وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بدايةً بارك الله لك السائل الكريم في علمك وزادك همةً في ذلك، ورزقك الدرجات العلى، الإمام مالك بن أنس ليس ابن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه [١] ، على الرغم بأن والد الإمام مالك اسمه أنس، إلا أنهما شخصان مختلفان لا صلة وقرابة بينهما في النسب ، ونسب كل منهما كما يأتي: الصحابي الجليل: أَنس بن مالك بن النَّضر بن ضمضم -رضي الله عنه-. الإمام مالك: هو مالك بن أَنس بن مالك بن أَبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان -رحمه الله-. وقد كانت ولادة الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- في العام الثالث والتسعين من هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد ولد في نفس العام الذي مات فيه الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه-. وتوفي الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- في عام مئة وتسعة وسبعين من الهجرة [٢] ، وكان مما ورد في وصفه بياض وجهه، أمّا منهجه في طلب العلم؛ فقيل عنه إنّه من أشد المحدّثين انتقاداً للرواة. وفيما يأتي بعض أقوال أهل العلم فيما برع به الإمام مالك من العلوم: في صحة حديثه قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: "كانَ إِذَا شَكَّ في حَدِيثٍ طَرَحَهُ كُلَّه". في فقهه تناقل العلماء قول الإمام مالك بن أنس -رحمه الله-: "مَا أَحَدٌ مِمَّنْ تَعَلَّمْتُ مِنهُ الْعِلْمَ إِلاََّ صَارَ إِليَّ حَتىَّ سَأَلَني عَن أَمْرِ دينِه".
أَنس بن مالك بن النَضر الأنصاري الخَزرجي النجاري، قد شَرفه اللَّه تعالى بخدمة النبي مُحمد صلى اللَّه عليه و سلم عَشر سنين، و عَاش ما يَزيد عن ثمانين عام بعد وفاة النبي عليه الصلاة و السلام، أَمضاها كلها مُعلماً و مُجاهداً. رَوى أَنس رضي اللَّه عنه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والأخبار والآثار. عائلته هيأ اللَّه تعالى لأنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه، في نَشأته البيئة الصالحة، فهو ينتمي إالى بنو النجار، خير أُسر الأنصار. ففي صَحيح مُسلم عن أَنس بن مالك عن أبي أسيد قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم: "خَير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرح، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير". معنى (خير دور الأنصار): أي خير قبائلهم. أُمه، أم سُلَيم، و يُقال لها الغميصاء، فقد رَوى مُسلم في صحيحه عن أنس أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "دَخلت الجنة فَسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك". كانت رضى اللَّه عنها مثالاً للزوجة الصالحة و المرأه الصابرة، فضلاً عن خُروجها مع النبي عليه الصلاة و السلام للجهاد في سبيل اللَّه ، مما يدل على شدة إيمانها و حَماسها للإسلام.
ترجمة الأمام مالك (93 هـ - 179 هـ) هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث ينتهي نسبه إلى يعرب بن يشجب بن قحطان الأصبحي نسبة لذي أصبح بفتح الهمزة وسكون الصاد المهملة وفتح الباء واسمه الحارث بن عوف من ولد يعرب فهو من بيوت الملوك لأن القاعدة عند العرب إذا جاءوا في النسب ب (ذي) يكون من ذلك. جده الأدنى مالك بن أبي عامر من كبار التابعين وعلمائهم، يروي عن عمر وعثمان وطلحة وعائشة وأبي هريرة وحسان وغيرهم رضي الله تعالى عنهم، وهو من الأربعة الذين حملوا عثمان رضي الله تعالى عنه ليلا إلى قبره وغسلوه ودفنوه، واختلف في جده الأعلى أبى عامر، فقال القاضي عياض أنه صحابي جليل، وقال غيره: أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه. وقد سمع من عثمان بن عفان فهو تابعي مخضرم. قال الحافظ الذهبي: (لم أر أحدا ذكره في الصحابة)، وأما الإمام مالك رضي الله تعالى عنه فهو عالم المدينة وإمام دار الهجرة، وأوحد الأئمة الأعلام، وصدر صدور الإسلام، وأكمل العقلاء وأعقل الفضلاء، قد ورث حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ونشر في أنته الأحكام والفصول. أخد العلم عن تسعمائة 900 شيخ فأكثر، وما أفتى حتى شهد له سبعون إماما أنه أهل لذلك، وكتب بيده مائة ألف 100, 000 حديث، وجلس للدرس وهو ابن سبعة عشر عاما، وصارت حلقته أكبر من حلقات مشايخه في حياتهم.
