(98) * * * قال أبو جعفر: وجميع الذي قال في تأويل هذه الآية من ذكرنا قوله متقارب المعنى; لأنهم وإن اختلفوا في صفة " البر " الذي كان القوم يأمرون به غيرهم، الذين وصفهم الله بما وصفهم به, فهم متفقون في أنهم كانوا يأمرون الناس بما لله فيه رضا من القول أو العمل, ويخالفون ما أمروهم به من ذلك إلى غيره بأفعالهم. فالتأويل الذي يدل على صحته ظاهر التلاوة إذا: أتأمرون الناس بطاعة الله وتتركون أنفسكم تعصيه؟ فهلا تأمرونها بما تأمرون به الناس من طاعة ربكم؟ معيرهم بذلك، ومقبحا إليهم ما أتوا به. (99) * * * ومعنى " نسيانهم أنفسهم " في هذا الموضع نظير النسيان الذي قال جل ثناؤه: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة: 67] بمعنى: تركوا طاعة الله فتركهم الله من ثوابه. * * * القول في تأويل قوله تعالى وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ قال أبو جعفر: يعني بقوله: (تتلون): تدرسون وتقرءون. كما:- 847- حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا عثمان بن سعيد, قال: حدثنا بشر, عن أبي روق, عن الضحاك عن ابن عباس: (وأنتم تتلون الكتاب) ، يقول: تدرسون الكتاب بذلك. موقع المعرفة لسماحة الشيخ علي دعموش - اليهود يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم (31). ويعني بالكتاب: التوراة. (100) * * * القول في تأويل قوله تعالى أَفَلا تَعْقِلُونَ (44) قال أبو جعفر: يعني بقوله: (أفلا تعقلون) (101) أفلا تفقهون وتفهمون قبح ما تأتون من معصيتكم ربكم التي تأمرون الناس بخلافها وتنهونهم عن ركوبها وأنتم راكبوها, وأنتم تعلمون أن الذي عليكم من حق الله وطاعته، واتباع محمد والإيمان به وبما جاء به، (102) مثل الذي على من تأمرونه باتباعه.
لا يجب أن نستنكر النصيحة من شخص لا يطبقها في كل الأحوال، أحياناً ينصحنا الإنسان بما لم يستطع فعله صدقاً وتفضيلاً على النفس، ويجب على المسلم أن يقدر تلك النصيحة من أخيه ويطبقها إن استطاع ويدعو له بالهداية. إلى هنا ينتهي مقال قصة أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم ، عرضنا خلال المقال تفسير الآية 44 من سورة البقرة وسبب نزول الآية الكريمة كما تحدثنا باستفاضة عن معنى الآية وتطبيقها في حياتنا والدروس المستفادة منها، نتمنى أن نكون قد حققنا لحضراتكم أكبر قدر من الإفادة.
وجاء في تفسير الشيخ السعدي: " ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ﴾ أي: بالإيمان والخير ﴿وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾ أي: تتركونها عن أمرها بذلك، والحال: ﴿وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ وأسمى العقل عقلا لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير، وينعقل به عما يضره، وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به، وأول تارك لما ينهى عنه، فمن أمر غيره بالخير ولم يفعله، أو نهاه عن الشر فلم يتركه، دل على عدم عقله وجهله، خصوصا إذا كان عالما بذلك، قد قامت عليه الحجة. [2] تدبر أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم لكل آية من آيات القرآن الكريم، ما يكفي تدبرها، وفهمها وإدراك معانيها، والعلم بها، حتى تكون عملية التدبر القلبية في الآيات، عملية واعية عميقة، ولها أدواتها، لا يقدم عليها سوى العلماء مخافة الزلل والخطأ، والشطط، ولكن هناك نظرات بسيطة في الآيات يمكن أن تقدم تدمر مبدئي كما في مثل آية أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم. الآية تبدأ بالاستفهام الاستنكاري أتأمرون، وهي استنكار لما يفعله اليهود، والاستنكار ليس واقع على الأمر بالبر والخير، وإنما واقع على نسيانهم أنفسهم من هذا الخير.
والمقصود الأهم من هذا الخطاب القرآني تنبيه المؤمنين عامة، والدعاة منهم خاصة، على ضرورة التوافق والالتزام بين القول والعمل، لا أن يكون قولهم في واد وفعلهم في واد آخر؛ فإن خير العلم ما صدَّقه العمل، والاقتداء بالأفعال أبلغ من الإقتداء بالأقوال؛ وإن مَن أَمَرَ بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة؛ وفي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم ( كان خلقه القرآن) أي: إن سلوكه صلى الله عليه وأفعاله كانت على وَفْقِ ما جاء به القرآن وأمر به؛ إذ إن العمل ثمرة العلم، ولا خير بعلم من غير عمل. وأخيرًا: نختم حديثنا حول هذه الآية، بقول إبراهيم النخعي: إني لأكره القصص لثلاث آيات، قوله تعالى: { أتأمرون الناس بالبر} وقوله: { لِمَ تقولون ما لا تفعلون} (الصف:2) وقوله: { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} (هود:88) نسأل الله أن يجعلنا من الذين يفعلون ما يؤمرون { وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب} (هود:88).
وکما ختم هذه الآية الكريمة بما يفيد أن ثمرة البر الصدق والتقوى؛ حتی حصر البر في التقوى في قوله عز وجل: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} [البقرة: 189]، وأشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أن ملازمة الصدق تهدي إلى البر، وأن البر يهدي إلى الجنة، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما ( [1]) من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله قال: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صدّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذَابًا). ومن أبرز سمات البررة: أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، كما قال الله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71]. وقوله عز وجل: { وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}، أي: وتتركون أنفسكم فلا تحملونها على الخير، ولا تسلكون بها سبيل السلام والنجاة؛ حيث تأمرون الناس بما فيه مرضاة الله وطاعته وأنتم مقيمون على معصيته، سادرون في غيکم وضلالكم، وتكذيبكم لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي تعلمون صفته من كتبكم، وتعرفونه کما تعرفون أبناءكم.
فهذه هي حقيقة مرجعية السيستاني التي, وكما يصفها المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير الفضائية … {{…أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً …}}.
~ صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى.. o°¨ انتقل الى: