المعاني الجزئية للآيات الآيات 21 – 24: بيان عاقبة المسلم وعاقبة الكافر مع التأكيد على إقرار الجاحدين بربوبية الله. الآيات 25 – 27: التأكيد على سعة وقدرة علم الله الذي وسع كل شيء. الآيات 28 – 30: الأمر في التأمل في المظاهر الكونية الدالة على عظمة الله تعالى ووحدانيته. الآية 31: يبين سبحانه أن المشركين لا يعترفون بوجوده إلا في حال الشدة والضيق، وأن المانع الوحيد من إيمانهم هو الجحود والعناد. الآية 32: أمر الله عباده بالتقوى، وتحذيرهم من يوم القيامة وأهواله، ومن الدنيا وزينتها، ومن الشيطان وتلبيساته. الآية 33: يخبر سبحانه وتعالى على أنه مستأثر بمفاتيح الغيب الخمسة لا يعلمها إلا هو جل وعلا. الدروس واالعبر المستفادة من الآيات وجوب الإخلاص في الدعاء لله وحده في الشدة والرخاء. وجوب الخوف من الله تعالى وتوحيده. مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله (خطبة). عدم الاغترار بزينة الحياة الدنيا وزخارفها. تفرد الله سبحانه وتعالى بعلم الغيب.
القاعدة التجويدية: قاعدة الإمالة نقطة العوض: وهي بحجم نقطة همزة الوصل، وهي عوض عن الفتحة العادية، ويسميها علماء التجويد نقطة الإمالة، وهي أن تنحو بالفتح نحو الكسر، مثال: ﴿الْوُثْق۪ى﴾ … نشاط الفهم وشرح المفردات شرح المفردات والعبارات يسلم وجهه: يفوض أمره كله. استمسك: تمسك وتعلق. بالعروة الوثقى: بالعهد الأوثق الذي لا نقض له. عاقبة الأمور: منتهى الأمور. نضطرهم: نلجئهم. غليظ: شديد. يمده: يزيد فيه بسعته مدادا. ما نفدت: ما فرغت وما انتهت. كلمات الله: مقدوراته وعجائبه. يولج: يُدْخِل. أجل مسمى: يوم القيامة. الفلك: السفن. غشيهم موج: علاهم وأحاط بهم الموج كالظلل: كالسحاب أو الجبال المظلة. مقتصد: موف بعهده. مفاتيح الغيب في سوره لقمان ايه 12. يجحد: ينكر. ختار: من الختر، وهو شدة الخيانة. اخشوا: خافوا يوما لا يجزي: لا يقضي فيه شيئا. فلا تغرنكم: فلا تخدعنكم وتلهينكم بلذاتها. الغرور: ما يغر ويخدع من شيطان وغيره. المعنى الإجمالي للآيات يبين الله تعالى عاقبة المسلم وعاقبة الكافر مع التأكيد على إقرار الجاحدين بربوبية الله، وأن سعة علمه وعظيم قدرته وسعت كل شيء، من خلال تسخير الشمس والقمر والبحر وتعاقب الليل والنهار، مؤكدا سبحانه أن لجوء المشركين إليه في حال الاضطرار من أعظم الأدلة على وجوده وعظمته.
وقت نزول المطر فمهما تجددت الاختراعات وتطورت الصناعات فلن يستطع أحد أن ينزل المطر غير الله تعالى ، فالله جل جلاله يُزْجِي سحاباً ثم يؤلف بينه ، فهو سبحانه يسوق السحاب الضعيف ثم يجمعه حتى يكون رُكاماً ثم ينزل منه المطر بالقدار الذي شاء الله تبارك وتعالى في الأرض التي أرادها الله سبحانه ، فليست القضية فقط إرسال صعقات بطائرات على سحب موجودة أصلاً لإدراراها كما يزعمون وإنما أكبر من ذلك ، والذي يفوق العقل البشري الضعيف والذي لا يقدر عليه إلا رب السماوات والأرض الله جل في علاه. ويعلم ما في الأرحام إن ربنا عز وجل يعلم بعلمه السابق قبل أن يخلق الخلق وقبل النكاح وقبل مرحلة النطفة هل هو ذكر أو أنثى ، واحدٌ أواثنان أو ثلاثة ، تامٌ أو ناقص مسلمٌ أو كافر ، شقيٌ أو سعيد ، يعلم عز وجل رزقه وأجله وهي في رحم أمه وغير ذلك مما لا يخفى على الله سبحانه الذي لا تخفى عليه خافية فليس المقصود فقط هل هو ذكر أو انثى بعد اكتماله في رحم أمه بل المسألة أكبر من ذلك. رزق العباد قال الله:" وَما تَدْري نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَدًا" فالرزق مضمون من عند الله تبارك وتعالى فهو القائل وقوله الحق:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} ولكن وقت حصوله وكسبه لا يعلمه إلا الله فالكل يعد جدول لأعمال الغد ولكن لا يدري هل يعملها أو لا ولا يدري هل يأتيه الرزق من هنا أو هناك ، فالبعض ينتقل من الفقر إلى الغنى في طرفة عين بلا سابق إنذار وآخر يفتقر في طرفة عين تلك هي مقادير الواحد القهار.
