وقد ذُكر ل عائشة رضي الله عنها أن أناساً يقرؤون القرآن في الليل مرة أو مرتين، فقالت: "أولئك قرؤوا، ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، فلا يمرّ بآية فيها تخوف إلا دعا الله واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله، ورغب إليه" رواه أحمد ، قال محققو "المسند": صحيح لغيره. وقولها: (ليلة التمام) كأن المراد ليلة تمام الختمة والشروع في أخرى، أو المراد تمام رمضان، أو المراد تمام الليلة.
و الله أعلم. [ الفتح 9/97] و إن قال قائل بعض هذا الذي ذكر لا يقبله عقل و لا يقره منطق ، فإنني أقول له ما قاله الإمام اللكنوي رحمه الله. قال: فإن قلت بعض المجاهدات مما لا يعقل وقوعها قلت: وقوع مثل هذا و إن استبعد من العوام فلا يستبعد من أهل الله تعالى ، فإهم أعطوا من ربهم قوة وصلوا بها إلى هذه الصفات ، و لا ينكر هذا إلا من ينكر صدور الكرامات و خوارق العادات.
ومن المستحب أن يتم ختم القرآن في رمضان والإكثار من تلاوته والاجتماع في المسجد من أجل التلاوة للحصول على فضائله في هذا الشهر الكريم، وتتمثل هذه الفضائل فيما يلي: يأتي القرآن مع الصوم شفيعان لصاحبهما يوم القيامة ، لأنه الصيام يمنع من شهوة الطعام والشراب، والقرآن يمنع صاحبه من النوم ليلًا لقراءته عند قيام الليل، ويُثني الرسول الكريم على من يقرأ القرآن ويتدبر في معانيه ويقول "خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ". جعل الله سبحانه وتعالى من يحافظ على قراءة القرآن الكريم ليلًا ونهارًا في أعلى الدرجات في الآخرة، وإن العبد عندما يقرأ حرف من القرآن يُحسب له بحسنة، والحسنة تعادل عشرة أمثالها، فالله تعالى يضاعف الأجر لمن يقرأ القرآن. فضل قراءة القرآن الكريم في رمضان. تُعتبر قراءة القرآن من أفضل وأصلح الأعمال لأن بها خير كبير والكثير من الفائدة التي تعود على المسلم فهو يأتي يوم القيامة شفيع لصحابه كما قال الرسول الكريم، "اقرؤوا هذا القرآن فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة". يُعتبر القرآن الكريم بمثابة طاقة متجددة عندما يعاهد الإنسان نفسه على قراءته دائما، فهو يُعطيه الخير الذي لا ينتهي، وهو حفاظ على العهد مع الله تعالى، فالذي يهجر القرآن يبتعد عن رحمة الله تعالى ولا ينال الخير والثواب في الدنيا أو في الآخرة.
[١٣] إنظار المدين المعسر (إِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) ، [١٤] أي وإن كان الذي استدان منكم غير قادر على السداد فأمهلوه لفترة من الزمن. [١٥] أمثلة على المكروه في سورة البقرة فيما يأتي ذكر بعض الأمثلة على المكروه في سورة البقرة: السؤال الذي لا ثمرة علمية له (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ) ، [١٦] وكثرة السؤال بما لا يفيد مكروه، لِما ورد في الحديث الصحيح: (وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ). [١٧] الدعاء للتوسعة في الدنيا وإغفال الدعاء للصلاح في الآخرة (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) ، [١٨] فالدعاء الذي أمر به الأنبياء فيه جمع بين صلاح الدنيا وصلاح الآخرة. [١٩] أخذ الوصي للعِوض من مال اليتيم رغم عدم الحاجة (يسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) ، [٢٠] أي الأفضل لك أيها الوصي التنزه عن الاستفادة من مال اليتيم، فقم بكفالته من غير الطمع بأجرة دنيوية، فذلك خير لك وأعظم أجرًا.
( الأَحْكَامُ التَّكْلِيفِيةُ خَمْسَةٌ) وسبب حصر الأحكام التكليفية في خمسة أحكام. ♦ أن الخطاب الشرعي إما أن يكون طلبًا أو تخييرًا. ♦ فإن كان طلبًا فهذا يشمل طلبَ الفعلِ، وطلبَ التركِ. وطلبُ الفعل: قد يكون جازمًا وغيرَ جازم، فالجازمُ هو الواجب، وغيرُ الجازم هو المندوب. وطلبُ الترك: قد يكون جازمًا وغير جازم، فالجازمُ هو المحرَّم، وغيرُ الجازم هو المكروه. ♦ أما إن كان الخطاب الشرعي تخييرًا لا طلب فيه، فهذا هو المباح [1]. 1- (الوُجُوبُ): الوجوب: لُغَةً: السقوط، والوقوع، ومنه وجب البيع؛ أي: وقع، ووجب الميت؛ أي: سقَط [2] ، ومنه قول الله تعالى: ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾ [الحج: 36] ؛ أي: سقطت ووجَبت [3]. والواجب اصطلاحًا: هو ما أمر الشارع بفعله على سبيل الحتم والإلزام، بحيث يثاب فاعله امتثالًا، ويستحق تاركه العقاب [4]. فقولنا: (ما أمر الشارع بفعله): خرج به الحرام، والمكروه، والمباح؛ أما الحرام والمكروه فقد نهى الشارع عن فعلهما، وأما المباحُ فلم يأمر الشارعُ بفعله. وقولنا: (على سبيل الحتم والإلزام): خرج به المستحب، فإنه مأمورٌ به ليس على سبيل الحتم والإلزام. وقولنا: (بحيث يثاب فاعله امتثالًا): أي: يفعله على وجه الطاعة والقُرْبة، خرج به ما فُعل على سبيل العادة، فلو صلى أو صام غيرَ ممتثلٍ، فلا يثاب على فعله، ومن نوى التبرُّد فغسلَ أعضاءَ الوضوء لا يُعدُّ متوضِّئًا.