لذلك يحدد الرسول صلى الله عليه وسلم مركزه كبشر وكرسول، فيقول: " يَرِدُ عليَّ ـ يعني من الحق الأعلى ـ فأقول: أنا لست كأحدكم، ويُؤخَذ مني فأقول: ما أنا إلا بشر مثلكم ". معنى الفعل المضارع الذي سبق. لذلك كان الصحابة يفهمون هذه المسألة، ويتأدبون فيها مع رسول الله، ويسألونه في الأمر: أهو من عند الله قد نزل فيه وَحْي، أم هو الرأْي والمشورة؟ فإنْ كان الأمر فيه وَحْيٌ من الله فلا كلامَ لأحد مع كلام الله، وإنْ كان لم يرد فيه من الله شيء أدْلَى كُلٌّ منهم برأيه ومشورته. وهذا حدث فعلاً " في غزوة بدر حين نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً رأى بعض الصحابة أن غيره خير منه، فسألوا رسول الله: أهذا منزل أنزلكَهُ الله، أم هو الرأْيُ والمشورة؟ فقال: " بل هو الرأي والمشورة " فأخبروه أنه غير مناسب، وأن المكان المناسب كذا وكذا ". وقوله تعالى: { أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور: 63] أي: في الدنيا { أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] أي: في الآخرة، فإنْ أفلتوا من فتنة الدنيا فلنْ يُفلتوا من عذاب الآخرة.
[الفعل المضارع] معنى المضارعة المشابهة، ويعنون بالمضارعة مشابهة الفعل المضارع للأسماء، فالمقصود بالفعل المضارع، الفعل المشابه للاسم ويعقد النحاة بينهما أوجها من المشابهة لسنا بصدد ذكرها الآن. [أزمنته] يدل الفعل المضارع على أزمنة متعددة، أشهرها: ١ - الدلالة على الحال والاستقبال نحو (هو يكتب) و (هو يقرأ) فقد يحتمل أن يقصد به الحال والاستقبال جاء في (المقتضب): زيد يأكل فيصلح أن يكون في حال أكل وإن يأكل فيما يستقبل (١). وجاء في المفصل: ويشترك فيه الحاضر والمستقبل. (٢). معنى الفعل المضارع المعتل. ٢ - دلالته على الحال تنصيصا: وذلك في مواطن منها: أ - إذا اقترن بظرف يدل على الحال كالآن والساعة والحين (٣). ، نحو (هو يقرأ الآن) و (هو يكتب الساعة). ب - إذا دخلت عليه لام الابتداء: نحو قوله (إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغني) ، [العلق: ٦، ٧] ، وهذا رأي الكوفيين وذهب إليه الأكثرون (٤). (١) المقتضب ٢/ ٢ (٢) المفصل ٢/ ١٣٧ (٣) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٥٦ ـ، الهمع ١/ ٨ (٤) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٥١، وانظر الهمع ١/ ٨، المغني ١/ ٢٢٨
أما المفسِّرة فهي التي تأتي لإفادة التبيين والتفسير، فتكون بمعنى (أي) المفسرة، وهي المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه، كما في قوله تعالى: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (٣٨) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ} (١) فجملة (إذ أوحينا... ) فيها معنى القول دون حروفه، و (ما يوحى) هو عين (اقذفيه في اليم) في المعنى. وأما الزائدة فهي الواقعة بعد (لما) الحينية؛ كقوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} (٢) أو قبل (لو) كقوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (١٦)} (٣). وهي تفيد تقوية المعنى وتوكيده. وقوله: (ما لم تسبق... إلخ) هذا في بيان ضابط (أنْ) المصدرية، والتفريق بينها وبين (أنْ) المخففة من الثقيلة التي تذكر في باب (إنَّ) وللفرق بين المصدرية والمخففة نقول: اعلم أن لـ (أن) ثلاث حالات: الحالة الأولى: أن يتقدم عليها ما يدل على اليقين والتحقق. معنى الفعل المضارع منصوبا. مثل: علم، وأيقن ونحوهما. فهذه مخففة من الثقيلة. تنصب الاسم وترفع الخبر. ولها ثلاثة أحكام: - ١-أن اسمها ضمير الشأن (٤) محذوف. ٢-رفع المضارع بعدها.
اجتهادُكَ فـ تنالَ المجدَ خيرٌ من راحتِكَ وإهمالِكَ. الفعل المضارع- معلومات إضافية «من المصادر» - ديوان العرب. يسرُّني ذهابُكَ إلى المكتبةِ ثمَّ تقرأَ الكتبَ النافعة. وأخيرًا نتأمل أمثلة المجموعة (و)، فنجدُ الأفعال المضارعة (أحَصِّلَ ، أَمُدَّ ، تنالَ ، تقرأَ) قد عُطِفتَ على اسم صريح (أي مصدر) بأحد حروف العطف التالية (الواو، الفاء، ثمّ)، فالأفعال كلها في هذه الأمثلة مؤولة بمصادر معطوفة على ما قبلها، فالتأويل في المثال الأول: تعبٌ وتحصيلُ رزقي خيرٌ من راحةٍ ومَدِّ يدي للسؤال، وفي الثاني: اجتهادُكَ فنيلُك المجدَ خيرٌ لك، وفي الثالث: يسرُّني ذهابُكَ إلى المكتبةِ، ثمَّ قراءتُك الكتبَ النافعة، وبهذا نعرف أن الفعل المضارع إذا عطف بأحد حروف العطف السابقة على اسم صريح نصب بـ(أنْ) المضمرة. مراجع [ عدل] ^ منهاج النحو والصرف السعودي، الصف الثاني الثانوي، الفصل الدراسي الثاني، طبعة 1429 هـ بوابة اللغة العربية بوابة علوم اللغة العربية بوابة لسانيات ع ن ت علم النحو إعراب لامية الجمل