[٣] حكم إبرار القسم عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (أمرنا رسول الله بسبعٍ ونهانا عن سبعٍ؛ أمرنا بإتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس)، [٤] وذ هب جمهور الفقهاء إلى أنَّ حكم إبرار القسم أي إمضاءه للحالف، كإجابة دعوته، فهو مُستحبٌ. 39- باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله. [٥] ودليل أن أبا بكر -رضي الله عنه- حلف على النبي -صلى الله عليه وسلم-، بأن يُخبره ما هو الخطأ في تعبير رؤيا كان قد عبَّرها، فلم يخبره، إلا أن بعض الحنابلة قالوا بوجوب إبرار القسم، وما كان من امتناع النبي -صلى الله عليه وسلم- هو لدفع ضرر أكبر من إبرار القسم. [٥] أمثلة على إبرار القسم ويمكن تفسير إبرار القسم عن طريق أمثلة نذكرها فيما يأتي: [٦] إذا دعى شخصٌ شخصاً آخر إلى مائدة طعام وأقسم عليه، فعليه أن يبر القسم ويلبي الدعوة ما لم يحصل بها ضرر. إذا دعى شخصٌ شخصاً آخر إلى مناسبة معينة، وأقسم عليه فعليه أن يلبِّي الدعوة، ويبر بالقسم ما لم يكن هنالك ضرر من تفويت مصلحة، أو حصول منكر. إذا دعى شخصٌ شخصاً آخر إلى دخول منزله وأقسم عليه، فعليه أن يبر بقسم أخيه، ويدخل المنزل ما لم يكن هنالك إثمٌ أو منكر أو ضرر في ذلك.
ذات صلة من حلف بغير الله ما حكم من حلف بالله ثم اخلف حديث (من حلف بالله فصدقوه) انتشر بين الناس عبارة: (من حلف بالله فصدِّقوه) على أنها حديث؛ لكنَّ ذلك لا يصحَّ، وإنما يغني عنه حديث آخر، عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- قال: سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يحلف بأبيه فقال: (لا تحلفوا بآبائكم، من حَلَف بالله فلْيصدُق، ومن حُلِفَ له بالله فليرضَ، من لم يرضَ بالله فليس من الله). ، [١] وهذا الحديث صحيح، له نفس معنى الحديث الذي ينتشر بين الناس. شرح حديث (من حلف بالله فصدقوه) أمَّا عن معنى هذا الحديث، فهو يُغني عنه ما جاء في الحديث الصحيح: (لا تحلفوا بآبائكم، من حَلَف بالله فلْيصدُق، ومن حُلِفَ له بالله فليرضَ، من لم يرضَ بالله فليس من الله)، [١] أي أنه لا يجوز الحلف بغير الله -تعالى-، ولا بأيٍ من مخلوقاته، ومن كان حالفاً فليحلف بالله وليكن صادقاً فيما يحلف؛ فاليمين الغموس هي التي يحلف صاحبها بالله كذباً، وسُمِّي غموساً لأنه يغمس صاحبه في النار. [٢] وكذلك من حُلف له بالله -تعالى- فليُصدِّق الحالف؛ لأنه حلف بعظيم، وهو الله -تعالى-، وهذا غالبٌ على الناس ألا يكذبوا على الله -تعالى-، وقد هذا يكون خاصٌّ بأهل التقوى والإيمان منهم، أمَّا المقصود هنا الذين إذا استخفُّوا بالإيمان، واستسهلوا الكذب مع الحلف بالله، فهؤلاء لا يلزم تصديقهم؛ لأنهم مُتهمون في تقواهم لله.
