أوجب الشرع الشريف على كل من الزوج والزوجة: حقوقًا لله تعالى؛ ومن حقوق الله تعالى عليهما: الامتثال لأوامره، والانتهاء عن نواهيه، والنصح لله تعالى فيما بينهما؛ فعن تميم الداري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» أخرجه مسلم في "الصحيح". ولقد خصّ اللهُ تعالى الزوجَ بدرجةٍ جعله بها قائمًا على أمر زوجته ومسؤولًا عنها؛ فاستوجب ذلك مزيدَ حرصٍ منه على نجاتها وسعادتها في الآخرة، كما هو مسؤول عن حاجتها وسعادتها في الدنيا؛ قال تعالى: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة: 228]، ويتحقق ذلك الحرص بنصحها وحَثِّهَا على الالتزام بحقوق الله تعالى عليها، كحرصه وحثه على الالتزام بحقوقه الزوجية عليها. ومن حقوق الله تعالى على الزوجة: الامتثال لطاعته تعالى في كل أوامره والانتهاء عن نواهيه كما سبق، ويتضمن ذلك الامتثال لطاعة زوجها؛ إذ إن طاعته مما فرضه الله تعالى عليها، لا سيما إذا كان يدعوها لما به صلاح حالها ورضا ربها من التكاليف الشرعية. تفسير آية: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، بالشرح التفصيلي - سطور. والزوج بشأنه راعٍ ومسؤول عن الأمر بالمعروف لزوجته والصبر على ذلك فيما يجب عليها من التكليفات الشرعية من الصلاة وغيرها؛ كما قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: 132]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه.. -حتى قال- وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ» متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
قوله تعالى: والعاقبة للتقوى أي الجنة لأهل التقوى ؛ يعني العاقبة المحمودة. وقد تكون لغير التقوى عاقبة ولكنها مذمومة فهي كالمعدومة. شرح المفردات و معاني الكلمات: وأمر, أهلك, بالصلاة, اصطبر, نسألك, رزقا, نرزقك, والعاقبة, للتقوى, تحميل سورة طه mp3: محرك بحث متخصص في القران الكريم Tuesday, April 26, 2022 لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، مثله. --------------- الهوامش: (5) لعله يريد: كان يقوم قياما ، أي قياما طويلا ، والضمير في كان راجع إلى " عمر " رضي الله عنه.
[١٠] تفسير آية: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها من تفسير الجلالين ما هي العاقبة المحمودة التي يحصل عليها من يُحافظ على صلاته؟ جاء في تفسير الجلالَين أنّ معنى قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ}، [١] أي اصبر عليها فالله تعالى لم يُكلّف عباده بالرزق فهو الذي يرزقهم، وفي الآخرة سيرزق الجنة لمن يستحقّها ويعمل لها. [١١] المراجع [+] ^ أ ب ت ث ج ح سورة طه، آية:132 ↑ ابن كثير، تفسير ابن كثير ط العلمية ، صفحة 287. بتصرّف. ↑ الطبري، أبو جعفر، تفسير الطبري ، صفحة 405. بتصرّف. ↑ البغوي ، أبو محمد، تفسير البغوي ، صفحة 304. بتصرّف. ^ أ ب الرازي، فخر الدين، تفسير الرازي ، صفحة 115. بتصرّف. ↑ عبد الرحمن السعدي ، تفسير السعدي ، صفحة 517. بتصرّف. ↑ القرطبي، شمس الدين، تفسير القرطبي ، صفحة 263. بتصرّف. ↑ ناصر الدين البيضاوي، تفسير البيضاوي ، صفحة 43. بتصرّف. ↑ الشعراوي، تفسير الشعراوي ، صفحة 9458-9459. بتصرّف. ↑ محمد راتب النابلسي، التفسير المطول ، صفحة 404. وامر اهلك بالصلاه واصطبر عليها. بتصرّف. ↑ المحلي، جلال الدين، تفسير الجلالين ، صفحة 419.
وترك أحدهما لحقوق الله تعالى يوجب على الآخر مداومة النصح والإرشاد، والصبر على ذلك؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: 132]. وبنـاءً على ذلك: فإنَّ تقصير أحد الزوجين في أداء حقوق الله تعالى عليه؛ كالصلاة وغيرها هو من المعاصي التي يأثم الشخص على تركها شرعًا، وذلك يقتضي من كلٍّ منهما مداومةَ نصح صاحبه بالالتزام بهذه التكليفات الشرعية الواجبة. محمد نصر مدون صحفي ولدي خبرة في المجال منذ سنة 2012 في الصحافة المكتوبة كما لدي نفس الخبرة في المجال الإذاعي وتسجيل الصوت على البرامج منذ سنة 2012
ومن كان الآخرة نيته، جمع له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة. ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بإيراد بعض الشبهات التي أثارها المشركون حول النبي صلّى الله عليه وسلّم ورد عليها بما يبطلها فقال- تعالى-: قوله تعالى: وأمر أهلك بالصلاة أمره تعالى بأن يأمر أهله بالصلاة ويمتثلها معهم ، ويصطبر عليها ويلازمها. وهذا خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويدخل في عمومه جميع أمته ؛ وأهل بيته على التخصيص. وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها تفسير. وكان - عليه السلام - بعد نزول هذه الآية يذهب كل صباح إلى بيت فاطمة وعلي - رضوان الله عليهما - فيقول: الصلاة. ويروى أن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - كان إذا رأى شيئا من أخبار السلاطين وأحوالهم بادر إلى منزله فدخله ، وهو يقرأ ولا تمدن عينيك الآية إلى قوله: وأبقى ثم ينادي بالصلاة: الصلاة يرحمكم الله ؛ ويصلي. وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوقظ أهل داره لصلاة الليل ويصلي وهو يتمثل بالآية. قوله تعالى: لا نسألك رزقا أي لا نسألك أن ترزق نفسك وإياهم ، وتشتغل عن الصلاة بسبب الرزق ، بل نحن نتكفل برزقك وإياهم ، فكان - عليه السلام - إذا نزل بأهله ضيق أمرهم بالصلاة. وقد قال الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق.