2ـ بعض مظاهر حسن الخلق في الإسلام حث الإسلام على حسن الخلق ودعا إليه، ومن مظاهره ما يلي: الصبر على الأذى وتحمل المكاره:ﷺ: "… ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر" [رواه البخاري ومسلم]. العفو عن الناس قال تعالى: " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " الإحسان إلى الناس والرفق بهم: يقول ﷺ " إن الله رفيق يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف وما لا يعطى على ما سواه " التواضع وعدم التكبر يقول ﷺ " ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما وتواضع أحد لله إلا رفعه الله ". الصدق والصحة النفسية - جريدة الوطن السعودية. الكلام الطيب وتجنب الفحش والبذاءة: يقول ﷺ " ليس المؤمن بلعان ولا طعان ولا فاحش ولا بذىء عدم ظلم الناس وسبهم أو قذفهم: يقول ﷺ" أتدرون من المفلس ؟.. إن المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار ". الوفاء بالوعد: يقول ﷺ" آية المنافق ثلاث.. إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان الصدق وعدم الكذب: قالﷺ: [إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذّابًا].
وبالصِّدقِ يُفرِّجُ اللهُ الهمومَ والكُرُبَاتِ، ويُجيبُ الدَّعَوَاتِ، ويُنجِّي مِنَ المُهلِكات؛ كما في قِصَّة الثلاثةِ الذين أَوَوْا إلى غارٍ فانطبقَ عليهم؛ فقال بعضهم لبعض: " إنَّه واللَّهِ يا هَؤُلَاءِ، لا يُنْجِيكُمْ إلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنكُم بما يَعْلَمُ أنَّه قدْ صَدَقَ فِيهِ "؛ متفق عليه. فدعا كلُّ واحدٍ منهم ربَّهُ بما عَمِلَهُ مِن عَمَلٍ صَدَقَ اللهَ فيه، وأخلصهُ له، فَجَاءَ الفرجُ، فَفُرِجَ لهم فُرْجَةٌ بعد أخرى، حتى خَرجُوا من تِلكَ المحنة. ان الصدق يهدي البر. وفي الآخرةِ في عرَصاتِ القيامة وأهوالِها، لن ينفعَكَ مالٌ ولا بَنُونٌ، ولكنَّ الذي ينفَعُكَ هُوَ الصدقُ مع اللهِ تعالى؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119]. عباد الله، بالصِّدقِ يُبارِكُ اللهُ في الأرزاق؛ فعن حكيمِ بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا - أوْ قالَ: حتَّى يَتَفَرَّقا - فإنْ صَدَقا وبَيَّنا، بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَما وكَذَبا؛ مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما "؛ رواه البخاري.
إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾، أما بعد، فيا أيها المؤمنون، حديثنا اليومَ عن صِفَةٍ مِن صِفاتِ أهلِ الإيمان، مَن امتَثَلَها فاز في الدارينِ ونجا؛ أمرَ اللهُ تعالى المؤمنينَ بالاتصاف بها، ومَدَحَ أهلها، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119] ، وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33]. إنه الصِّدقُ الذي يهدي للبرِّ ثم إلى الجنة، والصدقُ صفةٌ مِن صفاتِ الله الحسنى، قال سبحانه: ﴿ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ﴾، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ وقال: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾. أربع إن كن فيك فلا عليك (2) صدق حديث - ملتقى الخطباء. والصدقُ من صفاتِ خيرةِ البَشَرِ وهم الأنبياءُ والرُّسُل عليهم السلام؛ قال تعالى: ﴿ هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾.
أيها المسلمون: تحروا الصدق وتحلو به وربوا عليه أبناءكم فهو مطية إلى النجاة ومفتاح لكل خير، وهو زينة الرجل؛ وصدق الشاعر حيث قال: الـصدق حلـو وهو الـمر *** والـصدق لا يتركه الحر جوهرة الصدق لها زينة *** يحسدها الياقوت والدر بارك الله لي ولكـم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بمـا فيه مـن الآيات والذكر الحكيم؛ أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكـم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: عباد الله: سمعتم شيئا يسيرا عن خصلة الصدق التي أخبر الصادق الأمين أنه لا يضر صاحبها شيء مهما فاته من حظوظ الدنيا ومتاعها؛ وقد أدرك السلف الكرام أئمة الصدق والخلال الحميدة قيمة خصلة الصدق ومكاسبها الدنيوية والأخروية؛ فسطروا في الثناء عليها أروع الأقوال وأصدقها؛ ألا وإن مما قالوه في الصدق: قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: " لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا إلى صيامه، ولكن انظروا إلى من إذا حدث صدق، وإذا ائتمن أدى، وإذا أشفى ورع ". حديث ان الصدق يهدي الى البر. وقول طاووس -رحمه الله-: "إذا أراد الله بعبد خيرا منحه خلقا صالحا ". وقال أبو سليمان -رحمه الله-: " اجعل الصدق مطيتك والحق سيفك والله غاية طلبتك ".