يعتبر فن "القط العسيري" الذي يبلغ عمره مئات السنين، الفن العسيري الخالص والذي برعت فيه نساء عسير، حيث يحاكي الفن التجريدي بمختلف مكوناته وعناصره الإبداعية، خصوصاً وأن المرأة الألمعية قد أبدعت في وضع النقوش والألوان بفطرتها وسليقتها ونظرتها الجمالية نحو الأشياء فعبرت من خلال بساطتها عن فن فريد لفت انتباه الكثير من الدارسين والمختصين حول العالم والذين عملوا على التعمق في هذا الفن ومعرفة جذوره التاريخية. "القط العسيري" والاعتماد العالمي بـ "اليونيسكو" ينتظر هذا الفن الاعتماد العالمي من منظمة "اليونيسكو" قريباً ، حيث حددت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث يوم 31 من شهر مارس القادم موعدا لتقديم ملف اعتماد فن القط العسيري عالميا لمنظمة اليونيسكو. رسم فن القط العسيري - YouTube. وجاء ذلك بعد أن تم إنهاء أهم خطوتين تمثلت في حصر التراث الثقافي غير المادي القائم على المجتمع في المملكة، والفيلم الوثائقي عن القط، بانتظار قرار الاعتماد أو إعادة الملف لتعديل الملاحظات. تمت الإشارة إلى ذلك على هامش ورشة "حصر التراث الثقافي غير المادي القائم على المجتمع في المملكة: المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية" ، والتي تنظمها الجمعية بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في فندق قصر أبها، بمشاركة 22 شخصاً من الجنسين كممثلين للمجتمع المحلي من المؤهلين من حملة الدكتوراه وأصحاب الخبرات والفنانين والفنانات.
تعد الراحلة فاطمة علي أبو قحاص من رائدات "فن القط العسيري"، أو فن نقش الجدران. أبو قحاص، المتوفاة عام 2010 عن 90 عاماً، ابنة محافظة رجال ألمع، بمنطقة عسير، حيث اشتهرت بريادتها وتميزها في هذا الفن التشكيلي، رغم عدم حصولها على أي شهادة تعليمية. تعلمت على يد والدتها، حين كان عمرها 8 سنوات، ثم احترفته مهنة لها، بعد وفاة زوجها لتربي أبناءها. القط العسيري.. فن ابتكرته المرأة وأدهش العالم. ظلت فاطمة تمارس فن القط باحترافية لمدة 70 عاماً حصون وقصور ومزارات سياحية وتفوقت في هذا الفن، وظلت تمارسه باحترافية عالية، لمدة 70 عاماً. فأبدعت تزيين الكثير من المزارات السياحية، مثل حصن رازح وبيت آل الزهر في الخليس، وحصن آل علوان (مسمار) الذي يضم متحف ألمع الدائم للتراث، وجدارية كبيرة تتعدى عشرات الأمتار، في مدخل فندق قصر أبها الفاخر. فازت أبو قحاص، بجائزة أبها لعام 1418هـ، في الخدمة الوطنية، ونالت جوائز وشهادات تقديرية من اللجان التراثية في منطقة عسير، واختيرت كأشهر شخصية تراثية في مهرجان الجنادرية لعام 2007. أنهار الأمومة الصادقة لفن القط قال عنها الأديب والمؤرخ علي مغاوي، إن فاطمة أبو قحاص كانت مدرسة، وأنهارا تنساب من الأمومة الصادقة لـ"فن القط" الذي اختزلته في ذاكرتها، وأعادته للوجود بعد اندثاره.
اليونسكو تدرج فن القط العسيري في قائمة التراث الثقافي - YouTube
يتمثل فن "القَط العسيري" المُسجل كتراث عالمي ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي لدى منظمة "اليونسكو" والمهتمة بالثقافة والتراث العالمي، بتلك الزخارف والرسومات الفنية على جدران البيوت التهامية القديمة، والذي يوجد بزخارفه الرائعة كنماذج متعددة في أعمال الديكور والأثاث والأزياء السعودية، والذي برعت فيه السعوديات عموما ونساء منطقة عسير خصوصا، ومن ذلك اخترنا لكم سعوديات اشتهرن بإبداعاتهن بفن القط العسيري. فاطمة علي أبو قحاص تعد الراحلة فاطمة علي أبو قحاص من رائدات فن القط العسيري، حيث اشتهرت بريادتها وتميزها في هذا الفن الذي مارسته باحترافية لنحو 70 عاما، ونجحت في نقش اسمها على جدران رواد هذا الفن بالمملكة، وحجزت لنفسها مكانا كبيرا بين عظماءه بأعمالها وتصميماتها الرائعة، وأصبحت من مشاهير الفن والشخصيات التراثية بالمملكة، وتركت إرثا كبيرا يزين القصور والمتاحف والمزارات السياحية بعسير، مثل حصن رازح وبيت آل الزهر في الخليس، وحصن آل علوان (مسمار) الذي يضم متحف ألمع الدائم للتراث، ولها جدارية كبيرة تتعدى عشرات الأمتار، في مدخل فندق قصر أبها الفاخر. كما فازت أبو قحاص بجائزة أبها لعام 1418هـ، في الخدمة الوطنية، ونالت جوائز وشهادات تقديرية من اللجان التراثية في منطقة عسير، واختيرت كأشهر شخصية تراثية في مهرجان الجنادرية لعام 2007.
