؟! وهل الذي صلى بهم إماماً هو علي «عليه السلام»؟ أم عبد الرحمن بن عوف، أم هو فلان الذي لم يسم؟! وهل قرأ القارئ في الصلاة: قل يا أيها الكافرون إلى آخرها، ثم قال: ليس لي دين، وليس لكم دين؟ أم أنه قرأ: قل يا أيها الكافرون: أعبد ما تعبدون؟!
نص الشبهة: ويروون ـ عن علي «عليه السلام» (!! )
متفق عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يحب الأنصار رجل حتى يلقى الله، إلا لقي الله وهو يحبه، ولا يبغض الأنصار رجل حتى يلقى الله إلا لقي الله وهو يبغضه)
هل سألنا أنفسنا من هم الأنصار الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا، الأنصار هم الصحابة من أهل المدينة الذين استقبلوا النبي بعد خروجه من مكة واستقبلوا أيضًا المهاجرين وهم المسلمين من أهل مكة الذين خرجوا منها خوفًا على دينهم، فسماهم النبي الأنصار لأنهم نصروهم وأكرموهم وآثروهم على أنفسهم، لهذا يحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في أحاديثه: عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) رواه مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا عيش إلا عيش الآخرة، فأصلح الأنصار والمهاجرة». عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعها صبي لها فكلمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إلي مرتين". حديث البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار « لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ». حديث أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأَنْصارِ، وَآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأَنْصارِ). متفق عليه. حديث الرسول الذي يدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار - مجتمع أراجيك. حديث الْبَراء قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (الأَنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاّ مُنافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ).
السادس: أن يقال: الحوادث التي يمتنع أن يكون كل منها أزليا ولا يمكن وجودها إلا شيئا فشيئا إذا قيل: أيما أكمل أن يقدر على فعلها شيئا فشيئا أو لا يقدر على ذلك ؟ كان معلوما - بصريح العقل - أن القادر على فعلها شيئا فشيئا أكمل ممن لا يقدر على ذلك. وأنتم تقولون: إن الرب لا يقدر على شيء من هذه الأمور ؛ وتقولون إنه يقدر على أمور مباينة له ومعلوم أن قدرة القادر على فعله المتصل به قبل قدرته على أمور مباينة له ؛ فإذا قلتم لا يقدر على فعل متصل به لزم أن لا يقدر على المنفصل ؛ فلزم على قولكم أن لا يقدر على شيء ولا أن يفعل شيئا فلزم أن لا يكون خالقا لشيء ؛ وهذا لازم للنفاة لا محيد لهم عنه. ولهذا قيل: الطريق التي سلكوها في حدوث العالم وإثبات الصانع: تناقض حدوث العالم وإثبات الصانع ولا يصح القول بحدوث العالم وإثبات الصانع إلا بإبطالها ؛ لا بإثباتها. " مجموع الفتاوى" ( 6/240- 243).