صور من العفة وسمو النفس في شعر عنترة بن شداد كان عنترة بن شداد العبسي: من أشهر فرسان العرب في الجاهلية، فضلا عن أنه كان من أهم شعرائها، فهو من شعراء الطبقة الأولى، وهو واحد من أصحاب المعلقات التي بقيت في التاريخ، وتوارثتها الأجيال حتى يومنا هذا. ولم يكتسب عنترة هذه المنزلة الشعرية والسيرة الحميدة في قوة الأخلاق وسمو النفس من فراغ: فأشعاره تعج بالقيم الأخلاقية الحميدة، التي تدعو لمجاهدة النفس ومخالفة الهوى. وتعرف المعلّقات ـ التي يعد عنترة أبرز شعرائها ـ: بأنها القصائد الطويلة التي كتبها شعراء العصر الجاهلي، وقد سميت بالمعلقات للعديد من الأسباب، منها: أنها كانت تعلّق على ستار الكعبة؛ وذلك لأهميتها، ومنهم من قال: إنّ سبب التسمية هو أنّ المعلّقات كانت تعلّق في نفوس الناس وعقولهم. ويعد عنترة أبرز شعراء هذه المعلقات، وأكثرهم تناولا في الإبداعات الأدبية والروائية، لثراء شخصيته، وسعة تجربته، واحتوائها على الكثير من التفاصيل الإنسانية. بالإضافة إلى سماته النفسية والجمسية، فهو من أحسن العرب شيمة، ومن أعزهم نفسا، ويوصف بالحلم رغم قدرته وشدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة. الرجل الذي اعجب به الرسول صلى الله عليه وسلم. هذه السمات كانت مغرية للكتاب والمبدعين والباحثين العرب وحتى للمستشرقين، ولثراء شخصية عنترة دخلت عليها الأخيلة(جمع خيال) والإضافات التي نقلته لقراء الآداب الغربية، فترجمت قصته وحياتة الإبداعية والشخصية إلى الألمانية والفرنسية.
عنترة وعبلة من أشهر قصص الحب في التاريخ قصة حب عنترة وعبلة ، فقد اشتعل عنترة حباً بابنة عمه عبلة التي كانت من أجمل نساء نبي عبس ، وسعى عنترة إلى عمه مالك يخطب ابنته، ولكنه رفض أن يزوجها من عبد أسود ، وظل عنترة يقول الشعر في عبلة حتى سمعته كل العرب ن ورددته كل القبائل العربية آنذاك ، فاضطر مالك بن قُراد أن يزوجها من رجل من قبيلة ذبيان ،ويقال أن عنترة لم يتزوج بعد عبلة.
يوصف عنترة بأنه أسود البشرة وشفته السفلى مشقوقة. وعد والد عنترة ابنه بعد أن هوجمت مضارب القبيلة فجأة وسلبت أن يحرره إذا أنقذ النساء الأسيرات، مهمة قام بها البطل وحده بعد قتله عدداً كبيراً من الأعداء. أعترف بعنترة إثر ذلك في القبيلة وإن لم تتردد النفوس الحسودة عن السخرية من أصل أمه. حفظت أعمال عنترة البطولية وشعره شفوياً، وأثمرت قصة فروسية رومانسية تدور حول حياته ومغامراته، تتسم بالغلو في الأسلوب (الذي تاريخياً ليس له أساس من الصحة). يقول فون هامر " قد يعتبر العمل كله رواية أمينة للمبادىء القبلية العربية، خاصة قبيلة بني عبس، التي ينتمي إليها عنترة في عهد نيشوفان، ملك بلاد فارس. يعيد موت عنترة - كما يرويه المؤلفون - صدى التقاليد التي يصعب أن تدهش، لكنها ربما ليست أقل انسجاماً مع قوانين الإنصاف الشعري كما وردت في القصة الرومانسية. يقال أثناء عودته مع قطيع من الإبل غنمه من قبيلة طيء، أن طعنه أحد أفرادها بحربة بعد أن تبعه خفية حتى واتته الفرصة للأخذ بثأره. كان جرحه قاتلاً ورغم أنه كان طاعن السن إلا أنه ملك قوة كافية ليعود إلى قبيلته حيث مات ساعة وصوله. صور المكان الذي عاش فيه عنترة بن شداد. أعجب الرسول بالقصص التي تروى عن شجاعته وشعره وقال " لم أسمع وصف عربي أحببت أن أقابله أكثر من عنترة. "
لمزيد من التفصيل أنظر: ابن الخطيب التبريزي، شرح المعلقات العشر المذهبات، تحقيق د. عمر فاروق الطباع، بيروت: دار الأرقم، د. ت، ص 185- 191. أعلام الزركلي. وأنظر أيضاً ما ترجمه صلاح صلاح في ما يلي *مزون شمر* 23-03-2008, 08:26 PM ماذا تعرف عن عنترة ابن شداد يعطيك العافيه على المعلومات عن عنترة بن شداد مجهود رائع و طرح مميز تقبل مرووري
وفي رأي أبي عمرو الشيباني أنّ عنترة غزا طيئاً مع قومه، فانهزمت عبس، فخرّ عن فرسه ولم يقدر من الكبر أن يعود فيركب، فدخل دغلا وأبصره ربيئة طيء، فنزل إليه، وهاب أن يأخذه أسيراً فرماه فقتله. أما عبيدة فقد ذهب إلى أن عنترة كان قد أسنّ واحتاج وعجز بكبر سنّه عن الغارات، وكان له عند رجل من غطفان بكر فخرج يتقاضاه إيّاه فهاجت عليه ريح من صيف- وهو بين ماء لبني عبس بعالية نجد يقال له شرج وموضع آخر لهم يقال لها ناظرة- فأصابته فقتلته. وأيّاً كانت الرواية الصحيحة بين هذه الروايات، فهي جميعاً تجمع على أن عنترة مات وقد تقدّم في السنّ وكبر وأصابه من الكبر ضعف وعجز فسهل على عدوّه مقتله أو نالت منه ريح هوجاء، أوقعته فاردته. وعنترة الفارس كان يدرك مثل هذه النهاية، أليس هو القائل "ليس الكريم على القنا بمحرّم". لكن يجدر القول بأنه حافظ على حسن الأحدوثة فظلّ فارساً مهيباً متخلّقاً بروح الفروسية، وموضع تقدير الفرسان أمثاله حتى قال عمرو بن معدي كرب: ما أبالي من لقيتُ من فرسان العرب ما لم يلقَني حرّاها وهجيناها. كيف مات عنترة بن شداد وأين مكان قبره. وهو يعني بالحرّين: عامر بن الطفيل، وعتيبة بن الحارث، وبالعبدين عنترة والسليك بن السلكة. مات عنترة كما ترجّح الآراء وهو في الثمانين من عمره، في حدود السنة 615م.