ومن الممكن أن نتخيل أن " الغلظة" هي عدم ثقة في النفس، ومحاولة أخفاء شخصية أخرى دفينة، في الحياة الاجتماعية والعملية ايضا. ومن هنا نستطيع القول بأن الشخصية الغليظة هي الشخصية التي لا تعلم كيف تتعامل مع الآخرين، ومحاولة السطو والإستيلاء والسيطرة، ناهيك عن التحكم في كل أمور من حوله. والجدير بالذكر أن قسوة القلب قد صنفت من قبل على أنها مرض من الامراض الخلقية، والتي تجفف في داخل النفس الانسانية، جميع العواطف الانسانية، ويشتدد ذلك الجفاف مع الوقت حتى ينعدم الاحساس الداخلي تماما. وقد تصبح القلوب مثل الحجارة مع الوقت، بل هي أشد قسوة من الحجارة، لأن من الحجارة ما يتشقق ويخرج منها الماء. [1] [2] ما هو سبب نزول آية "لو كنت فظا غليظ القلب " يقول الله تعالى " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران. لقد بين الله سبحانه وتعالى حال المؤمنين في غزوة أحد، وما قد حدث بعدها وقبلها وفي وقت الغزوة نفسها، وايضا ما قد اصابهم من غم وهم بسبب سوء التصرف الذي فعلوه، ثم أعطى الله سبحانه وتعالى الدواء للشفاء من ذلك الغم، وكانت آياته بينة لإستكمال الجهاد الذي كانوا قد بدأوه من قبل.
[3] ما هو المعنى اللغوي للآية الكريمة يحمل المعنى اللغوي للآية الكريمة العديد من المعاني التي تعمل على إيضاح المعنى بصورة أفضل من ذي قبل، وعلى ذلك الأساس فإن هناك عدد من المفسرين الذين قد فسروا الآية الكريمة، من قبل تفسيرا لغويا. ومن ضمن هذه المعاني التي توضح فهم الآية:- ﴿ فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ ﴾ أي: بمعنى فبرحمة من الله. ﴿ لِنْتَ لَهُمْ} تأتي بمعنى أن أخلاقك واللين في التعامل يا محمد قد سهلت عليهم أمورهم، ولَمْ تُسْرِعْ إليهم بالغضب فِيمَا كَانَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ، ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا ﴾ بمعنى لو كنت جافيا وسيء الخلق والطباع. ﴿ غَلِيظَ الْقَلْبِ} بمعنى جافيا وفظا في القول، و غليظ في القلب {لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾، أيْ بمعنى نفروا وبعدوا وتفرقوا بعيدا عنك ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ} بمعني تجاوز عن ما فعلوا يوم أحد ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ اطلب لهم العفو والهداية يا محمد ﴿ وَشَاوِرْهُمْ ﴾ استمع إليهم، وإلى آرائهم ﴿ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} تنشأ العزيمة و الإرادة بعد الإتفاق والمشاورة في الأمر [2] [3]
لأنّ معنى التوبيخ لا يناسب المقام. إذا كان الجواب بعد لولا التّحضيضيّة والتّوبيخيّة فعلا وجب نصبه بأن مضمرة بعد فاء السّببيّة مثل:" لولا تجتهد في دروسك فتنجحَ وتحققَ آمالك ". لولا التّحضيضيّة والتّوبيخيّة تختصّ بالأفعال، فإذا جاء بعدها اسم قدّرنا لها فعلا مناسبا كقولك: " لولا التّلاميذُ يأتون في الوقت المطلوب ". والتّقدير: " لولا يأتي التّلاميذُ في الوقت المناسب ". فالتّلاميذُ: فاعل لفعل محذوف وجوبا يفسّره الفعل المذكور. وقولك: " لولا الضّعيفََ ساعدتَه ". الضّعيفَ: مفعول به لفعل محذوف وجوبا يفسّره الفعل المذكور والتّقدير:" لولا تساعد الضّعيفَ ". تطبيقات حول الدرس. بيّن معنى( لو، لولا) في الأمثلة المواليّة، واشكل واعرب ما تحته خط، وما بين قوسين إعراب جمل: 1. قال تعالى: " ولولا كلمة سبقت من ربِّك لقُضِيّ الأمر ". وقال أيضا: " لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء ". وقال أيضا: " لو نشاء لجعلناه حطاما ". وقال: " ودّ لو تُدهن فيدهنون ". قال الشّاعر: يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا • نحن الضّيوف و(أنت ربّ المنزل). لولا المطر لهلك الزّرع. وقولك: لولا أدّيت التزاماتك فتريح نفسك. 6. قال الشّاعر: واها لأيّام الصّبا وزمانه • لو كان أسعف بالمقام قليلا.
من هو غليظ القلب؟ هل سبق لك أن تعاملت مع شخص سيء المزاج يخافه الناس بسبب سوء معاملته وقساوة قلبه ، وهو يعتبر نفس الشخص الذي تجده وحيدًا في كل شيء ، فالناس لا يقبلونه ويبتعدون عنه فيه. بكل الطرق. القسوة من أسوأ صفات الإنسان ، خاصة إذا كانت تلك القسوة تخص المقربين منه. وبالمثل ، فقد قابلت شخصًا طيب القلب يمكنه ، برحمة قلبه ولطف لسانه ، أن يجلب لنفسه محبة الله ومحبة الناس من حوله. وقد ورد في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إذا أحب الله عبدا دعا جبريل ، فيقول: أحب كذا ، -إذن أحبه ، وأحبه جبريل ، ثم صرخ في السماء قائلاً: الله يحب فلانًا ، فأحبوه. فيحبه أهل السماء ، ويوضع له القبول على الأرض ، وإذا كان يكره عبدًا ، يدعو جبرائيل ، ويقول: أنا أكره فلانًا ، فأكرهه. يكرهه جبرائيل ، ثم ينادي أهل السماء: الله يكره فلانًا فلانًا ، لذا أبغضه ، فتبغضه على الأرض. نستنتج من خلال هذا أن الله طيب القلب يحبه ويحبّه في نفوس الناس ، بينما قاسي القلوب أو قاسي القلب يبغضه الله ثم يزرع الكراهية في نفوس أهل الأرض. له. يتمثل هذا في القبول الذي قد تشعر به والطمأنينة الغريبة التي تشعر بها بمجرد التعامل مع شخص جيد.