السؤال 1- ما حكم إطلاق كلاب الصيد على الغزال وهو في القيد(ممسوك) ؟ 2- ما حكم إطلاق كلاب الصيد على الغزال وهو في القيد للتدريب ؟ الحمد لله. إطلاق كلب الصيد على الغزال المقيد ، نوع من العبث والأذى والتعذيب للحيوان ، وهو محرم. وقد روى البخاري (5513) ومسلم (1956) عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَنَسٍ عَلَى الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ ، فَرَأَى غِلْمَانًا أَوْ فِتْيَانًا نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا ، فَقَالَ أَنَسٌ: ( نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ).
بطر وملل وزيادة على ذلك لم يكتفوا بهذا الرزق الطيب السهل، وملوه وتبطروا عليه، فقالوا لموسى عليه السلام: (لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ)، فسألوه ما كانوا يأكلونه في مصر من البقل والقثاء وغيرها، فقالوا: (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا)، قتادة: «لما أنزل الله عليهم المن والسلوى في التيه ملوه وذكروا ما كان لهم في مصر قال الله عز وجل:{أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم}. كلُّ ما سبق كان دالاً على قلة صبر بني إسرائيل، وعنادهم وتبطرهم واحتقارهم لأوامر الله ونعمه، فجازاهم من جنس عملهم فقال: ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ)، فسبحان من جعل العزَّ في طاعته، وداومَ نعمه في شكرها، وعدم التبطر عليها، يقول تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، فاللهم أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والدينا، وأن نعمل صالحاً ترضاه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
وهنا يصور الله جل جلاله البشر من الإنس ممن لا يعقلون... بشر الدواب... وفي الآية (الأنفال 55) يبين الله تعالى أن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون!!! "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ"، (الحج) ويعتقد الكثيرون أن من هو مكلف بالعبادة لله الواحد الأحد هم من الجن والإنس فقط!!! وهذا اعتقاد خاطئ، فلله يسجد من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس!!! وكثير حق عليه العذاب!!! ومن يهن الله فما له من مكرم!!! إن الله يفعل ما يشاء. ويكفي أن نعلم أن هذه المخلوقات في الأرض كلها تسجد لله جل جلاله وتسبح بحمده كل بطريقة ما، وقد فضل الله جل جلاله الإنسان على كثير ممن خلق تفضيلاً، ومع هذا فالكثير ليس ساجدًا ولا شاكرًا، فهو بالضرورة لا يتواصل مع الله جل جلاله، ونجد أن الأنعام تسبح وتشكر وتسجد لله خالقها، فكيف يكون الأمر وقد صور الله جل جلاله بأن ذرأ لجهنم كثيرًا من الجن والأنس لهم قلوب وأعين وآذان لا يعقلون ولا يفقهون بها؟، بل هم أضل سبيلا من الأنعام وهي البهائم من الحيوانات!