في ذلك الوقت كانت قبائل بكر بن وائل قد أعلنت النفير العام لقبائل العرب للوقوف ضد الفرس، وكان سبب هذا النفير أن كسرى طلب من الملك النعمان بن المنذر ملك الحيرة بالعراق، وقد كان تابعا له أن يبعث إليه أحد بناته أو أخواته كى تكون بين محظياته بعد أن سمع عن الجمال العربي ، فأحس المنذر بعار ذلك، فتهرب من كسرى وأرسل له بالهدايا. هدايا النعمان لم تكن تشفع له لدى كسرى، فطلب منه الحضور إلى عاصمة الفرس بالمدائن، وهنا شعر النعمان بأن رحلته إلى بلاط قيصر ستقوده إلى الموت، فأودع أمواله وأهله أمانة إلى هانئ بن مسعود الشيبانى سيد بني بكر ، وذهب للقاء كسرى. في المدائن كان غضب كسرى عظيما جارفا، فأودع النعمان السجن، وقيل إنه مات سحقًا تحت أرجل الفيلة، فيما قال البعض إنه مات بعد إصابته بالطاعون، هنالك أرسل كسرى إلى سيد بكر يطلب منه أموال ونساء النعمان فرفض ذلك وأصر على القتال، ودعا قبائل العرب العدنانية من مضر وعدنان وربيعة، فيما انطوت قبائل طىء وقضاعة واليمن تحت لواء كسرى. هنالك تناست قبائل تميم العداء القديم مع بكر وقررت الصلح مع "حلف اللهازم" وذلك للأخذ بالثأر لقتلى "الصفقة"، وتوجهت جموع العرب لملاقاة الفرس، وكان انتصار العرب المبهر في "ذي قار"، حيث نجحوا في هزيمة قوات الفرس هزيمة قاسية، وقد أشاد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بانتصار "ذى قار" حيث قال: "هذا يوم انتصفت فيه العرب من العجم، و بي نُصروا".
وقبيلة عنزة من القبائل الكبيرة التي تاريخها معروف ووائليتها التي اشتهرت بها عن طريق التداخل معروفة وذلك لا يتعارض مع نسبة آل سعود لبني حنيفة.. ولو سئلت شخصيّاً لاجبت بأنني من بني حنيفة من بكر بن وائل من عنزة بسبب التداخل بين القبيلتين.
والبلدة التي كان يسكنها الرياض مازالت تسكنها أسر من بني حنيفة مثل آل دغيثر، وآل حمود، وآل ريس، وآل زرعة، وآل النمر، وآل عساكر وغيرهم كثيرون ولا يزالون إلى اليوم معروفين بنسبهم إلى بني حنيفة. ثالثاً: تناول المتحدثون نسب أسرة آل سعود، وهناك من قال إنهم من تميم وذلك غير صحيح والذي يجمعهم مع تميم أنهم من نزار بن معد بن عدنان. وناقش بعضهم أن آل سعود من عنزة، ولاحظت أن هناك فهماً خاطئاً حيال تحقيق نسب الأسرة، وأن القصد هو نفي نسبتها إلى عنزة أو التشكيك في وائلية عنزة، وهذا غير صحيح. فآل سعود وفقاً للمصادر المحققة هم في الأصل من المردة من بني حنيفة من بكر بن وائل، وجدهم هو جديلة بن أسد أخو عنزة بن أسد الذي يجمعهم جد واحد هو ربيعة، وبذلك فإن عنزة هم أبناء عمومتهم. ولأن قبيلة بنو حنيفة تحضرت وبقي منها بعض الأسر المتحضرة التي تنتسب إليها، فقد أصبحت هذه الأسر تنتسب إلى عنزة باعتبار أنها هي الفرع الأساس المتبقي من ربيعة، وبرز اسم عنزة التي هي امتداد لقبيلة ربيعة، وأصبح المعروف أنها من وائل لأن عنزة القديمة تداخلت في قبيلة بكر بن وائل فصارت جزءاً من حلف اللهازم، وتداخلت قبائل بكر في عنزة ونسب الجميع إلى وائل.
والعبرة من المثل أن يقال هذا فيمن نثق في صحة رأيهم، ونرى أن قولهم هو القول الفصل؛ لما لهم من رجاحة في العقل، والفطنة، فكل مبصر للأمور، هو حذام، وكل صادق في الحدس هو حذام، وكل سديد في القول حذام، فهذا الاسم ارتبط لدينا بالصدق في القول، ومعنى كلمة حذام من حذم الشيء أي قطعه، والشخص الحازم هو الصارم ذو الرأي القاطع.