من حلف له بالله فليرض " فليجعل توحيده وتعظيمه لله -جل وعلا- له وكذب ذاك في الحلف بالله عليه. وقالت طائفة من أهل العلم، وهذا هو الثالث، إن هذا راجع إلى من عرف صدقه في اليمين، أما من كان فاجرا فاسقا لا يبالي إذا حلف، أن يحلف كاذبا، فإنه لا يجب تصديقه؛ لأن تصديقه، والحالة هذه مع قيام اليقين، أو القرائن العامة بكذبه، ليس بداخل في الحديث لقوله في أول الحديث: " من حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض " فتعلق قوله: " من حلف له بالله " بما قبلها، وهو قوله: " من حلف بالله فليصدق " فتعلق " من حلف له بالله فليرض " يعني: فيمن كان صادقا، ومن لم يرض بالحلف، من لم يرض باليمين بالله فليس من الله، فيدل على أن فعله من الكبائر؛ لأن قوله: "ليس من الله" هذا ملحق لفعله بالكبائر. وهذا الباب فيه نوع تردد عند الشراح، والظاهر في المراد منه أن الإمام المصنف -رحمه الله- ذكره تعظيما لله -جل وعلا- وقد ذكر في الباب قبله: من حلف بغير الله، وأن حكمه أنه مشرك فهذا فيه أن الحلف بالله يجب تعظيمه، وألا يحلف المرء بالله إلا صادقا، وألا يحلف بآبائه، وألا يحلف بغير الله، ومن حلف له بالله فواجب عليه الرضا تعظيما لاسم الله، وتعظيما لحق الله -جل وعلا- حتى لا يقع في قلبه استهانة باسم الله الأعظم، وعدم اكتراث به، أو بالكلام المؤكد به.
قرأ رسول الله عليه الصلاة والسلام هذه السورة يوم الفتح على راحلته فرجّع فيها؛ عن عبد الله بن مغفل قال: رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ علَى ناقَتِهِ، وهو يَقْرَأُ سُورَةَ الفَتْحِ يُرَجِّعُ. وقالَ: لَوْلا أنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ حَوْلِي لَرَجَّعْتُ كما رَجَّعَ [المصدر: صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح]. نزلت على الصحابة رضوان الله عليهم عند رجوعهم من الحديبة وقد كان الحزن والكآبة يُخالطهم، إذ كان الهدي قد نحر، فكانت بمنزلة المواساة لقلوبهم. قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام عندما نزل قوله تعالى: "إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا" إلى قوله تعالى: "فوزًا عظيمًا" بأنّه قد أُنزل عليه آية أحب إليه من الدنيا جميعًا. فوائد سورة الفتح - موسوعة. فضحت هذه السورة المنافقين ورضي الله فيها عن المؤمنين الذين بايعوا رسول الله عليه الصلاة والسلام تحت الشجرة. محاور سورة الفتح تضمنت سورة الفتح مجموعة من المقاصد والمواضيع التي تعالج عددًا من القضايا، وفيما يلي ذكر لأبرزها [٦]: وعد الله عزّ وجلّ نبيّه محمّدًا عليه الصلاة والسلام والمؤمنين في هذه السورة بالفتح المبين والغفران وإنزال السكينة عليهم ووعدهم بالجنان والنصر، مما يشير إلى عظم منزلة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عند ربه، إذ وعده بفتح آخر يتلوه فتح هو أعظم منه، وبشره بفتح مكة.
تحدّثت السورة عن رضوان الله تعالى عن المؤمنين، وبيان ما أعده لهم من المغفرة والأجر العظيم. خُتمت هذه السورة بذكر صفات المؤمنين والثناء عليهم لطاعتهم للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إذ بايعوا الرسول ونصروه وأيَّدوه، وقد وصفهم الله بقوله: { أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]. معلومات لا تصح عن سورة الفتح تنتشر العديد من الأقوال التي تشيد بفضل سورة الفتح مما لا يُعلَمُ له أصل في السنة، وعليه لا يُشرع تقييد قراءة السورة المذكورة بوقت معين أو في صلاة مخصصة، إذ إن ذلك كله من البدع التي عرفها الشاطبي رحمه الله بقوله: التزام كيفية وهيئة معينة، إذ لا يوجد لهذا التعيين أصل في الشريعة، ومن هذه الأقوال [٧]: من قرأ سورة الفتح في أول ليلة من ليالي شهر رمضان في صلاة النافلة حُفظ عامه ذلك. خواص سورة الفتح - حياتكِ. من قرأ سورة الفتح عند رؤية هلال شهر رمضان في أول ليلة وسع الله عليه رزقه في ذلك العام حتى آخره، وتقرأ بصلاة ركعتين إذ تقرأ الفاتحة ونصف سورة الفتح في الركعة الأولى، ثم في الركعة الثانية الفاتحة وما تبقى من سورة الفتح. من داوم على قراءة سورة الفتح يوميًّا بايع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في رؤياه، ونال الثواب والرضوان وحشره الله تعالى مع أهل البيعة، وفتح عليه من أجمع خيري الدنيا والآخرة.