ويعد المتحف الذي أسسته فاطمة الألمعي نموذج مصغَّر عن الطراز المعماري في منطقة عسير الذي يقوم على البناء بالحجر، ويضم ثلاثة أركان، الأول منها مخصص للقط في رجال ألمع، والثاني للقط في عسير السراة وبلاد قحطان، أما الركن الثالث فهو خاص بالملابس التقليدية في نجران وجيزان وعسير، وتمثِّل الأثواب المعروضة فيه ملابس الفلاحة والرعي، إضافة إلى المصوغات والحلي النسائية المشغولة من الفضة. ريما الباز صممت الفنانة ريما الباز جدارية القط العسيري بمهرجان الجنادرية 32 في جناح الجمعية السعودية للمحافظة على التراث "نحن تراثنا"، ضمن احتفائها بتسجيل القط العسيري لدى اليونسكو، وكانت الجدارية التي تم تصميمها من قبل الفنانة ريما الباز بالأسود والأبيض بطول أربعة أمتار، على أساس أحد النقوش المتواجد في منزل الفنانة في قرية رجال ألمع وبحيث يتوالى زوار المهرجان على تلوينها. وكانت جمعية "نحن تراثنا" قد توجهت بالشكر للمصممة المبدعة ريما الباز على تنفيذها رسمة القط والتي كانت هوية احتفالية القط العسيري، حيث أن فكرة الجداريات بدأت في احتفالية "نحن تراثنا" لتسجيل القط العسيري لدى اليونسكو في عسير، وقد كان أول من بدأ بتلوين جدارية أبها الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، تم بعد ذلك تكرار التجربة في مهرجان الجنادرية في واحة هيئة السياحة والتراث الوطني حيث لاقت اقبالاً منقطع النظير استدعى عرض أكثر من جدارية في اليوم الواحد.
تعلم _فن _القط العسیري_ من #الصفر الجزءالاول #معلم دھانات - YouTube
وأضاف بأنها كانت محظوظة، مقارنةً بالفنانة شريفة أحمد، من حيث وجود وسائل إعلامية تنقل تجربتها، وتتحدث عنها، فقد تربت على عشق هذا الفن، ونقلت للأجيال هذا النقش المتفرد عالميا. الفرنسي سيري موجير والفن العسيري أضاف مغاوي أن هذا الفن لفت انتباه الكاتب الفرنسي الشهير سيري موجير، الذي تناوله في كتابه "النقوش العسيرية"، مبيناً أن ذوق المرأة يُعرف من خلال تزيينها لمنزلها. ويذكر أن موطن أبو قحاص (مدينة رجال ألمع)، جنوب السعودية، غنية بالنساء المبدعات في هذا الفن الراقي، الذي لم يتعلمنه في مدارس متخصصة. ظروف الزمان ومصدر الرزق وفي حواراتها السابقة مع الإعلام، قالت الراحلة فاطمة أبو قحاص إنها أجادت هذا الفن عن والدتها، وترسم منذ كان عمرها 14 عاماً، ثم عصفت بها ظروف الزمان عقب وفاة زوجها، وكان لديها 3 من الأبناء، فزادت همتها لهذا العمل، الذي صار مصدر رزقها الوحيد، فكانت تتنقل بين بيوت القرية، لتنثر إبداعها بثمن قليل جداً. وزادت والعبرة تخنقها، بأن كل الذي رسمته في جلّ البيوت اندثر ولم يبق إلا القليل. وقد استخدمت أبو قحاص في نقوشها الألوان والخامات التي تستطيع تكوينها من محيطها، فجعلت من "شعرة" ذيل الأغنام أشبه ما تكون بريشة الرسام.