فالمقصود: أن هذا يدل على وجوب أداء الصلاة في الجماعة، وأنه لا يجوز للمسلم أن يتخلف عنها، لا الفجر، ولا غيره، بل التخلف عن الجماعة من صفات المنافقين، التخلف عن الجماعة في المسجد من صفات أهل النفاق، قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142] الآية، وقال النبي ﷺ: أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا. فالذي يتكاسل عن صلاة الفجر في الجماعة قد تشبه بأعداء الله المنافقين، وترك واجبًا عظيمًا، فالواجب عليه تقوى الله، وعلى أهله أن يناصحوه، وعلى أبيه أن يقوم عليه إن كان عنده أب، أو جد، أو أخ كبير، يلزمه بذلك، ويؤدبه حتى يصلي في الجماعة، يقول النبي ﷺ: مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. عقوبة تأخير الصلاة وتحويل التاريخ. فالولد الذي تخلف عن الجماعة، وقد بلغ عشرًا فأكثر يؤدبه أبوه، وهكذا أخوه الكبير، فإذا كان قد بلغ الحلم؛ صار الأمر أعظم، نسأل الله للجميع الهداية، ولا حول ولا قوة إلا بالله. نعم. المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، سماحة الشيخ! ختمت سؤالها بقولها: هل نقاطعه، أم نستمر على نصيحته؟ الشيخ: اعملوا بالأصلح -إن كان الأصلح المواصلة- لعل الله يهديه بأسبابكم، فواصلوا النصيحة، واستعينوا على ذلك بمن ترون من خواص أقاربه، وأصدقائه لعله ينفع، فإن أصر، ولم تنفع النصيحة؛ فالواجب أن يهجر، وأن يرفع أمره لولي الأمر، للمحكمة، أو للهيئة حتى يعامل بما يستحق من العقوبة، يرفع بأمره من جهة ولي الأمر القاضي المحكمة الهيئة إذا كان في بلدكم هيئة حتى تحضره، وحتى تقيم عليه أمر الله.
والقول الثاني: يقتل كافرًا -والعياذ بالله- لقول النبي ﷺ: بين الرجل، وبين الكفر والشرك ترك الصلاة وقوله ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر. ويجب على المؤمن أن يصلي في الجماعة، المرأة تصلي في البيت؛ لأنه خير لها، وأستر لها، لكن الرجل يجب أن يصلي في المسجد مع الناس، الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، يقول النبي ﷺ: من سمع النداء فلم يأت؛ فلا صلاة له إلا من عذر قيل لابن عباس : ما هو العذر؟ قال: مرض، أو خوف. عقوبة تأخير الصلاة. وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال ﷺ: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب هكذا أمره النبي ﷺ قال: أجب، وهو أعمى ما له قائد يتلمس الجدارن يدور من يقوده، ومع هذا يجب عليه أن يذهب إلى المسجد، فكيف بالبصير المعافى؟! ويقول ﷺ: لقد هممت أن آمر بالصلاة، فتقام، ثم آمر برجل فيؤم الناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم هم بهذا وهو لا يهم إلا بالحق -عليه الصلاة والسلام- هم أن يحرق عليهم بيوتهم؛ لأنهم ما يحضروا في الجماعة مع المسلمين، وفي رواية أحمد: لولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقتها عليهم.
كما أن الله سبحانه وتعالى ذكر من صفات المسلمين الذين قد توعد لهم الله بالويل مانعون الماعون، وهم الأشخاص الذين يمنعون الزكاة، وذلك لأن الصلاة لا بد من أن تتم بالزكاة، ودليل ذلك أيضًا قوله تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ) صدق الله العظيم [سورة البينة: الآية 5]. حكم القضاء في تأخير الصلاة لا بد من قضاء الصلاة التي تم تأخيرها سواءً في حالة النسيان، أو في حالة المرض، فلا بد من قضاء الصلاة فور الانتهاء من العذر الذي تسبب في تأخيرها. لكن من يقوم بتأخير الصلاة عمدًا دون وجود عذر شرعي لذلك فإنه آثمًا إثمًا عظيمًا سوف يجازى عليه، ولكن لا بُد له أيضًا من قضاء الصلاة التي تم تأخيرها، ولكن لم يمحي إثمه. أحكام تأخير الصلاة - إسلام ويب - مركز الفتوى. اقرأ أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الفجر نتائج تأخير الصلاة دون عذر من خلال التعرف إلى الحد المسموح به في تأخير الصلوات يجب معرفة النتائج التي تترتب على العبد تارك الصلاة نتيجة تركه لها عن عمد، ومن هذه النتائج: العذاب في الآخرة وهذا على أساس ما ذُكر في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة. الخروج عن الدين الإسلامي فبين المسلم ودينه الصلاة، إذا انقطعت أصبح كافرًا، إسنادًا لأحاديث النبي الشريفة.
