[١١] [٩] فيا أيها البار بأمّه، قال -تعالى- (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ)، [١٢] عاملها بالذل والعطف والرحمة واللين، ولا تقسو عليها، وافعل ما تحبّه أمك حتى قبل أن تطلبه، لا تعارض رأيها، بل ناقشها بهدوء، طيّب خاطرها، وجالسها، وتودد إليها بإدخال السرور على قلبها، وتقديم الهدايا لها، وردّد في صبح ومساء: (رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)، واعلم أنّ البرّ في كبر سنها آكد وأوجب، فاحفظ سكناتك وأقوالك وأفعالك، وكن بارّاً بها، وارحم ضعفها. [١٣] [٩] أيها الناس، إنَّ لإمهاتنا علينا حق، فواجبٌ على المؤمن أن يحسن إليها كما أحسنت إليه في صغره، وأن يرعاها كما رعته، وسهرت الليالي في سبيل حفظه والقيام على شؤونه، فقال -سبحانه وتعالى-: ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.
[3] أي أمرنا في قوله العظيم وذكره الحكيم ببرّ الوالدين اللّذين أنجبانا إلى هذه الدّنيا وربّيانا، حتّى كبرنا وبلغنا أشدّنا، هما من علّمانا، وأطعمانا وألبسانا، وفي المرض اهتمّا ورعيانا، هما أغلى الأشخاص في حياتنا، وأقرب النّاس إلى قلوبنا، رحمهما الله تعالى في الدّنيا والآخرة أحياءً وأمواتًا.