الواو هي عاطفة ويؤتى بها للاهتمام ولذلك فإن النحاة عندهم قاعدة "إذا تباعد معنى الصفات فالعطف أحسن" (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) الحديد) الأول نقيض الآخر والظاهر نقيض الباطن، إذن إذا تباعدت الصفات من حيث المعنى، وقال (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) القلم) لم يستعمل الواو لأن الصفات كلها في سياق واحد. وقسم من النحاة قال – وضعّفوا هذ الرأي – أن هذه الواو هي واو الثمانية وقال النحاة هذا قول ضعيف. هم يقولون في العدّ: يعدون من واحد إلى سبعة ثم يقولون وثمانية لكن النحاة قالوا هذا قول ضعيف لا يُعبأ به. تفسير: (سيقولون لله قل أفلا تتقون). نقرأ في كتب النحو (للأخفش) ويقال هذا قول ضعيف، كل ما يقوله النحاة فيه الضعيف وفيه القوي وفيه الراجح والمرجوح.
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 12/7/2018 ميلادي - 29/10/1439 هجري الزيارات: 62282 ♦ الآية: ﴿ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (22). تفسير سورة الكهف - الدكتور علي الكيالي | الصراط المستقيم. ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ... ﴾ الآية، أخبر الله تعالى عن تنازعٍ يجري في عدَّة أصحاب الكهف، فجرى ذلك بالمدينة حين قدم وفد نصارى نجران، فجرى ذكر أصحاب الكهف، فقالت اليعقوبيَّة منهم: كانوا ثلاثةً رابعُهم كلبهم، وقالت النِّسطورية: كانوا خمسةً سادسهم كلبهم، وقال المسلمون: كانوا سبعةً وثامنهم كلبهم؛ فقال الله تعالى: ﴿ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ من النَّاس، قال ابن عباس: أنا في ذلك القليل، ثمَّ ذكرهم بأسمائهم، فذكر سبعة. ﴿ فَلَا تُمَارِ ﴾ فلا تجادل في أصحاب الكهف ﴿ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا ﴾ بما أنزل عليك؛ أَيْ: أَفْتِ في قصَّتهم بالظَّاهر الذي أنزل إليك، وقل: لا يعلمهم إلَّا قليل كما أنزل الله: ﴿ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ ﴿ وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ ﴾ في أصحاب الكهف ﴿ مِنْهُمْ ﴾ من أهل الكتاب ﴿ أَحَدًا ﴾.
♦ الآية: ﴿ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: المؤمنون (87). (و) سبعة(و)ثامنهم كلبهم-دلالة حرف الواو. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ﴾، قَرَأَ الْعَامَّةُ «لِلَّهِ» وَمِثْلُهُ مَا بَعْدَهُ فَجَعَلُوا الْجَوَابَ عَلَى الْمَعْنَى كَقَوْلِ الْقَائِلِ لِلرَّجُلِ: مَنْ مَوْلَاكَ؟ فيقول: فلان، أَيْ أَنَا لِفُلَانٍ وَهُوَ مَوْلَايَ، وقرأ أهل البصرة فيها «اللَّهُ» وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مُصْحَفِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَفِي سَائِرِ الْمَصَاحِفِ مَكْتُوبٌ بِالْأَلِفِ كَالْأَوَّلِ،﴿ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ﴾، تَحْذرُونَ. تفسير القرآن الكريم
آية (22): *(سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ (22) الكهف) ما دلالة الواو في وثامنهم؟(د. فاضلالسامرائى) القدامى المفسرون ذكروها, قالوا: هذه الواو تدل على أن اتصافهم هذا هو الأمر الثابت لصحيح وأن هذا القول هو الحق، قولين قال رجماً بالغيب (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ) إذن هذا الغيب أسقطهم وأبطل القولين, ويقول (سبعة وثامنهم كلبهم) لم يقل رجماً بالغيب، وقال (قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) إذن هناك من يعلمهم (ما يعلمهم إلا قليل)قال ابن عباس: أنا من القليل. هذه الواو تدل على التأكيد والاهتمام وأن هذا الأمر هو الصحيح، هو اليقين؛ لأن الواو يؤتى بها في مواطن الاهتمام والتوكيد والتحقيق. قال تعالى (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) التوبة) القدامى قالوا: أدخل الواو على (الناهون) لأن كل ما سبق من الصفات يأتي بها الإنسان لنفسه لا يتعلق بالغير (عابد، حامد، سائح، راكع، ساجد) أما (الناهون) فتتعلق بالغير, وهناك احتمال أن يلاقي بها من الأذى.
