تمهيدٌ تنوَّعت عباراتُ أهلِ العِلمِ في بيانِ أقسامِ الشِّركِ، ولكِنَّها وإن اختَلَفَت مُسَمَّياتُها فهي متَّفِقةٌ في حقيقتِها: أوَّلًا: أنَّ الشِّرْكَ ينقَسِمُ إلى قِسمَينِ: 1- أكبَرُ. 2- أصغَرُ [115] يُنظر: ((مدارج السالكين)) لابن القيم (1/348)، ((الدرر السنية في الأجوبة النجدية)) (1/195).. ثانيًا: أنَّه على ثلاثةِ أقسامٍ: 1- أكبَرُ. 2- أصغَرُ. أنواع الشرك - إسلام ويب - مركز الفتوى. 3- خَفِيٌّ [116] يُنظر: ((رسالة: أنواع التوحيد وأنواع الشرك)) لعبد الرحمن بن حسن، ضمن ((الجامع الفريد)) (ص: 347).. ثالثًا: تقسيمُه بحَسَبِ أجزاءِ التَّوحيدِ الثَّلاثةِ [117] يُنظر: ((تيسير العزيز الحميد)) لسليمان آل الشيخ (ص: 26).. رابعًا: تقسيمُه إلى نوعينِ: 1- الشِّرْكُ في الرُّبوبيَّةِ، ويدخُلُ فيه الشِّرْكُ في الأسماءِ والصِّفاتِ. 2- الشِّرْكُ في الأُلوهيَّةِ [118] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (1/91)، ((درء تعارض العقل والنقل)) (7/390) كلاهما لابن تيمية، ((الجواب الكافي)) لابن القيم (ص: 129)، ((تجريد التوحيد المفيد)) للمقريزي (ص: 14).. وهذه التَّقسيماتُ ليست متبايِنةً، فبَعضُها مُجمَلٌ، وبَعضُها مُفَصَّلٌ، فمن قسَّم الشِّرْكَ إلى قسمينِ: أكبَرُ وأصغَرُ، نَظَر إلى حقيقةِ الشِّرْكِ وأحكامِه مِن حيثُ خروجُه من الإسلامِ وعَدَمُ خُروجِه.
فمن صرف لشيء منها نوعا من العبادة فهو مشرك كافر قد سواها بربه في هذا الحق الذي يختص به، فإن العبودية لا حق فيها لملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهما، بل هم مفتقرون غاية الافتقار إلى تألههم وتعبدهم الله " (١). وقال - رحمه الله -: "حد الشرك الأكبر وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده أن يصرف العبد نوعا أو فردًا من أفراد العبادة لغير الله" (٢). * الدليل من الكتاب: قال الله عز وجل: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان. التفريغ النصي - من السبع الموبقات - الشرك بالله - للشيخ محمد حسان. ١٣] وقال تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء. ٨٤] وقال تعالى: {يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء. ١١٦] ، وقال عز وجل: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام. ٨٨] وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: ٧٢] وقال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: ٢٣] وقال سبحانه: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: ٦٥].
التفريغ النصي الكامل من أجل تحقيق التوحيد لله خلق الله الجن والإنس، ومن أجله أنزل الكتب وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة، فالتوحيد هو الأساس الذي تبنى عليه الأعمال، وبدونه لا يقبل أي عمل، ولهذا لم يأمر الله تعالى بشيء كأمره بالتوحيد، ولم ينه عن شيء كنهيه عن الشرك، فهو أم الكبائر وأعظم الظلم، لا يقبل الله من المشرك صرفاً ولا عدلاً، ولا يستحق المغفرة ولا الرحمة، بل يستحق الخلود في النار وبئس القرار! المزيد من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر الأكثر استماعا لهذا الشهر عدد مرات الاستماع 3038269177 عدد مرات الحفظ 728599770
تاريخ النشر: الثلاثاء 3 محرم 1422 هـ - 27-3-2001 م التقييم: رقم الفتوى: 7386 171777 0 1102 السؤال ما هو الشرك الأكبر؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالشرك ضد التوحيد، وهو نوعان أكبر، وأصغر. والأكبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام بالنسبة إلى أنواع التوحيد: القسم الأول: الشرك في الربوبية، وهو نوعان: أحدهما: شرك التعطيل، وهو أقبح أنواع الشرك، كشرك فرعون إذ قال: ( وما رب العالمين). ومن هذا شرك الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأبديته وأنه لم يكن معدوماً أصلاً، بل لم يزل ولا يزال. ومن هذا شرك طائفة أهل وحدة الوجود الذين كسوا الإلحاد حلية الإسلام، ومزجوه بشيء من الحق. ومن هذا شرك من عطل أسماء الرب وأوصافه من غلاة الجهمية والقرامطة. النوع الثاني: شرك من جعل معه رباً آخر ولم يعطل أسماءه وصفاته وربوبيته، كشرك النصارى الذين جعلوه ثالث ثلاثة، وشرك المجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور، وحوادث الشر إلى الظلمة. ومن هذا شرك كثير ممن يؤمن بالكواكب العلوية ويجعلها مدبرة لأمر هذا العالم، كما هو مذهب مشركي الصابئة وغيرهم. ويلحق بهذا شرك من يزعم أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت فيقضون الحاجات ويفرجون الكربات إلى غير ذلك.
