والمصدر المؤوّل (كيلا تحزنوا... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (عفا). الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأول (أصابكم) مثل فاتكم. الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (خبير) خبر مرفوع الباء حرف جرّ (ما) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (خبير)، (تعملون) مضارع مرفوع.. جملة: (تصعدون) في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها. وجملة: (لا تلوون) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تصعدون. وجملة: (الرسول يدعوكم) في محلّ نصب حال. وجملة: (يدعوكم.. ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الرسول). وجملة: (أثابكم.. ) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تصعدون. وجملة: (تحزنوا... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي). وجملة: (فاتكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول. وجملة: (أصابكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. فأثابكم غما بغم !!!. وجملة: (اللّه خبير) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. الصرف: (غمّا) مصدر غمّ يغمّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. (فاتكم)، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن واو لأن مضارعه يفوت، وهو من باب نصر، أصله فوت جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
وأما الرأي الثاني في معنى (حتى): أن تكون ابتدائية تقدمت الجملة الشرطية (إذا فشلتم). ويبدو أن الرأي الأول أقوى ويغنينا عن الرأي الثاني ولو كان جائزا.. 2- (لكيلا) ذهب النحاة بشأن (كي) إلى مذهبين: الأول: انها تنصب الفعل بنفسها، فهي في قوة (أن) في نصب الفعل المضارع. الثاني: أن تكون حرف جرّ بمنزلة اللام، وينصب الفعل بعدها ب (أن) مضمرة كما تضمر (أن) بعد اللام وتنصب الفعل المضارع. فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا. ملاحظة هامة: إذا اعتبرناها بمنزلة (أن) جاز دخول اللام عليها نحو: (لكيلا تحزنوا على ما فاتكم) وإذا اعتبرناها حرف جرّ جاز دخولها على الأسماء كدخول حرف الجر، مثال ذلك دخولها على (ما) الاستفهامية نحو: (كيمه)؟ على غرار (لم وبم وعمّ) فتحذف الألف في حالة الاستفهام وتدخل عليها الهاء في حال السكت.. إعراب الآية رقم (153): {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (153)}.
ثم اسمع لربك ماذا يقول لهم: (لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ) ما أجمل ذلك! وما أعظم العقاب الذي يُذْهِبُ الحزن ويُذْهِبُ أثر وألم المصيبة، فحين يكون العقاب على هذه الهيئة فهو إذن ثواب وليس عقابا، فكان اللائق به أن يقال: (أثابكم). ثم انظروا معي للآية التالية وبما بدأت: (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِنْكُمْ) [سورة آل عمران 154] إنها رحمة أنزلها عليهم رأفة بهم بعدما تتابعت عليهم الغموم والآلام فرزقهم النوم حتى يستريحوا من عناء التعب والهم والغم والجراح. وكل ذلك لا يلائمه إلا الفعل: (أثابكم) والله أعلم. د. محمد الجبالي 11-07-2020, 10:21 PM #2 مشرفة عامة أديبة 12-07-2020, 09:59 AM #3 مشرف أقسام الفكر مشرف النثر والقصة أديب ومفكر لفتة تفسيرية رائعة.. كل الشكر للكاتب والناقل. مودتي واحترامي. 13-07-2020, 10:11 PM #4 13-07-2020, 10:15 PM #5 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جلال دشيشة قراءتك تشرفني ويزيد بها النص ألقا ـ تحياتي وتقديري.