وحكى نحوه القفال ، فقال: إن قوما قالوا العدد ينتهي عند العرب إلى سبعة ، فإذا احتيج إلى الزيادة عليها استؤنف خبر آخر بإدخال الواو ، كقوله التائبون العابدون - ثم قال - والناهون عن المنكر والحافظون. يدل عليه أنه لما ذكر أبواب جهنم حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها بلا واو ، ولما ذكر الجنة قال: وفتحت أبوابها بالواو. وقال خيرا منكن مسلمات ثم قال وأبكارا فالسبعة نهاية العدد عندهم كالعشرة الآن عندنا. قال القشيري أبو نصر: ومثل هذا الكلام تحكم ، ومن أين السبعة نهاية عندهم ثم هو منقوض بقوله - تعالى -: هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ولم يذكر الاسم الثامن بالواو. وقال قوم ممن صار إلى أن عددهم سبعة: إنما ذكر الواو في قوله سبعة وثامنهم لينبه على أن هذا العدد هو الحق ، وأنه مباين للأعداد الأخر التي قال فيها أهل الكتاب; ولهذا قال - تعالى - في الجملتين المتقدمتين رجما بالغيب ولم يذكره في الجملة الثالثة ولم يقدح فيها بشيء; فكأنه قال لنبيه هم سبعة وثامنهم كلبهم. والرجم: القول بالظن; يقال لكل ما يخرص: رجم فيه ومرجوم ومرجم; كما قال: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم قلت: قد ذكر الماوردي والغزنوي: وقال ابن جريج ومحمد بن إسحاق كانوا ثمانية ، [ ص: 344] وجعلا قوله - تعالى - وثامنهم كلبهم أي صاحب كلبهم.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل ، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس (مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ) قال: أنا من القليل، كانوا سبعة. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، ذكر لنا أن ابن عباس كان يقول: أنا من أولئك القليل الذين استثنى الله، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج: قال ابن عباس: عدتهم سبعة وثامنهم كلبهم، وأنا ممن استثنى الله. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: (مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ) قال: كان ابن عباس يقول: أنا من القليل، هم سبعة وثامنهم كلبهم. وقوله: (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا) يقول عز ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فلا تمار يا محمد: يقول: لا تجادل أهل الكتاب فيهم، يعني في عدة أهل الكهف، وحُذِفت العِدّة اكتفاء بذكرهم فيها لمعرفة السامعين بالمراد. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ) قال: لا تمار في عدتهم. وقوله: (إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا) اختلف أهل التأويل في معنى المراء الظاهر الذي استثناه الله، ورخص فيه لنبيه صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو ما قصّ الله في كتابه أبيح له أن يتلوه عليهم، ولا يماريهم بغير ذلك.
على البال في عام "2018" وأثناء حديث ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لمجلة التايم الشهيرة، ذكر سموه مقولة شهيرة وتمثل جانب حالم من شخصيته، عندما قال: "أنا أحب الفن، وأؤمن أن أي شخص يمتلك ذوقاً رفيعاً يجب أن يحب الفن ويقدره، وهناك العديد من الفنانين الرائعين حول العالم ولا يمكنني أن أحدد شخصاً واحداً ليكون فناني المفضل"، وقبل أيام ومع مجلة "أتلانتك" الأميركية ورغم تنوع الحوار مع سموه والعالم يشهد تقلبات وتأثيرات عسكرية وسياسية واقتصادية، لم يخلُ الحوار عن الجانب الآخر من الشخصية الحالمة المتمثلة بالأمير محمد بن سلمان.
في رحاب الرياض أينتهي الكلام في الإبداع؟ هل يمكن اختزال الإرث الفني والأدبي في مقالٍ أو في كتاب؟ أليس التراث فضاء لا حدود له ولا جهات ولا مدى منظورًا؟ مهما توغلنا في البحث والتدقيق والاكتشاف، يبقى الكثير أمامنا لبحث وتدقيق واكتشاف. خصوصًا إذا كان دأبنا التركيز على الأصول وما ينبت على حواشيها من طفيليات طارئة لا تجمع حولها سوى الغبار. كوفي فخم بالرياض 2021. لكن الغبار تذروه أول هبة ريح أما الأصول فراسخة الجذور كنخلة باسقة باعتزاز، لا تهزها ريح ولا يمس جذورها اقتلاع. الأصول؟ هذا هو المدخل. والتمسك بالأصول هو النهج: أصول الأخلاق والمبادئ والقيَم والإبداع للسير مع كل عصر والمعاصرة من ضمنها. التجديد يكون من قلب الأصول لا من خارجها، يَصدر عن جذع أصيل طالع من جذور الإرث، وبـ"الإرث" أعني الأصول التي سنّها الروّاد عن خبرة وتَجربة وطول اكتساب، نعي طبعًا ألّا نتحنّط في التمسّك بأصول كانت في زمانها لازمة وباتت اليوم خارج العصر، إنما نعي كذلك أن الخروج الأرعن على الأصول يؤدّي إلى نتاج لقيط وهجين لم يستكمل فترة الحمْل الطبيعية. فكيف، مثَلًا، يكون مَمنوعًا أيّ خروج على الأُصول في الطب والعلْم والهندسة والقانون، ويكون مسموحًا في الأدب؟ هناك، الرقم سيّدٌ لا يقبل الجدل.
إنّ استعارة كلمة "شعر" أو كلمة "قصيدة" لنص نثري، إهانة للنثر كما لو أنّ النثرَ قاصر عن الإبداع إلا إذا قيس بِمقياس الشعر، وإهانةٌ للشعر إذ لن يقبل في حرَمه نصًّا نثريًا مهما تأنَّق إبداعًا في نثريته. هكذا، لا تكون قمةُ الشعر أعلى، ولا قمةُ النثر أعلى. بل تتساويان في الإبداع والأُصول. كوفي فخم بالرياض القبول والتسجيل. كلتاهما قمة في ذاتها تصعُب على من يَنشد بلوغَها ويشرِّفُه بلوغُها. وهنيئًا لمن يصقل شعره ونثره فيُعطى، في شعره ونثره، نعمة الإبداع في القمّتين.