سأعود بالأيام إلى الوقت الذي حدد فيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للعالم هدفه، بجعل الشرق الأوسط في مقدمة مصاف العالم، وتحدث عن رؤية ليست فقط للسعودية بل لدول المنطقة المليئة بالصراعات والتحديات، وهذا الذي لا تريده أمريكا، فاستمرار عجز دول المنطقة وصراعاتها هو استمرار لحصة كبيرة من سوق أسلحتها وتدفق موارد الدول النامية لها. أمريكا تريد دولاً عربية متصارعة تستنزفها الحروب وتمزقها، والأمير محمد بن سلمان يريد شرق أوسط غير عاجز، وهذا سبب سخط إدارة «بايدن».. ومع ذلك لن يتخلى الأمير محمد بن سلمان عن هدفه. الشعب السعودي يرى أن الأمير محمد بن سلمان يمثل طموحاً عربياً وإسلامياً في الاستقلال بقرارات الأمتين عن السلطة الأمريكية في جوانب الحياة المختلفة، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وتقرير الكونجرس المضلل بالضلوع في حادثة جمال خاشقجي زاد من الاقتراب الشعبي لولي العهد، ورددوا بصوت واحد «كلنا محمد بن سلمان».
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تصدر هاشتاغ "#كلنا_محمد_بن_سلمان" موقع تويتر في السعودية، الجمعة، عقب نشر الاستخبارات الأمريكية ملخص تقريرها عن مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي. وقالت الاستخبارات الأمريكية: "نحن نقدر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية في اسطنبول بتركيا لاعتقال أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي". وأضاف ملخص التقرير: "نحن نبني هذا التقييم على سيطرة ولي العهد على صنع القرار في المملكة، والمشاركة المباشرة لمستشار رئيسي وأعضاء من رجال الأمن الوقائي لمحمد بن سلمان في العملية، ودعم ولي العهد لاستخدام الإجراءات العنيفة لإسكات المعارضين في الخارج، بما في ذلك خاشقجي". وشارك العديد من المغردين السعوديين في هاشتاغ "#كلنا_محمد_بن_سلمان" بآلاف التعليقات، واعتبر الكثير منهم أن التقرير "اعتمد على استنتاجات وعبارات ظنية" ولم يقدم أدلة، فيما رأى آخرون أنه "محاولة لاستهداف" ولي العهد والمملكة. وفيما يلي بعض التغريدات المتداولة مع هاشتاغ "#كلنا_محمد_بن_سلمان": صار لهم سنوات يتحدثون عن تقارير وأدلة موثوقة وفي النهاية طلع تقريرهم مجرد افتراضات، تقديرات، تخمينات، ضحة إعلامية لا أكثر.. #كلنا_محمد_بن_سلمان تقرير CIA بشأن #جمال_خاشقجي رحمه الله اعتمد على استنتاجات وعبارات ظنية، فمن البديهي جداً أن تكون جميع الأجهزة الأمنية تحت سيطرة الملك وولي العهد.
لم تمض ساعات على نشر تقرير الاستخبارات الأمريكية حول مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي؛ حتى أضحت مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن لوحة حب جماعية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. تظاهرات الحب الإلكترونية حملت أكثر من عنوان، وكان أبرزها: #all_of_us_mbs و#كلنا_محمد_بن_سلمان، و#السعوديه_العظمي. خرج المواطنون بعفويتهم دون تنسيق لكن حبهم لولي العهد الأمير محمد بن سلمان حلق ليعتلي منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها موقع تويتر. ما كتبه المواطنون عبر مختلف مواقع التواصل بشتى الطرق لم ينفي فقط تقرير التخمينات الأمريكي حول مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، بل أظهر مدى شعبية ولي العهد لدى المواطنين، الكبار منهم والشباب على حد سواء. يقول راشد الدوسري، وهو مواطن سعودي من محافظة الخرج، إنه "كلما ازدادت الحملات الإعلامية ضد ولي العهد، كلما ازدادت شعبيته في الشرق الأوسط". ويضيف" الدوسري" – في تغريدة له- أن الأمير محمد بن سلمان "يدرك كيف يتعامل مع الغرب وادعاءاته والقادر على فك ألغاز المعادلات السياسية والاقتصادية وعرقلة أحلام الحاقدين والكارهين". وفي تغريدة أخرى بوسم "السعودية العظمى" تقول مها الجهيمي: " دافعوا عنه بقلوبكم، دافعوا عنه بعقولكم، لا تسمعوا فيه قولا، واحثوا في وجه من يشكك فيه ويسيء إليه بالتراب".
وقوف السعوديين هذه الأيام صفا واحدا واقفين في هبة واحدة وراء سيدي ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله-، لمجرد التلميح بتقرير واهم دون تصريح، فكيف بالأمر إن كان تصريحا! ذلك لأن سموه واحد منا ومن نسيج أجسادنا الذي يتمثل في أبناء القبائل كلهم.. قامت الدنيا ولم تقعد بعد إعلان تقرير الولايات المتحدة الأميركية الذي لا يخفى عن أحد مدى التلفيق وعدم المصداقية وفقا لما ورد في التصريحات السعودية المسؤولة، ولكن ليس هذا شأن المواطن السعودي والشعب السعودي برمته، وإنما شأن المفهوم المغلوط لدى البعض عن الشعب السعودي، والذي جاء في بعض التصريحات لبعض السياسيين بشأن تقرير الولايات المتحدة الأميركية عن المملكة العربية السعودية: أنه أمر بين الأسرة أو السلطة الحاكمة وأميركا وليس الشعب السعودي وأميركا نفسها. وهنا نتوقف عند هذا المفهوم الذي لا ينطبق على المملكة بوهادها وجبالها ووديانها وشعابها التي تنتج كل ذرة رمل منها لونا أخضر يتشكل على علمها، ذلك لأن ذرات تراب السعودية ورمالها التي تتفرد بها في خصوصيتها هي ذاتها ذرات أجسادنا نحن المكونة من رفات أجدادنا مجتمعة في مركز وقاعدة. وهنا نستطيع القول إن تلك المقولة المعهودة بين الساسة تأتي حينما يريدون أن يفصمون عرى العلاقة بين الشعب وحكامه، لينفردوا بقضايا يريدونها لتكون السُلطات حينها في مرمى الهدف وخاصة إذا كنت هذه الحكومات مستهدفة بشكل من الأشكال -وذلك بشكل عام- وهذه من آليات السياسة في إدارة عجلة التنافر.