[2] الفرق بين الرحمن والرحيم [ عدل] لا يُسمى الإنسان باسم الرحمن أما يوجد إنسان اسمه رحيم. [1] ، فالرحيم قد يكون لله ولغير الله، قد تقول الله عز وجل رحيم، وفلان عليم: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ سورة الأحزاب:43 لذلك قال ابن عباس: « هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر » ، قال أبو علي الفارسي « الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة، يختص به الله تعالى، و الرحيم إنما هو من جهة المؤمنين، قال تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ﴾ سورة الأحزاب:43. إلى أن قال: فدل على أن الرحمن أشد مبالغة في الرحمة ، لعمومها في الدارين لجميع خلقه ، و الرحيم خاص بالمؤمنين. » الرحيم دلّ على صفة الرحمة الخاصة التي ينالها المؤمنون فقط، لكن الرحمن يشمل المؤمن والكافر. أقوال العلماء عن اسم الله الرحيم [ عدل] قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي: « الرحمن ، الرحيم، والبر ، الكريم ، الجواد ، الرؤوف ، الوهّاب ، هذه الأسماء تتقارب معانيها، وتدل كلها على اتصاف الرب، بالرحمة، والبر، والجود، والكرم، وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عمّ بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته. وخص المؤمنين منها، بالنصيب الأوفر، والحظ الأكمل، ذكر القرآن: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ سورة الأعراف:156 ، والنعم والإحسان، كله من آثار رحمته، وجوده، وكرمه.
فالله الرحيم في الدنيا والآخرة ثابت بالكتاب والسنة. موسوعة ثقافية تشمل جميع مناحي الحياة،هدفها إغناء الويب العربي ،وتسهيل الوصول للمعلومات لمختلف فئات المجتمع
[19] صحيح البخاري برقم 5673، وصحيح مسلم برقم 2816. [20] برقم 2697.
وهو سبحانه أرحم الراحمين, كما قال يوسف عليه السلام لإخوانه: قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [يوسف:92]. وهو جل جلاله أرحم بعباده من الأم بولدها, يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي, فإذا امرأة من السبي تسعى, حتى إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته, فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أترون هذه الأم طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله, وهي تقدر على ألا تطرحه، فقال صلى الله عليه وسلم: الله أرحم بعباده من هذه بولدها). أسباب نيل رحمة الله الكلمة الأخيرة أيها الإخوة الكرام! كيف ننال رحمة ربنا, نسأل الله أن يجعلنا من المرحومين؟ أولاً: اتباع شرع الله عز وجل, يقول ربنا جل جلاله: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155]. ثانياً: العناية بالقرآن، قال الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]. ثالثاً: طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران:132].
قال ابن القيم رحمه الله: "وكان هذا الكتاب العظيم الشأن كالعهد منه سبحانه للخليقة كلها بالرحمة لهم، والعفو والصفح عنهم، والمغفرة والتجاوز والستر والإمهال والحلم والأناة، فكان قيام العالم العلوي والسفلي بمضمون هذا الكتاب، الذي لولاه لكان للخلق شأن آخر، ولولا ذلك لخرب العالم، وسقطت السموات على الأرض، وخرت الجبال" [9]. ثانيًا: أن الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الأم بولدها، روى البخاري ومسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلَّب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: "أَتَرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟" فَقُلْنَا: لا، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ. فَقَالَ: "اللَّه أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا" [10]. ثالثًا: أن الله جلَّ وعلا عنده مئة رحمة، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللّه خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً ".
بتصرّف. ↑ سورة سورة الأعراف، آية:156 ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2752، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:5999، صحيح. ↑ سورة سورة القصص، آية:73 ↑ سورة سورة الفرقان، آية:48 ↑ سورة سورة الشورى، آية:28 ↑ سورة سورة الروم، آية:50 ↑ سورة سورة الملك، آية:19 ↑ سورة سورة الأنبياء، آية:107 ↑ أمين الأنصاري، أسماء الله الحسنى للأطفال ، مصر: دار الفتح للنشر والتوزيع، صفحة 26. بتصرّف. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1924، حسن صحيح. ↑ سورة سورة الأعراف، آية:56 ^ أ ب د خالد أبوشادي، هنيئاً لمن عرف ربه ، صفحة 27. بتصرّف. ↑ سورة سورة الأعراف، آية:204 ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن خالد بن أبي عمران، الصفحة أو الرقم:3496، حسن. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1821 ، حسن. ↑ سورة سورة آل عمران، آية:8