كم سنة عاش الرسول مع حليمة السعدية بقس النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع السيدة حليمة السعدية حتى أتمَّ فترة الإرضاع كاملة، ولم يُحدد على وجه الدقة الوقت الذي بقي فيه عندها، إلا أنَّ هذه الفترة كانت كافية لرؤية مُرضعته ومن حوله لأول بشائر النبوة، ومنها غزدياد البركة والخير في حياتها ورزقها وحادثة شق بطن الرسول، وكذلك ما ورد من القول عن اخت رسول الله لما خرجت حليمة تسألأ عنه وهو يلعب: "يا أمه ما وجد أخي حرًّا، رأيت غمامة تظلل عليه، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت"، والله أعلم. [2] شاهد أيضًا: من هو حلاق الرسول هل أم أيمن أرضعت الرسول إنّ مرضعات الرسول هنَّ أربع أمّه آمنة بنت وهب وحليمة السعدية وثوبية مولاة أبي لهب ومرضعة حمزة رابعة من بني سعد، وإنَّ أم أيمن ليست من مرضعات الرسول، وعلى ذلك فهي ليست أمَّه بالرضاعة إنما هي حاضنته ومولاته، وقد ورد أنَّ الرسول قام باعتاقها لمّا تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها، كما ورد أنَّه قام بتزويجها لزيد رضي الله عنه، وأنجبت منه أسامة بن زيد رضي الله عنهما، والله أعلم. [3] هل أسلمت حليمة السعدية إنَّ إسلام حليمة السعدية هو من الأمور الخلافية بن أهل العلم، وقد تعددت الأقوال في ذلك، إلا أنَّ الأرجح في ذلك هو أنَّها دخلت الإسلام، وكانت من الصحابيات، فقد أسلمت هي وابنتها الشيماء، كما ورد في منتهى السؤل عن الحضرمي أنَّه قال: " وصحّح ابن حبّان وغيره ما يدلّ على إسلام حليمة "، كما ذكرها ابن حجر العسقلاني في كتابه على انَّها أحد الصحابيات، لذا فإنَّ الأصح هو القول بإسلامها، والله أعلم.
ثمّ إنّ ابن أخي هذا ـ يعني رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ ممّن لا يُوزن برجلٍ من قريش إلّا رجح به، ولا يُقاس به رجل إلّا عظم عنه، ولا عدل له في الخلق، وإن كان مقلاًّ في المال فإنّ المال رِفدٌ جارٍ، وظلٌّ زائل، وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها، والمهر عليَّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله، وله ـ وربّ هذا البيت ـ حظّ عظيم، ودِين شائع، ورأي كامل. 10 ربيع الأول زواج رسول الله(ص) من السيدة خديجة – الشیعة. ثمّ سكت أبو طالب، وتكلّم عمّها وتلجلج، وقصر عن جواب أبي طالب، وأدركه القطع والبهر، وكان رجلاً من القسّيسين، فقالت خديجة مبتدئة: يا عمّاه، إنّك وإن كنت أولى بنفسي منّي في الشهود، فلستَ أولى بي من نفسي، قد زوّجتك يا محمّد نفسي، والمهر عليّ في مالي، فأمر عمّك فلينحر ناقة فليولم بها، وادخل على أهلك. قال أبو طالب: اشهدوا عليها بقبولها محمّداً وضمانها المهر في مالها. فقال بعض قريش: يا عجباه! المهر على النساء للرجال؟ فغضب أبو طالب غضباً شديداً، وقام على قدميه، وكان ممّن يهابه الرجال ويُكره غضبه، فقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هذا، طُلبت الرجالُ بأغلى الأثمان وأعظم المهر، وإذا كانوا أمثالكم لم يُزوّجوا إلّا بالمهر الغالي.
ذكر أزواج خديجة قبل النبي عن الزهري، قال: تزوجت خديجة بنت خويلد بن أسد قبَلْ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين: الأول منهما: عتيق بن عايذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، فولدت له جارية وهي أم محمد بن صيفي المخزومي. ثم خلف على خديجة بعد عتيق بن عايذ أبو هالة التميمي ، وهو من بني أسد بن عمرو، فولدت له: هند بن هند. كذا وقع في هذه الرواية عتيق بن عايذ، والصواب عابد بالباء. قاله الزبير، وسمى الزبير الجارية التي ولدتها منه هندًا، واسم أبي هالة هند بن زرارة بن النباش بن عدي بن خبيب بن صرُدَ بن سلامة بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، فيما رويناه عن قتادة بن دعامة… فذكره. بشارة ورقة بن نوفل بنبوة الحبيب قال ابن إسحاق: وكانت خديجة قد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزيز وكان ابن عمها، وكان نصرانًياّ قد ٺتبع الكتب، وعلم من علم الناس ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب وما كان يرى منه، إذ كان الملكان يظُلَاّنه، فقال ورقة: لئن كان هذا حقًّا يا خديجة: إن محمدًا لنبي هذه الأمة، قد عرفت أنه كائن بهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه، أو كما قال، فجعل ورقة يستبطئ الأمر. وله في ذلك أشعار، منها ما رواه يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: أتبُكَِّر أم أنت العشية رائح … وفي الصدر من إضمارك الحزن قادح لفرقة قوم لا أحب فراقهم … كأنك عنهم بعد يومين نازح وأخبار صدق خبرت عن محمد … يخبرها عنه إذا غاب ناصح بأن ابن عبد الله أحمد مرسل … إلى كل من ضمت عليه الأباطح وظني به أن سوف يبعث صادقاً … كما أرسل العبدان نوح وصالح في أبيات ذكرها.