ويشفعان له.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هي خمس صلوات، وهي كذلك خمس مرات يفرغ فيها القلب مما امتلأ به من الدنيا، فما أدقَّ وأبدعَ وأصدقَ قوله ﷺ: «جُعِلت قرَّة عيني في الصلاة»! -الرافعي ✨ -وحي القلم ج٢، [حقيقة المسلم]📓
فإذا كان صيام يوم واحد يباعد العبد عن النار سبعين سنة فما بالك بصيام شهر رمضان كله.. والصيام طريق إلى الجنة وباب من أبوابها, وعند البخاري( عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « إِنَّ فِى الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ». والصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة فعند الامام احمد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَىْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ.. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِى فِيهِ. خطبة عن (استقبال شهر رمضان) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. قَالَ فَيُشَفَّعَانِ » أي يقبل الله جل شأنه شفاعتهما ويدخله الجنة.. وصيام شهر رمضان خصوصاً يمحو الذنوب ويكفر السيئات ففي الصحيحين( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».
بالانصراف إلى الصلاة وجَمْع النية عليها، يستشعر المسلم أنه قد حطَّم الحدود الأرضية المحيطة بنفسه من الزمان والمكان، وخرج منها إلى روحانية لا يُحَدُّ فيها إلا بالله وحده. وبالقيام في الصلاة، يحقِّق المسلم لذاته معنى إفراغ الفكر السامي على الجسم كله، ليمتزج بجلال الكون ووقاره، كأنه كائن منتصب مع الكائنات يسبِّح بحمده. الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. وبالتولِّي شطر القِبلة في سَمْتها الذي لا يتغير على اختلاف أوضاع الأرض، يعرف المسلم حقيقة الرمز للمركز الثابت في روحانية الحياة؛ فيحمل قلبه معنى الاطمئنان والاستقرار على جاذبية الدنيا وقلقها. وبالركوع والسجود بين يدَي الله، يُشعِر المسلمُ نفسَه معنى السمو والرفعة على كل ما عدا الخالق من وجود الكون. وبالجلسة في الصلاة وقراءة التحيات الطيبات، يكون المسلم جالسًا فوق الدنيا يحمد الله ويسلِّم على نبيِّه وملائكته ويشهد ويدعو. وبالتسليم الذي يخرج به من الصلاة، يُقبِل المسلم على الدنيا وأهلها إقبالًا جديدًا: من جهتَي السلام والرحمة. هي لحظات من الحياة كلَّ يوم في غير أشياء هذه الدنيا؛ لجمع الشهوات وتقييدها بين وقت وآخر بسلاسلها وأغلالها من حركات الصلاة، ولتمزيق الفناء خمس مرات كل يوم عن النفس؛ فيرى المسلم من ورائه حقيقة الخلود، فتشعر الروح أنها تنمو وتتسع.