4- تعديد صفات صحابة رضوان الله عليهم، وأنهم يغيرون على دينهم، وأشداء على الكفار، ولكن فيما بينهم رحماء؛ يجمعهم سماحة الإسلام، فكان الصحابة رضوان الله عليهم مثالًا يُحتذى به في التضحية لأجل الدين الإسلامي، ولأجل النبي -صلى الله عليه وسلم-. 5- تحدثت السورة أيضًا على طبيعة الإنسان التي تحكمها التغييرات والتقلبان، فالنبي أُرسِل في قومٍ يعبدون الأصنام، ويعتقدون أنها تضرهم وتنفعهم؛ ولكن بعد رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوته لهم؛ خرجوا من الكفر الذي كانوا فيه إلى نور الإسلام الذي يُنجيهم من عذاب الله عز وجل، وكذلك من أسلم منهم هل قدم التضحية لأجل الإسلام، أم خاف من القتل؟ 6- بينت السورة أصحاب الأعذار الذي يُباح لهم التخلف عن القتال، ومن تخلَّف لغير تلك الأعذار؛ يُعد من المنافقين الذي يُظهرون الإسلام، ويُبطنون الكفر. 7- أن الله عز وجل قد صدق رسول المختار؛ فقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه أن الله عز وجل قد وفقه للدخول إلى البيت الحرام هو ومن معه من المؤمنين محلقين ومقصرين رؤوسهم، وبالفعل قد أراد الله عز وجل ذلك للنبي ومن معه من المؤمنين.
آخر تحديث: أكتوبر 19, 2021 فضل سورة الفتح للزواج فضل سورة الفتح للزواج، جاء القرآن بكل ما هو يخدم البشرية في جميع نواحيها ومطالبها، وتتعدد السور والآيات التي عن طريقها قد تسهل أمر محدد مثل الزواج. أو التعجيل بالزواج أو فك مشكلة تأخر الزواج سواء للشباب أو الفتيات. ونتحدث في هذا الموضوع عن فضل سورة الفتح للزواج وما هي فضائل سورة الفتح الأخرى. ما هي سورة الفتح؟ سورة الفتح من السور المدنية التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد حدث صلح الحديبية في السادس من الهجرة. وجاءت سورة الفتح بالترتيب الثامن والأربعون من المصحف الشريف، وعدد آياتها تسعة وعشرون آية. وتقع سورة الفتح في الجزء السادس والعشرين من المصحف الشريف. وبداية السورة ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) ولذلك سميت بهذه التسمية، وجاء نزولها مباشرة بعد سورة الجمعة. وجاء موضوع سورة الفتح بعد أن استقرت الدعوة الإسلامية وجاءت الطمأنينة إلى نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاءت خطواته بناء على وحي من الله تعالى، وجاءت سورة الفتح مبشرة للمسلمين بالمغفرة والثواب وان الله في عونهم في كل وقت وحين. وجاءت السورة ببعض الأوامر والتي تخص البيعة وربط قلوب المسلمين بربهم برباط مقدس والذي يستمر معهم حتى الموت.
[١] خواص سورة الفتح نزلت السورة الكريمة بشرى للرسول وللمؤمنين بوعد من الله بأن يمّن عليهم بفتح مكة، ولهذا فإن لها مكانة خاصة عند الرسول، وفيما يأتي سنورد خواصها كالآتي: [٢] بينت السورة صدق رؤيا رسول الله عليه الصلاة والسلام، إذ تحقق رؤيته بأمر الله، فدخل المسجد الحرام آمنًا هو ومن معه من المسلمين محلقين رؤوسهم. منَّ الله تعالى على المؤمنين بالسكينة والطمأنينية والسلام كما وضحت الآيات في سورة الفتح، أما فيما يخص المنافقين والمشركين فقد أعد الله لهم عذابًا وغضبًا ومصيرهم جهنم لضلالهم وحيادهم عن الطريق الصواب وإعراضهم عن رسالة الإسلام. بينت سورة الفتح صفات الرسول والمؤمنين الأتقياء الذين صدقوه، فهم رحماء ببعضهم البعض يتعاونون على الخير ونصرة الدين، أما على الكافرين فهم أشداء يغضبون الله تعالى ورسوله ودينه، كما أنهم يؤدون العبادات تقربًا له، فيكثرون من الركوع والسجود حتى تظهر علامات ذلك على وجوههم، فوعدهم الله بنيل الصالحات والثواب العظيم.