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد: اللهُ تبارك وتعالى هو المُنْفَرِدُ بعلم غيب السماوات والأرض، ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 59]. وإذا كان هو المُنْفَرِدُ بِعِلْمِ ذلك، المُحِيطُ عِلْمُه بالسَّرائر والبواطن والخفايا؛ فهو الذي لا تنبغي العبادةُ إلاَّ له. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ: لاَ يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ اللَّهُ» رواه البخاري.
وإذا خُلِّقَ صارَ من عالَمِ الشَّهادةِ لا مِنْ عالَمِ الغَيب، أمَّا قبلَ ذلك؛ فلا يَعْلَمون شيئًا ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255]. المِفتاحُ الثَّاني: لاَ يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ: فإنزالُ الغَيثِ لا يعلَمُه إلاَّ اللهُ، ولكنْ إذا أمَرَ اللهُ به؛ عَلِمَتْه الملائكةُ المُوَكَّلون بذلك، ومَنْ شاءَ اللهُ مِنْ خلقِه. عباد الله.. إنَّ معرفةَ أحوالِ الطقس، وأوقاتِ الكُسوف والخُسوف، ونُزولِ الأمطار، وتوقُّع ذلك، لا يدخل في التَّنْجيم، أو ادِّعاءِ الغيب؛ لأنها تُبنَى على أُمورٍ حِسِّيَّةٍ، وتجارِبَ، ونَظَرٍ في سُنَنِ الله الكونية، ثم هي أُمورٌ ظَنِيَّةٌ لا يَقِينيَّة، فتُصِيبُ تارةً، وتُخطِئُ تارةً، وغالِباً تكونُ تقديراتٍ على المدى القريب، فلا يَتَوقَّعونَ أمطارًا تَحْدُثُ بعد سنواتٍ، أو بعد أشهر. مفاتيح الغيب في سورة لقمان هو. الخطبة الثانية الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين... ومن مفاتِيحِ الغَيبِ التي لا يعلمها إلاَّ الله: المِفتاحُ الثاَّلِث: لاَ تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا: أي: ماذا تَكْسِبُ غدًا في المُستقبل؛ سواء كان ذلك في دُنياها، أو أُخراها.
وفي روايةٍ: "مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ؛ ثم قرأ: ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[لقمان: 34]"(رواه البخاري). اشتمل الحديثُ على أصلٍ عظيمٍ من أصول الإيمان, وثوابتِ العقيدة, وهو أنَّ عِلْمَ الغيب من العلم الذي استأثر اللهُ -تعالى- به لنفسه, وبِيَدِه وحدَه خزائِنُه, فلا يعلم الغيبَ أحدٌ إلاَّ اللهُ, لا مَلَكٌ مقرَّب, ولا نَبِيٌّ مُرسل, فضلاً عمَّن دونهما. ولذا قالت أمُّ المؤمنين عائشةُ -رضي الله عنها-: "مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ؛ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ, وَاللَّهُ يَقُولُ: ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)"(رواه مسلم). مفاتيح الغيب التي لايعلمها الا الله في سورة لقمان هي - ما الحل. فيَجِبُ على كُلِّ مسلمٍ أنْ يُؤمِنَ بهذا الأصل, ويُوقِنَ به, فمَن اعتقدَ, أو ادَّعى أنَّ غيرَ الله -سبحانه- يعلم الغَيب؛ فقد كَفَرَ, وكَذَبَ وضَلَّ ضلالاً مُبيناً. كمَنْ يعتقد ذلك في السَّحَرة, والكَهَنة, والعَرَّافين, والمُنجِّمين, وكاعتقاد بعضِ الطوائفِ في أئمَّتهم, وغُلاةِ الصوفية في مشايِخِهم, والاعتقادِ في الجنِّ.