ملخص المقال استهلت حماة تاريخها الحديث بثورات وانتفاضات شعبية متتالية ضد الاستعمار الفرنسي، وكان لها مواقف رائعة.. فما تاريخ حماة في العصر الحديث ؟ وما سر حقد الأسد استهلت حماة تاريخها الحديث بثورات وانتفاضات شعبية متتالية ضد الاستعمار الفرنسي، وكان لها مواقف رائعة في البطولة والتضحية، وتقديم مواكب الشهداء من فلذات كبدها على مدى ربع قرن من الزمان، لا سيما دورها في الثورة السورية الكبرى 1925م التي قامت في جبل العرب وغوطة دمشق، وكان نصيب حماة أن قصفت بالطائرات، وسقط فيها 1500 مواطن بين قتيل وجريح. تحميل كتاب الإستعمار الفرنسي PDF - كتب PDF مجانا. وكانت قمة عطائها في معارك الجلاء عام 1945م، حين أوسعها الفرنسيون ضربًا وعدوانًا. ثم كان استقلال القطر العربي السوري عام 1946م بداية فعليَّة لعهد جديد من الكفاح الشعبي من أجل الحرية والانعتاق من إسار التركة الاستعمارية، ليكون استقلالاً حقًّا بعيدًا عن كل ألوان التبعية الفكرية والروحية والاقتصادية والسياسية. وظل هذا الكفاح في تصاعده إلى أن انتهى إلى قمة الصراع مع نظام الطاغية حافظ الأسد؛ ذلك السفّاح الذي أمر بإحراقها وتدميرها على رءوس ساكنيها، كما فعل بها من قبل الطاغية الفارسي قورش، والطاغية هولاكو..!
تلى ذلك الانقلاب البعثي الذي انطوى في أعماقة على سقوط الدولة السورية بالتدريج في أعماق التاريخ وعودتها دولة شخصية على يد حافظ الاسد. المراجع جرجس نائل (2014), قضايا جدلية في الدستور السوري (الجزء الثاني): نحو دستور لجميع السوريين – العروبة والمنظومة الدستورية في سوريا, المفكرة القانونية, سلامة غسان (1999), المجتمع والدولة في المشرق العربي, مركز دراسات الوحدة العربية, بيروت, ط 2. صاغية حازم (2014), الانهيار المديد, دار الساقي, ط1. صاغيةحازم (2005), الجذور البعيدة لخلاف النموذجين اللبناني والسوري, صحيفة الاتحاد الاماراتية | 6 آب (أغسطس) محفوض عقيل سعيد (2016), الخرائط المتوازية: كيف رُسِمَت الحدودُ في الشرق الأوسط؟ مركز دمشق للدراسات والابحاث مركز سوريا للبحوث, حقوق الاقليات في الدساتير السورية, www. Doran Andrew (2016), Faux Nation-States Breed Violence — See Syria and Iraq, National Review, 24 March, Pick Anthony C., ( 2011), The Nation State. Fritz Verena and Menocal Alina Rocha (2007), Understanding State-Building from a Political Economy Perspective Verena, Overseas Development Institute.
لكن فرنسا حولت سورية لدولة مركزية بعد عام 1930, وشكل ذلك نقطة الخلل التي ستشعل التوترات والمشكلات المتعلقة بالهوية والانتماء السوري, وتعرقل عملية تشكيلة الدولة الوطنية السورية. أي أننا نعتقد أن فرنسا ارتكب ثلاثة أخطاء, هي: جمع كل هذه المكونات المتنافرة في دولة(وطنية) واحدة, ومن ثم تحويلها لدولة مركزية, ومن ثم مغادرتها بدون ترسيخ مقومات الدولة (الوطنية) بشكل كاف. لقد أدت الاختلالات التي ذكرناها إلى الضعف شديد في الاحساس بالانتماء للهوية السورية, التي نقل غسان سلامة(1999) ملاحظة العديد من الدارسين لهشاشتها, وأن قلة من المواطنين يشعرون بالولاء النهائي لها, وأن الخلاف بين أهل الريف والمدينة يصل لحد تصور مجتمعي يعيشان في إطار سياسي واحد. في النتيجة عجزت الدولة السورية عن بناء الاحساس بالصالح العام المشترك أو الهوية الوطنية, وفي مواجهة ذلك مورست العديد من حالات الهروب إلى الامام والممارسات القومية المتطرفة, والانتكاس أو السقوط إلى الخلف. لقد كان نتيجة ذلك بروز البعث كنموذج للمشروع القومي العربي المتجاوز للحدود السورية والحالم بدولة عربية واحدة من المحيط للخليج, والانقلابات العسكرية المتتالية, ومن ثم الهروب باتجاه الارتماء بأحضان مصر بالوحدة معها, ومن ثم الانقلاب على تلك الوحدة, وإضافة لاحقة العربية لأسم الجمهورية السورية على يد حكم الانفصال وبدءا المشروعات العنصرية ضد الكرد كالاحصاء والحزام العربي ومنع اللغة الكردية.