ويَحْصُلُ حِفْظُ الفَرْجِ بِعِدَّة أمورٍ، منها: الأَوَّلُ: تَرْكُ التَّعَدِّي على أَعْراضِ النَّاسِ وحُرُماتِهِم بِتَجَنُّبِ فاحِشَةِ الزِّنا واللِّواطِ ونحو ذلك. الثَّانِي: تَرْكُ كُلِّ ما يُؤَدِّي إِلَيْهِما، كالنَّظَرِ إلى النِّساءِ ومُحادَثَتِهِنَّ ونحو ذلك. وحِفْظُ الفَرْجِ لا يَتِمُّ إلّا بِبَذْلِ أَسْبابِ السَّلامَةِ والوِقايَةِ، ومِن أَعْظَمِها: 1- غَضُّ البَصَرِ عن الحَرامِ. 2- الْتِزامُ النِّساءِ بِاللِّباسِ الشَّرْعِيِّ السَّاتِرِ لِكامِلِ البَدَنِ، ومَنعُهنَّ مِن التَّبَرُّجِ والسُّفورِ. 3- مَنْعُ اخْتِلاطِ النِّساءِ بِالرِّجالِ. 4- حَثُّ الشَّبابِ مِن الذُّكورِ والإِناثِ على النِّكاحِ. 5- إِقَامَةُ الحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ عَلَى مَنْ وَقَع في الفاحِشَةِ. بضع الفرج: الحالات التي تُلزم إجراءه والحالات التي لا تُلزم إجراءه - Mayo Clinic (مايو كلينك). إطلاقات المصطلح: يَرِد مُصطَلَح (حِفْظ الفَرْجِ) في عِدَّة مواضِع، منها: باب: تَزْكِيَة النَّفْسِ، وباب: أَسْباب صَلاح القَلْبِ، وباب: فَضائِل الصِّيامِ، وغَيْر ذلك. المراجع: فتح الباري شرح صحيح البخاري: 9 /8 - غذاء الألباب: 2 /345 - إحياء علوم الدين: (3/101) - غذاء الألباب: (1/85) - نضرة النعيم: (5/1654) -
الثقافة والدعوة التربية والسلوك أصول الفقه التعفُّف عن الحرام. وشاهده قوله تَعَالَى: ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﱪ المؤمنون:1-5، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "اضْمَنُوا لي ستًّا مِن أنفسِكُم أَضْمَنْ لكُمُ الجنةَ؛ اصدقوا إذا حدَّثتُم، وأوفوا إذا وَعدتُم، وأدُّوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فُرُوجَكُم، وغُضُّوا أبصارَكُم، وكُفُّوا أيدِيَكُم ". أحمد:5/323. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ، لَا تَزْنُوا أَلَا مَنْ حَفِظَ فَرْجَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ. " الحاكم:8062 انظر: غذاء الألباب للسفاريني، 2/345، تهذيب الأخلاق للجاحظ، ص:26، إحياء علوم الدين للغزالي، 3/108، تعريفات أخرى: صيانة المرء نفسه عن الوقوع في الفاحشة المعنى الاصطلاحي: تَرْكُ الزِّنا وما يُلْحَقُ بِهِ، واجْتِنابُ كُلِّ وَسِيلَةٍ تُؤَدِّي إلى ذلك. الشرح المختصر: حِفْظُ الفَرْجِ مِن الصِّفاتِ الجَلِيلَةِ التي مَدَحَ اللهُ تعالى بها المُؤمِنِينَ، وجَعَلَ ذلك مِن سِماتِ فَلاحِهم وعَلاماتِ فَوْزِهِم فِي الدّارَيْنِ، ومعناه: التَّعَفُّفُ عن الحَرامِ، والمُراد بِالفَرْجِ: ذَكَرُ الرَّجُلِ وقُبُلُ المَرْأَةِ، ويَدْخُلُ في ذلك الدُّبُرُ.
وبهذا المعنى يستقيم فهمنا لمفردة (الفرج) في الآيات الكريمات. وبالتالي يمهد لفهمنا الأكبر والأعظم حينما نتحدث عن مريم.