وأوضح مفتي الجمهورية أن لشهر رمضان خصوصية عن سائر شهور العام، فهو موسم للطاعة، فقد كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يستعجل قدوم رمضان ويدعو الله بقوله: اللهم بلغنا رمضان؛ وذلك لأجل استعجال الطاعة، ولم يحرص على استعجال الزمن حرصه على رمضان؛ لما للشهر الكريم من فضائل وخصوصية. ولفت إلى كثير من المعاني المستفادة من شهر رمضان: منها التدريب على الصبر، وكما بشرنا سبحانه وتعالى بأن الصبر جزاؤه الجنة، فيجب ألا نخرج منه إلا وقد وعينا هذا الدرس العظيم بحيث يصبح له مردود على العمل وفي الشارع والبيت وفي كل تعاملاتنا. وأشار مفتي الجمهورية إلى فضائل الصيام الكثيرة وجزاء الصائمين التي يصعب حصرها، ففضل الله واسع وكرمه عميم، وللصائمين منزلة خاصة في الآخرة، فبفضل الله يدخلون الجنة من باب خصص للصائمين فقط، ويغلق دونهم... إنه باب "الريان".. من اول من يدخل الجنة. يقول النبي- صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون فإذا دخلوا أغلق". وعن دعاوى البعض بوجود تعارض بين الشرع وعلم الفلك قال مفتي الجمهورية: "لا تعارض مطلقًا بين علم الفلك وبين الشرع المتمثل في الرؤية الشرعية، فالعلمان متكاملان وليسا متعارضين، ولا عجب في ذلك؛ فنحن أمة اقرأ المأمورة بالأخذ بأسباب العلم المادي الدنيوي المفيد للبشرية بمختلف تخصصاته، والمأمورة بالصيام والفطر لرؤيته، بل إن المتتبع لتاريخ المسلمين يجد أن المسلمين قد برعوا في علم الفلك، ومع ذلك لم يستغنوا عن الرؤية الشرعية للأهلة على مدار العصور؛ ليقينهم بالأهمية الشرعية للأهلة، فالأهلة الشرعية يترتب عليها أحكام الحج والعمرة وعِدد النساء وغيرها من الأحكام.
دخول الجنة الهدف الأكبر للمسلم، إذ أنه يبحث عن كل فعل يمكنه من دخول الجنة، ويتمنى أن يدخلها بغير حساب أو سابقة عذاب، وهو ما أوضحته عليه دار الإفتاء المصرية في بث مباشر عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» للرد على أسئلة المتابعين. دخول الجنة بغير حساب وأوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، أن الجنة طريقها صعب والنار طريقها سهل، لأن الجنة حفت بالمكاره، وحفت النار بالشهوات، فالإنسان حتى يدخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب أو عذاب فعليه أن يقدم لذلك.
وذهب بعض العلماء إلى أن ذلك على سبيل التمثيل، فلا يتعدى كونه رؤيا منامية، رآها النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا ، ولا يلزم أن يكون الأمر على ذلك يوم القيامة. قال بدر الدين العيني رحمه الله: "وَأما سبق بِلَال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الدُّخُول فِي هَذِه الصُّورَة: فَلَيْسَ هُوَ من حَيْثُ الْحَقِيقَة، وَإِنَّمَا هُوَ بطرِيق التَّمْثِيل، لِأَن عَادَته فِي الْيَقَظَة أَنه كَانَ يمشي أَمَامه، فَلذَلِك تمثل لَهُ فِي الْمَنَام، وَلَا يلْزم من ذَلِك السَّبق الْحَقِيقِيّ فِي الدُّخُول" (انتهى من عمدة القاري:7/ 208).
رواه العقيلي وابن عساكر والديلمي، وضعفه العقيلي وابن عساكر. والله أعلم.