ويمكن أن تستقل الاحاديث بنفسها ويجمع بينها فيكون المراد باستحقاق الجنة ما قدمناه من اجماع أهل السنة أنه لا بد من دخولها لكل موحد أما معجلا معافى وأما مؤخرا بعد عقابه والمراد بتحريم النار تحريم الخلود خلافا للخوارج والمعتزلة فى المسئلتين ويجوز فى حديث من كان آخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة أن يكون خصوصا لمن كان هذا آخر نطقه وخاتمة لفظه وان كان قبل مخلطا فيكون سببا لرحمة الله تعالى اياه ونجاته رأسا من النار وتحريمه عليها بخلاف من لم يكن ذلك آخر كلامه من الموحدين المخلطين.
وأما الأحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر. وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل. وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه ، فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار. قال فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما. والحديث صححه الألباني في "السلسة الصحيحة" برقم (1434). قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (3/ 246): "وقد صحت مسألة الامتحان في حق المجنون ومن مات في الفترة من طرق صحيحة. هل المسحور يدخل الجنة فماذا للنساء. وحكى البيهقي في كتاب الاعتقاد أنه المذهب الصحيح. وتُعقّب بأن الآخرة ليست دار تكليف فلا عمل فيها ولا ابتلاء. وأجيب بأن ذلك بعد أن يقع الاستقرار في الجنة أو النار، وأما في عرصات القيامة فلا مانع من ذلك، وقد قال تعالى: يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون. وفي الصحيحين أن الناس يؤمرون بالسجود فيصير ظهر المنافق طبقا فلا يستطيع أن يسجد" انتهى. وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " هل يحاسب المولود المتخلف عقلياً؟ وهل تعتبر ولادة طفل متخلف عقلياً عقوبة لوالديه؟ فأجاب بقوله: المولود المتخلف عقلياً: حكمه حكم المجنون ، ليس عليه تكليف، ولا يحاسب يوم القيامة.
ما هذا الجهل وما هذا الغباء في إشهار سيوف القتال من أجل أمرٍ حسمه أهل العقيدة في كلا العقيدتين؟!
وينظر: "فتح الباري" لابن حجر (11/410). وبناء على هذا القول: فإن استرقاء المريض ، يعني: طلبه للرقية الشرعية ، لا يخرجه عن حد السبعين ألفا. فليس من الحكمة أن يترك الإنسان طلب الرقية من أجل أن يكون من السبعين ألفا ثم يقعد قلقا مضطربا حيران ضيق النفس والصدر ، كثير الشكوك ، قليل التحمل ، فليس كل هذا من صفات السبعين ألفا ، بل الذي ينبغي في حالتك أن تذهب لأحد الرقاة ، وتجتهد في طاعة الله تعالى والبعد عن معصيته ، ولعلك ألا تحرم من فضيلة السبعين ألفا. ملتقى الشفاء الإسلامي - بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة. وإذا قدر أنك لم تكن منهم ؛ ففضل الله واسع ، ولعل الله أن يمن عليك بمنزلة في الجنة ، تعوضك ما فاتك من هذه الفضيلة الخاصة. وفقك الله تعالى. والله أعلم.
والله المسؤول أن يحفظك ويعلي قدرك ويغفر ذنبك ويرزقك العلم والعمل إنه خير مسؤول ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.