[٢ - من ثمرات الإيمان باليوم الآخر] قال الشيخ ابن عثيمين: "وللإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة منها: الأولى: الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها رجاء لثواب ذلك اليوم. الثانية: الرهبة من فعل المعصية والرضى بها خوفا من عقاب ذلك اليوم. الثالثة: تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها" (٢). [٦١ - الإيمان بالقدر خيره وشره] هو الأصل السادس من أصول الإيمان الستة. الإيمان باليوم الآخر | دليل المسلم الجديد. انظر باب (القدر). (١) شرح أصول الإيمان لابن عثيمين ٤٠، ٤٣. (٢) شرح ثلاثة الأصول من مجموع فتاوى ابن عثيمين ٦/ ١٠٢، ١٠٣.
15 يوليو 2016 02:00 صباحا هذا هو الركن الخامس من أركان الإيمان، واليوم الآخر هو يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء. وسمي بذلك؛ لأنه لا يوم بعده، حيث يستقر في النهاية أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في منازلهم. ومعنى الإيمان باليوم الآخر الاعتقاد الجازم بصحة إخبار الله تعالى وإخبار رسله عليهم الصلاة والسلام بفناء هذه الدنيا، وما يسبق ذلك من أمارات وما يقع في اليوم الآخر من أهوال واختلاف أحوال، كذلك التصديق بالأخبار الواردة عن الآخرة وما فيها من النعيم والعذاب، وما يجري فيها من الأمور العظام.
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: ٧، ٨] ، وقال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٧]. من ثمرات الايمان باليوم الاخر صف خامس. وأما النار فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين الذين كفروا به وعصوا رسله، فيها من أنواع العذاب، والنكال، ما لا يخطر على البال. قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: ١٣١]. وقال: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: ٢٩] ، وقال تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [الأحزاب: ٦٦] " (١).
الإيمان باليوم الآخر -أيها الإخوة- له فوائد عظيمة جداً ونتائج باهرة، فمن فوائده: من فوائد اليوم الآخر: أن النفس إذا علمت العوض استعدت للبذل النفس عندما تعلم ضخامة العوض، وأن طاعة الله عاقبتها جنة عرضها السماوات والأرض، نعيمها لا يفنى، وعيشها دائم، أكلها وظلها دائمان، وما فيها من أنواع النعيم، فإن هذا الجزاء العظيم ينسي المسلم تعب العمل وكده لله عز وجل؛ لأنه يتطلع إلى الأمام، يتطلع إلى الآخرة، فنعيم الجنة ينسيه ما في طاعة الله من المشقة والتعب.
هذا -أيها الإخوة- دين عظيم، لكن نحن المسلمين قد يخفى علينا جوانب من عظمة هذا الدين. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم واجعلنا ممن يخافك ويتقيك، ويتبع منهجك الذي أنزلت يا رب العالمين.
قص الله علينا في كتابه العزيز قصة بقرة بني إسرائيل، هذه القصة التي كشفت لنا حقيقتهم وما اتصفوا به من صفات سيئة وقبيحة، من الكبر والعناد وقسوة القلب واستهزائهم بآيات الله وأنبيائه والقتل وإلصاق التهمة بالآخرين؛ وذلك حتى نعرف أعداءنا وصفاتهم، فلا نسلك مسلكهم، فنضل ونشقى في الدنيا والآخرة. صفات بني إسرائيل في القرآن القاسم المشترك في قصص بني إسرائيل حال بني إسرائيل مع أوامر الله عز وجل تردد بني إسرائيل في متابعة طالوت حين ملكه الله عليهم مماطلة بني إسرائيل في ذبح البقرة وتشديدهم على نبيهم في وصفها تشديد الله على بني إسرائيل في صفات البقرة التي أمروا بذبحها الإعجاز البلاغي واللغوي في القرآن الكريم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
والخلاصة: أن قصة بقرة بني إسرائيل تبين جانباً من صفاتهم: الكبر، والعناد، والمكابرة، واستهزائهم بأنبياء الله ورسله. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا، اللهم اجعل القرآن شفيعاً لنا يوم أن نلقاك، اللهم اجعلنا من أهل القرآن، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين. اللهم استر عوراتنا، وحجب نساءنا، واهد شبابنا. قصة بقرة بني اسرائيل. اللهم كن لنا ولا تكن علينا. اللهم انصر دينك في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم انصر دينك في كل مكان يا رب العالمين، اللهم ارفع راية الإسلام فوق رءوس الجميع، اللهم نصرك الذي وعدتنا، اللهم نصرك الذي وعدتنا، فرج كرب المكروبين، ارفع الذل عن عبادك المستضعفين. نسألك رضاك والجنة، نعوذ بك من سخطك والنار. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا. اللهم ارحم ضعفنا، وعليك بأعدائنا، اللهم استجب لدعائنا، ولا تخيب فيك رجاءنا، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث.
