بعد أن يتناول الضيف وجبته الرئيسية، وقبل أن يقوم من مقامه يقول لمضيفيه: «الله يغنيكم ويكثر خيركم»، ليرد عليه «هني وعافية». قبل أن ينصرف الضيف «يترخص» بمعنى يأخذ رخصة الانصراف من مضيفيه بقوله:»أكرمكم الله، من رخصتكم يا جماعة». ليرد عليه «مرخوص». بعدها يقول للمضيف: «في وداعة الله». ليرد عليه «بحفظ الرحمن». وهذه العبارة صارت تقال عند وصول الضيف إلى سيارته هذه الأيام. كثير من العبارات الجميلة التي يرد عليها بعبارات مأثورة تتناسب مع الموقف ،وتستعمل في الحياة اليومية، فمثلاً إذا تعثر شخص، أو أوقع شيئاً من يده يُقال له: سلمت، فيرد الشخص»من قال سالم». وعند مدح شخص يقال «والنعم بفلان»، فيرد الشخص أو المستمع «ما عليك زود»، بمعنى أنك تستحق المدح أكثر من فلان. الله يغنيكم ويكثر خيركم جمعية تحفيظ القرآن. ومن الآداب الجميلة أيضا أن على الشخص عند الحديث عمن لا يستلطفه الناس (الحيوانات، الحمامات، أو مقالب القمامة) أن يسبق ما يريد قوله بكلمة «كرمت، كرم السامع، عزك الله». فيرد عليه «وإنت من الأكرام، وإنت عزيز». وكثير ما تسبق عبارات الفتيات والنساء كلمات التحبب عند الحديث لأحد من الأهل أو الأصدقاء مثل: يالغالية، فديتك، غناتي، يعلني أفداك، وغيرها، بينما تستهجن هذه الكلمات للرجل، الذي تكون أكثر كلماته فيها جانب العزوة والشجاعة والفخر، مثل « أنا ولدك يا فلان، أنّا وبعدني، أنا ولدك يا أبويه، أخو شما، راعي سمحة (وهو اسم إحدى النوق الأصيلة) المصدر: أبوظبي جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©
الرمسة الإماراتية خشنة للرجل.. رقيقة على المرأة فتحية البلوشي اللهجة الإماراتية الجميلة، أو ما تسمى محلياً «بالرمسة»، تحوي عبارات تعكس ترابط أفراد المجتمع واحترامهم لبعضهم، فمنذ زمان الشظف واللهجة المحكية تقوي روابط الحياة بين المواطنين، ويلعب التهذيب اللغوي دور العلامة الأولى على التهذيب الأخلاقي في البيوت الإماراتية. الله يغنيكم ويكثر خيركم تقدم خدماتها عن. حين يلثغ الطفل الإماراتي حروفه الأولى يُعلم طريقة الرمسة، فهنا مفردات الرجل يجب أن تكون غليظة قوية، بينما تعلم الفتاة مفردات أنثوية تعكس تميزها عن خشونة الرجل. حين ينادى الرجل الإماراتي يجيب بكلمة «لبيه»، بعدها يرد عليه مناديه بعبارة من اثنتين «لبيت حاج»، أو «لبيت في منى»، وهي دعوة له بالحج وأداء الفريضة العظمى. أما الفتاة فهي ترد بكلمة «نعم»، ليرد عليها «الله ينعم عليج»، لتكون دعوة لها بأن تنال من نعم الله المتعددة. من أصول الرمسة الإماراتية أيضا ما يرتبط بالضيافة، فالبيوت الإماراتية الكريمة تتعامل مع ضيوفها بإتيكيت حديثيّ خاص، يبدأ بأن يطرق الضيف الباب متبعا طرقاته بكلمة «هود» ليتمكن أهل البيت من تمييز صوته، فإن كان معروفاً، جاء الإذن بالدخول بكلمة «هدا»، وإن كان غريباً قال أهل البيت «من هناك؟» فيعرف الضيف نفسه، ليرد عليه «اقلط».
ولو حصل أنه لم يحضر أحد للدعوة فلربما تتحول الجلسة بين الضيف ومضيفه إلى تبادل للنظرات وتكرار لعبارات التحية أو الصمت المطبق. وهذا الجو الحزين أو الكئيب ينعكس على مزاج الضيف وقد يكره الدعوة وصاحبها ويتمنى أن ينفذ ببدنه في أسرع وقت ممكن!