كما أن ترك الصلاة من المعاصي العظيمة، ومن عقوبات المعاصي: أنها تنسي العبد نفسه، كما قال الإمام ابن القيم: فإذا نسي نفسه، أهملها، وأفسدها. وقال أيضًا: ومن عقوباتها: أنها تزيل النعم الحاضرة، وتقطع النعم الواصلة، فتزيل الحاصل، وتمنع الواصل، فإن نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته، ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.. ومن عقوبة المعاصي أيضًا: سقوط الجاه، والمنزلة، والكرامة عند الله، وعند خلقه، فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلة، أطوعهم له، وعلى قدر طاعة العبد، تكون له منزلة عنده، فإذا عصاه، وخالف أمره، سقط من عينه، فأسقطه من قلوب عباده. عقوبة تارك الصلاة - ملتقى الخطباء. ومن العقوبات التي تلحق تارك الصلاة: سوء الخاتمة، والمعيشة الضنك؛ لعموم قوله تعالى: ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:124}. وينظر كلامه -رحمه الله- في كتابه: الداء والدواء. ولا ريب أن الفقهاء قد اتفقوا على أن من ترك الصلاة جحودًا بها، وإنكارًا لها، فهو كافر، خارج عن الملة بالإجماع. أما من تركها مع إيمانه بها، واعتقاده بفرضيتها، ولكنه تركها تكاسلًا، أو تشاغلًا عنها، فقد صرحت الأحاديث بكفره، ومن العلماء من أخذ بهذه الأحاديث، فكفَّر تارك الصلاة، وأباح دمه، كما هو مذهب الإمام أحمد، وهذا هو المنقول عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وحكى عليه إسحاق بن راهويه إجماع أهل العلم، وقال محمد بن نصر المروزي - كما في جامع العلوم والحكم-: هو قول جمهور أهل الحديث.
حتى يستطيع الشخص تأدية صلاته في وقتها دون أن تواجه صعوبة أو يشعر بالكسل خاصة إذا كان في الخارج من الأفضل أن يكون على وضوء باستمرار حتى يستطيع الصلاة في أي مكان إذا حضر وقتها. من الأفضل أن يسعى الشخص ويحاول دائمًا في حفظ القرآن الكريم فذلك سوف يساعده بطريقة كبيرة للتقرب من الله -سبحانه وتعالى- وفهم معاني الآيات. أداء صلاة الفجر في وقت له أجر كبير بالإضافة أن هذا الشخص سوف يكون له مكانه كبيره عند الله لذا يجب أن يحاول الشخص المسلم الانتظام في تأدية صلاة الفجر في وقتها. يجب أن يحاول الشخص أن يقترب من صحبة صالحة تأخذ بيده إلى الجنة فذلك سوف يساعده كثيرًا على الانتظام في صلاته والتقرب إلى الله. محاولة الإكثار من الاستغفار والتسبيح والدعاء في كل الأوقات وعند المشي وطلوع السلالم. وقت الصلاة يجب على الشخص المسلم أن يركز في صلاته فقط بعقله وقلبه حتى يحاول الخشوع في الصلاة. قبل وقت الصلاة قد يشعر المسلم بالكسل والتعب وأنه غير قادر على الصلاة ويحاول التفكير في مبررات لتأجيل كل ذلك من وسوسة الشيطان فيجب عليه أن يستعيذ في كل الأوقات من الشيطان. هل يؤثر تأخير الصلاة على الصوم - إسلام ويب - مركز الفتوى. محاولة الشخص في التحسين من نفسه وإذا كان مقصرًا يعترف بذلك كل ذلك سوف يساعده في أن يصبح أفضل.
السؤال: تسأل أختنا عن الشخص الذي يصلي بعض الأيام صلاة الفجر بعد طلوع الشمس، أو يصلي صلاة العصر في البيت، ما حكم صلاته؟ وهل تجب مقاطعته؟ أو تجب نصيحته؟ أرشدونا لذلك، ولا سيما إذا كان من المقربين لنا؟ الجواب: الواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، يجب على جميع المسلمين المكلفين من رجال، ونساء أن يحافظوا على الصلاة في وقتها، الفجر في وقتها قبل الشمس، والظهر في وقتها بعد الزوال، والعصر في وقتها بعد أن يصير ظل كل شيء مثله، بعد فيء الزوال قبل أن تصفر الشمس، والمغرب بعد غروب الشمس، والعشاء بعد غروب الشفق، والفجر بعد طلوع الفجر، وقبل الشمس لابد من هذا. يجب على جميع المسلمين المكلفين المحافظة على هذه الصلوات الخمس؛ لأنها عمود الإسلام، من تركها؛ كفر، نعوذ بالله من ذلك، يقول النبي ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها؛ فقد كفر ويقول -عليه الصلاة والسلام-: بين الرجل، وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ويقول: إنه يلي عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون ، فقيل: يا رسول الله! أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة دل على أن إقامة الصلاة لابد منها، عمود الإسلام، من تركها كفر، ولا يجوز تأخير الفجر إلى بعد طلوع الشمس، ولا تأخير العصر إلى أن تصفر الشمس، بل يجب أن تصليها في الوقت، والصحيح: أنه إذا ترك، ولو صلاة واحدة عمدًا حتى خرج وقتها؛ كفر.