3- قال تعالى: "قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ – قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ" البقرة:70- 71. بقرة بني إسرائيل والصبي اليتيم: لقد بحث بني إسرائيل عن البقرة التي وصفها موسى عليه السلام لهم وهي أن لا تكون صغيرة ولا كبيرة، وهي صفراء وفاقعٌ لونها وتسر الناظرين، وأنها لم تكن مُسخّرة لا للسقاية ولا لحراثة وأن لا يوجد فيها أي عيب، وظلوا يبحثون عن مواصفات هذه البقرة ويبحثون حتى وجدوا هذه البقرة عند شخص واحد، وهو صبيٌ يتيم وكانوا أبوه رجل صالح وكانت هذه البقرة موجودة عنده، فأتى إليه رجل وقال له: يا غلام إن بني إسرائيل يبحثون عن بقرة مثل بقرتك هذه، فإن جاءوا إليك، لا تُعطيهم هذه البقرة إلا بمبلغ باهظ. فجاء بني إسرائيل إلى الصبي ونظروا للبقرة، فقالوا له: هل تبيع هذه البقرة؟ قال: نعم أبيعها، قالوا له: سنعطيك ملء جلدها ذهباً، فلم يقبل الصبي، فعرضوا عليه أن يعطوه عشرة أضعاف جلدها ذهباً، فقبل الصبي وأعطاها لهم.
جاء في فضل قراءة سورة البقرة الكثير والكثير، فهي أول سورة في المصحف بعد فاتحة الكتاب، ، وتحتوي سورة البقرة على العديد من القصص لعل أبرزها قصة بقرة بني إسرائيل والتي سميت على اسمها أطول سورة في القرآن الكريم. قصة بقرة بني اسرائيل – كان هناك رجلًا من بني إسرائيل وكان شيخاً كبيرًا وكان كثير المال، وكان له ابناء أخ يتمنون موته حتى يورثوه، فقام أحدهم بقتل عمه عن عمد وقام بطرحه في مجمع الطرق وقيل على بابِ رجل منهم، فلما أصبح الناس فوجدوه فاختصموا فيه وجاء ابن أخيه فظل يصرخ ويتظلم فقالوا: ما لكم تختصمون ولا تأتون نبي الله؟ – فذهب ابن أخيه إلى رسول الله موسى عليه السلام، فشكا له أمر عمه فقال له موسى عليه السلام فأُنشد الله رجلًا عنده علم من أمر هذا القتيل إلا أعلمنا به، ولم يكن أحد منهم على علم منه، ثم طلبوا منه أن يسأل ربه عز وجل في هذه القَضية. – سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل في هذه القضية فأمره الله تعالى أن يأمرهم بذَبح بقرة فقال لهم: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا" – فقالوا له: كيف نسألك عن أمر هذا القتيل وأنت تقول لنا اذبحوا بقرة فقال أعوذ بالله أن أقول غير ما أوحي إلي – ولو أنهم ذهبوا إلى أي بقرة وذَبحوها لحصلوا منها على ما أرادوا ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم بعد أن سألوا عن صفتها ثم بعدها سألوا عن لونها ثم عن سنها فأُجابهم الله بما عز وجوده فيهم، فقد أمرهم بذَبح بقَرة عوان وهي الوسطُ بين الفارض والمقصود بها البقرة الكبيرة والبكر والمقصود بها البقرة الصغيرة.
