معلم الناس الخير الكاتب: أضيف بتاريخ: 07-11-2019 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على معلم الناس الخير سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. بعث الله تعالى الأنبياء حملة رسالات مبلغين ومعلمين للناس؛ ليخرجوهم من ظلمات الجهل والغواية إلى نور العلم والهداية لما فيه خيرهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43].
يقول النبي صلى الله عليه و سلم.. ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من حمر النعم). من نعم الله علينا أن جعل لنا سُبل الدعوة كثيرة.... عملٌ قليل... و أجر عظيم..
وللمعلم على المتعلم حقوقٌ جمَّة باتت مدفونةً في عصر كثُرَ فيه قليلو المعرفة والإحاطة بفضل المعلم، فأصبح المعلِّم كأنه لم يعمل شيئًا للمتعلِّم، غير أن هناك من يعرف حقَّ المعلم؛ فترى منه الاحترامَ والتقدير لمعلِّمه، ذاكرًا لجميله وفضلِه، عارفًا بواجباته نحوه، لا يذكره إلا بخير، فهذا الكل يقدّره؛ وما ذاك إلاَّ لاعترافه بحقِّ منْ له حقٌّ عليه. ومما قيل: "من علَّمني حرفًا صرت له عبدًا"، وقيل: "وراء كل أمَّة عظيمة تربية عظيمة، ووراء كلِّ تربية عظيمة معلِّم ناجح". ولكي ينجح المعلِّم لا بد له من أساليبَ يتّبعها في تعليم طلاَّبه، ومما ينجحه أيضًا قدرته على امتلاك من يعلِّم، فمن استطاع أن يمتلك حبَّ الناس له، استطاع أن يُديرهم ويوحي إليهم بما يشاء، وما أجملَ أن يكون الشخص ناجحًا! ليصلون على معلم الناس الخير. وما أجملَ أن يكون محبوبًا ليصل إلى النجاح! ومهما اختلفَت أساليبُ التعليم من بلدٍ إلى بلد، ومن مدرسةٍ إلى مدرسة، ومن معهدٍ إلى معهد، ومن جامعةٍ إلى جامعة - تبقى الرسالةُ والغاية واحدة، ومهما تغيَّر العصرُ فهي واحدة، هدفها المنشود: رفع الجهل وظلامه، والارتقاء نحو عالَم جميل، الكلُّ متعلم فيه، ولكن لا بدَّ للمتعلم أن يَعْلم أن للمعلِّم عليه حقوقًا فيلتزمَ بها، ولا يفرِّط فيها، وكذلك على المعلِّم واجبات عليه تأديتها؛ ليصلوا بذلك - بسفينة النجاح والعلا والتميُّز - إلى تحقيق هدفهم الذي سعوا إليه واجتمعوا له بكلِّ إصرار وعزيمة وهمّة.
قال: "يا قبيصة، ما مررت بحجر ولا شجر ولا مدر إلا استغفر لك". والله أعلم.