[2] من يدخل الجنة بدون حساب يذكر في الأحاديث النبوية عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أن أول من يدخل الجنة من المسلمين ، هم الحامدون ، العائدون ، الشاكرين لله ، ولأنعمه ؛ من يحملون الايمان بالله ، وكتابه ، ورسوله ، في قلوبهم من المسلمين ، وهم أصحاب الأعمال الصالحة ، الذين لا يسرقون ، ولا يفتنون ، او يقتلون ، ويؤذون غيرهم ، ولا يقتاتون على الغيب ، والنميمة ، ولا يؤذون غيرهم ، والكاظمين الغيظ ، فهؤلاء كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، انه سوف يدخل الجنة من أمته سبعون ألف ، وسبعمائة شخص ، يأتون بوجوه على صورة القمر في ليلة البدر.
قال في "المبدع"(2/ 68): "الجن مكلفون في الجملة؛ يدخل كافرهم النار، ومؤمنهم الجنة، لا أنه تصير ترابًا كالبهائم، وثوابه النجاة من النار، وهم في الجنة كغيرهم بقدر ثوابهم، خلافًا لمن قال: لا يأكلون، ولا يشربون فيها، أو أنهم في ربض الجنة. وقال ابن حامد: هم كالإنس في التكليف، والعبادات، وفي النوادر تنعقد الجمعة والجماعة بالملائكة، وبمسلمي الجن؛ وهو موجود زمن النبوة، والمراد في الجمعة من لزمته كما هو ظاهر كلام ابن حامد، فإن المذهب لا ينعقد بآدمي لا تلزمه، كمسافر وصبي. فهنا أولى" ا. هـ وممن أطال النفس جدًا في هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته "إيضاح الدلالة في عموم الرسالة" وهي في "مجموع الفتاوى " وقال فيها (19/ 38): "وكافرهم معذب في الآخرة باتفاق العلماء ، وأما مؤمنهم فجمهور العلماء على أنه في الجنة، وقد روي: أنهم يكونون في ربض الجنة تراهم الإنس من حيث لا يرونهم، وهذا القول- يقصد القول الأول - مأثور عن مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف ومحمد. وقيل: إن ثوابهم النجاة من النار وهو مأثور عن أبي حنيفة. ما هي الأعمال التي تدخل الجنة بغير حساب | المرسال. وقد احتج الجمهور بقوله: { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56]، قالوا: فدل ذلك على تأتي الطمث منهم؛ لأن طمث الحور العين إنما يكون في الجنة".
[1] دخول الجنة بدون حساب يتساءل المسلم عن من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، حيث أننا جميعاً حريصين على معرفة اجابة هذا السؤال ، الذي نجد اجابته في أدلة القرآن الكريم و السنة النوبية الشريفة ، والتي تحفزنا على أداء صالح الأعمال التي تؤهلنا لدخول الجنة وهناك مرحلتين يحتم على المسلم فهمهما حتى يقوم بالالتزام بالعمل الصالح الذي يساعده لدخول الجنة. وهو أن الله يوم القيامة سيحاسب فئة من العباد من خلال الاطلاع على الصحف ، فإذا غلبت الحسنات السيئات دخل الجنة ، وإذا غلبت السيئات الحسنة لاقى العذاب المهين في نار جهنم ، وهناك مرحلة أخرى ، فهناك أعمال إذا قام بها صاحبها لا تعرض صحيفته على الله ، ولا يقف موقف الحساب أمام الله وهي مرتبطة بعدد من الطاعات ، والأعمال التي تحقق له هذا الجزاء.
ما هذا الجهل وما هذا الغباء في إشهار سيوف القتال من أجل أمرٍ حسمه أهل العقيدة في كلا العقيدتين؟!
رواه البخاري 6047 ، ثم أكمل لنا صلى الله عليه وسلم البشارة في الحديث الصحيح الآخر الذي قال فيه: " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ. " رواه الترمذي 3469 وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. فنحمد الله على نعمته ونسأله من فضله ورحمته ، وأن يُسكننا الجنّة بحوله ومنّته ، وصلى الله على نبينا محمد.
[٢] [١] آخر الفئات دخولاً للجنّة ذكر أهل العلم أنّ من آخر أهل الجنّة دخولاً فيها أولئك الذين جازوا الصراط بسلامٍ، ولم يقعوا في النار، وأصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم، ومصيرهم في نهاية الأمر إلى الجنّة رحمةً من الله وفضلاً، وأولئك الذين خرجوا من النار بشفاعة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- التي ادّخرها لأهل الكبائر من أمّته، وهم العصاة الموحّدين؛ فعندهم أصل الإيمان، لكنّهم يدخلون الجنّة على تفاوتٍ فيما بينهم. [٣] حقيقة الخلود في النار ذهب جمهور أهل السنّة والجماعة إلى أنّ المسلم العاصي لا يُخلّد خلوداً دائماً في النار، وهذا لا يتحقّق إلّا لأهل الكفر، أمّا العصاة من الموحّدين إذا دخلوا النار فإنّهم يُعذّبون فيها على قدر معاصيهم دون خلودٍ فيها، فمن مات مثلاً وهو زانٍ أو شارب خمرٍ أو عاقٍّ لوالديه وغير ذلك من المعاصي، صغيرها وكبيرها ولم يتب، فهو مُتوعّدٌ بالعذاب في النار، لكنّه لا يُخلّد فيها؛ لأنّه لم يخرج من دائرة الإسلام بمعاصيه، وقد يتفضّل الله -سبحانه- عليه ابتداءً، فيعفو عن ذنوبه، ويجعل الجنّة أوّل دخوله. [٤] [٥] المراجع ^ أ ب ت يحيى الزهراني، "الجنة دار الأبرار" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 15-2-2019.