فقصة البقرة ينبغي أن تكون لنا عبرة معشر المسلمين، فنصحح انتماءنا لهذا الدين ، ونصحح عقيدتنا ونغير من سلوكياتنا اتجاه ربنا ونبينا ، حتى لا نقع فيما وقعت فيه بنو إسرائيل ، وأن لا تكون مثل هذه القصص مجرد قصص نتلهي بها ، فقد تكون منطبقة علينا ونحن لا نشعر ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من الصادقين في انتمائنا لهذا الدين ، وأن نقرأ القصص القرآني بعين الخائف الوجل، المنتظر لرحمة الله والخائف من غضبه. Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd.
مسلمة: وهي الصحيحة التي لا عيب فيها. قاله: أبو العالية، وقتادة. وقوله: { لَا شِيَةَ فِيهَا} أي: ليس فيها لون يخالف لونها، بل هي مسلمة من العيوب، ومن مخالطة سائر الألوان غير لونها، فلما حددها بهذه الصفات، وحصرها بهذه النعوت والأوصاف { قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ}. ويقال: إنهم لم يجدوا هذه البقرة بهذه الصفة إلا عند رجل منهم كان بارًا بأبيه، فطلبوها منه فأبى عليهم، فأرغبوه في ثمنها حتى أعطوه فيما ذكر السدي بوزنها ذهبا، فأبى عليهم حتى أعطوه بوزنها عشر مرات، فباعها منهم، فأمرهم نبي الله موسى بذبحها { فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} أي: وهم يترددون في أمرها. ثم أمرهم عن الله أن يضربوا ذلك القتيل ببعضها. قيل: بلحم فخذها، وقيل: بالعظم الذي يلي الغضروف. وقيل: بالبضعة التي بين الكتفين، فلما ضربوه ببعضها أحياه الله تعالى، فقام وهو يشخب أوداجه، فسأله نبي الله من قتلك؟ قال: قتلني ابن أخي، ثم عاد ميتًا كما كان. قال الله تعالى: { كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي: كما شاهدتم إحياء هذا القتيل عن أمر الله له، كذلك أمره في سائر الموتى إذا شاء إحياءهم أحياهم في ساعة واحدة، كما قال: { مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ... } الآية [لقمان: 28].
فمثلما أحيا الله هذا الشخص المقتول، (وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ) [البقرة: 73] ، أي علاماته الدالة على كمال قدرته ، وأنه قادر على أن يبعث الناس يوم القيامة ، ويحاسبهم على أعمالهم. أيها المسلمون وقد تضمنت هذه القصة الكثير والعديد من الفوائد الإيمانية ، والتوجيهات التربوية، ومنها: – بيان قدرة الله سبحانه التي لا تحدها قدرة، فهو سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو على كل شيء قدير، وهذا واضح في هذه القصة غاية الوضوح؛ وذلك أنه سبحانه أحيا القتيل بعد موته، وأنطقه بالحق المبين. و من الفوائد الإيمانية: – أن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الخطأ والزلل، ومنزهون عن الصفات الذميمة. و من الفوائد الإيمانية: – أن السؤال فيما لا يفيد في قليل ولا كثير، ولا يغني من الحق شيئاً لا خير فيه، بل قد يترتب عليه من النتائج ما لا يحمد عقباه. و من الفوائد الإيمانية: – أن الحق مهما طال طمسه لا بد أن يظهر ويعلو في النهاية، وأن الباطل مهما طال انتفاشه لا بد أن يُدحر ويُهزم في النهاية. و من الفوائد الإيمانية: – وهذه القصة توضح بجلاء تنطع بني إسرائيل، وتشددهم في الأحكام، وكيف أن الله شدد عليهم، وقد كره الله لنا – نحن المسلمين – كثرة السؤال فيما لا نفع فيه ولا فائدة.