ومن بين ما طلبه عمه مالك توفير ألف ناقة من نوق النعمان المعروفة بالعصافير كمهر لابنته وبالفعل خرج عنترة يبحث ويبحث رغم أنه كان يعرف أن المهمة ليست صعبة فحسب بل مستحيلة. وقع عنترة في الأسر ثم أفرج عنه وبعد بحث طويل وشاق تمكن من توفير ألفاً من ذات الناقة ولكن عمه بقي يتحجج بذلك. ومن أجل أن يتخلص من عنترة عرض على فرسان القبائل أن من يأتي برأس عنترة ستكون عبلة من نصيبه. وتعددت الروايات بعد ذلك بين من يقول إن عنترة ظفر بعبلة وتزوجا وبين من يقول أن فارس من فرسان العرب تزوج بها. واقتصرت كتب التاريخ على وصف حب عنترة لعبلة ولكنها أغفلت ما حل بحبهما. وفاة عنترة بن شداد توفي عنترة بن شداد بعد أن بلغ التسعين من عمره ويقال إنه مات بسبب سهم أصيب به وكان مسموماً على يد أحد فرسان طيء ويدعى الأسد الرهيص. وكانت ميتة مؤثرة حيث أنه عندما أدرك أنه سيموت لا محالة أمر جيشه بأن يهرب من الأعداء وبقي هو كفاصل بينه وبين جيش الأعداء. بحث عن عنترة بن شداد. وانسحب الجيش وبقي عنترة حتى توفي. وفي رواية أخرى يقال أن عبس غزت مضارب طيء فلاقاهم فرسانها ومن بينهم الأسد الرهيص الذي انتقم من عنترة بسهمه. وكان عنترة قد تسبب للأسد الرهيص بالعمى في حرب داحس والغبراء.
و لكن عنترة كان قوي البنية و الجسمان و كان من أقوى الفرسان و حدث ذات يوم أن هجمت قبيلة طيء على معاقل قبيلة عبس و لما رأى عمرو بن شداد أنهم سوف يهزمون و تتعرض نسائهم للسبي على أيدي قبيلة طيء صاح مستغيثا و طالبا من عنترة أن يشارك في القتال و بالفعل لبى عنترة النداء و قاتل حتى نجت قبيلة عبس من هجوم طيء و هنا اعترف والده بنسبه إليه و أصبح اسمه عنترة بن شداد. *اقرا ايضا تعبير عن معرض المدرسة صفات عنترة بن شداد اشتهر عنترة بن شداد بالعديد من الصفات الحسنة التي جعلت منه من أشهر فرسان العرب ، و من ناحية الشكل تميز عنترة باللون الأسود الذي حصل عليه من والدته الحبشية زبيبة و كان أجعد الشعر و عبوس الوجه و كان في شفته السفلى شق مميز و لذلك سمي بـ عنترة الفلحاء وكان عنترة قوي الجسمان و ضخم البنية و شديد المنكبين. و أما عن الصفات و الأخلاق التي تميز بها عنترة فهى كثيرة و مميزة حيث أنه كان شجاعا و جريء لدرجة أنه كان من فرسان العرب المعدودين الذين يتم ذكرهم في الحروب و نظرا لبراعته في الفروسية و شجاعته أطلق عليه لقب أبي الفوارس ، كما أن عنترة كان لا ينتظر ضوء النهار حتى يذهب للحرب أو ملاقاة عدو له بل أنه كان يذهب في ظلام الليل مما جعله يكتسب لقب آخر يدل على الشجاعة هو لقب أبي مغلس و الغلس هو الظلام الذي كان يذهب فيه للقتال ، و رغم القوة الجسمانية الكبيرة التي تميز بها عنترة إلا أنه تميز بالسماحة أيضا و كان صاحب قلب رقيق للغاية.
حياته في العبودية ذاق عنترة مرارة الحرمان وشظف العيش ومهانة الدار لأن أباه لم يستلحقه بنسبه، فقد كان أبوه هو سيده، يعاقبه أشد العقاب على مايقترفه من هنات، وكانت سمية زوجة أبيه تدس له عند أبيه وتحوك له المكائد، ومن ذلك أنها حرشت عليه أباه مرة، وقالت له: "إن عنترة يراودني عن نفسي". فغضب أبوه غضباً شديداً وعصفت برأسه حميته، فضربه ضرباً مبرحاً بالعصا وأتبعها بالسيف، ولكن سمية أدركتها الرحمة في النهاية فارتمت عليه باكية تمنع ضربات أبيه، فرقّ أبوه وكفّ عنه. استلحاقه بنسب أبيه ذلك أن قبيلة طيء أغارت على عبس في ثأر لها، إذ سبق لقبيلة عبس أن غزتها واستاقت إبلها، وكان عنترة مع بني قومه في حومة النزال، ولكنه اشترك مدافعاً لا مهاجماً، وسبب ذلك ما روي أنه شارك من قبل في غزو طيء، ولكنهم بخسوه حقه في الغنائم، إذ فرضوا له نصيب العبد منها وهو النصف فأبى، ومن ثم تقاعس عن الخوض في المعركة. ملف:كتاب عنترة بن شداد1.pdf - ويكي مصدر. واشتد الخطب على بني عبس حتى كادت أن تُسلب خيراتها وتدور عليها الدوائر، وحينئذ صاح بعنترة أبوه قائلاً: "كُرّ ياعنترة! "، فأجاب عنترة على النداء: "لا يحسن العبد الكر الا الحلاب والصر". وفي تلك اللحظة لم يجد أبوه بدلاً من أن يمنحه اعتباره فصاح به: "كُرّ وأنت حر".
اختلفت النهاية في المصادر القديمة فمنهم من يرى أنّه تزوج عبلة، ومنهم من يرى أنّه بقي مولعاً بحبها ولم يتزوجها وأنّها تزوجت من أحد أشراف قومها.
حيث ذهب البعض إلى القول بأن عنترة لم يتزوج عبلة، بل تبتل في حبها، وأن أباها وأخاها منعاه من زواجها، وأنها زوجت أحد أشراف قومها على رغم عنترة. وقد قاس أصحاب هذا الرأي قولهم هذا قياساً على عادة العرب من منعها بناتها أن يزففن إلى من يشبب بهن قبل الزواج. بحث عن عنترة بن شداد مع مقدمة و سيرته ومعلومات عنه - هيلاهوب. ويميل البعض إلى الرأي القائل أن عنترة تزوج عبلة لعوامل وأسباب، منها أنه قد استحلق بنسب أبيه فزالت عنه هجنة النسب وأصبح ابن عم لعبلة، ثم إنه كان من أشهر فرسان قبيلة بني عبس بل فارس من فرسان العرب، وقوته وفروسيته مما لا يغفله من حسابه من يريد زواج عبلة، إذ إنه سيتعرض لانتقام عنترة وثأره لكرامته. وفاته انتهت حياة عنترة بعد أن بلغ من العمر تسعون عاماً تقريباً، فقد كانت حياته منحصرة بين سنتي 525 و615 ميلادية، وذكر الزركلي في الأعلام أن وفاته كانت في عام 600 ميلادية، وهو مايوازي العام الثاني والعشرين قبل الهجرة. وذكر في نهاية عنترة روايات عدة، على أن الرواية المتداولة والمرجّحة هي رواية صاحب الأغاني بقوله أن عنترة أغار على بني نبهان من طيء فطرد لهم طريدة وهو شيخ كبير، فجعل يرتجز وهو يطردها ويقول: آثار ظُلمان بقاعٍ محربٍ.