وفاة الامام مالك بن أنس قال بكر بن سليم الصواف: دخلنا على مالك في العشية التي قبض فيها فقلنا كيف تجدك؟ قال: لا أدري ما أقول لكم إلا أنكم ستعاينون غدا من عفو الله ما لم يكن في حساب. قال: ثم ما برحنا حتى أغمضناه رحمه الله تعالى. رواه الخطيب وقيل انه تشهد ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد. وقد بلغت تركة الامام مالك رضي الله عنه ثلاثة آلاف دينار وثلاثمائة دينار 3300. وكانت وفاة المام مالك بن أنس سنة 179 هـ
والرواة عنه فيهم كثرة جدا بحيث لا يعرف لأحد من الأئمة رواة كرواته، وقد ألف الخطيب كتابا في الرواة عنه. وسئل رضي الله عن معنى قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) فعرق وأطرق وصار ينكت بعود في يده ثم رفع رأسه وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة. وأمر بالسائل فأخرج.. كذا في طبقات الشعراني. أقوال كبار العلماء في الامام مالك بن أنس قد أثنى عليه كثير من الأئمة، قال الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه: إذا جاء الأثر فمالك النجم، وإذا ذنر العلماء فمالك النجم الثاقب، ولم يبلغ أحد مبلغ مالك في العلم لحفظه وإتقانه وصيانته، وما أحد أمن علي في علم الله من مالك وجعلت مالكا حجة بيني وبين الله تعالى. وقال سفيان بن عيينة: رحم الله مالكا ما كان أشد انتقاده للرجال، وكان لا يبلغ من الحديث إلا ما كان صحيحا، ولا يحدث إلا عن ثقاة الناس. وقال عبد الرحمن بن مهدي: ما بقى على وجه الأرض أمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك بن أنس، ولا أقدم عليه في صحة الحديث أحدا، وما رأيت أعقل منه. وقال يحيى ابن سعيد القطان ويحيى ابن معين: مالك أمير المؤمنين في الحديث.
٨٥/ ٥٥٦ - "عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قال أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، يَا رَسُولَ الله مَالَكَ أَفْصَحُنَا لسانًا وَأَبْيَنُنَا بَيَانًا؟ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ الْعَرَبِيَةَ انْدَرَسَت فَجَاءَنِى بِهَا جِبْرِيلُ غَضَّةً طَرِيَّةً كمَا شَقَّ عَلَى لِسَانِ إِسْمَاعِيلَ". كر، وسنده واه (١). ٨٥/ ٥٥٧ - "عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أَعِنْ أَخاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظلُومًا، قُلتُ يَا رَسُولَ الله أُعِينُهُ مَظلُومًا فَكَيْفَ أُعِينُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: تَرُدُّهُ إِلَى الْحَقِّ فَذَلِكَ عَوْنٌ لَهُ". كر (٢). ٨٥/ ٥٥٨ - "عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ سُئِلَ مَا الْوَاصِلَةُ وَالمُسْتَوْصِلَةُ؟ قَالَ: هِىَ الَّتِى تَزْنِى في شَبَابِهَا ثُمَّ تَصِلُهَا بِالْقِيَادَةِ إِذَا كَبِرتْ". كر (٣). ٨٥/ ٥٥٩ - "عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَعَثَنِى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في حَاجَةٍ فَمَرَرْتُ بِصِبْيَانٍ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَبَطأَنِى خَرَجَ فَمَر بِالصِّبيانِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ". (١) إبراهيم بن هدية: ترجم له ابن عدى في الضعفاء، ج ١ ص ٢١١ فقال: إبراهيم بن هدية الفارسى، أبو هدية الفارسى كان بالبصرة ثم وافى بغداد، وحدث عن أنس وغيره بالبواطيل.. ابن هدية لم يقدحه إلا يحيى بن معين وقال: لا بأس ثقة، انظر تاريخ بغداد ٦/ ٢٠٠ ولسان الميزان ١/ ١١٩، وميزان الاعتدال، ج ١ ص ٧١ رقم ٢٤٢.
تاريخ الكتابة: مارس 11, 2021 قصة حياة الإمام المهدي المنتظر قصة حياة الإمام المهدي المنتظر، هي من أكثر المواضيع التي يبحث عنها العديد من الأشخاص المهتمين بموضوع ظهور الإمام المهدي، حيث أن أغلب المسلمين حول العالم ينتظرون خروجه بفارغ الصبر لأنه يعتبر القائد المخلص لهم مما يعيشونه من ضعف وتفرّق، لذلك سنوضح لكم في هذا المقال أهم المعلومات عن قصة حياته. هوية الإمام المهدي المنتظر قبل أن نتوسع في شرح قصة حياة الإمام المهدي المنتظر فلا بد لنا في البداية من أن نعرفكم على اسمه ونسبه وكافة المعلومات عن هويته، فهو محمد بن الحسن العسكري بن علي بن محمد بن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. ولقبه كما قلنا الإمام المهدي المنتظر، بينما يكنّى بأبي القاسم، وأبوه الإمام الحسن العسكري، وأمه تدعى نرجس والتي يقال إنها من نسل شمعون الرسول وهو من أقرباء سيدنا عيسى عليه السلام. ولد في الخامس عشر من شهر شعبان في السنة 255 للهجرة، ويعتبر بأنه الإمام الحي الغائب أو المغيّب لحكمة أرادها الله تعالى، حيث كانت غيبته الصغرى في سنة 260 للهجرة، بينما كانت غيبته الكبرى في سنة 329 للهجرة.
وكانت سن الإمام المهدي عليه السلام خمس سنوات. ولم يكن يظهر إلاّ للخاصّة المقربين من أنصار أبيه، وذلك حرصاً على حياته، لأنّ العباسيين كانوا جادين في البحث عنه بتحريض من عمه جعفر الكذّاب، رغم إعلانهم بأن الإمام العسكري عليه السلام، توفي دون أن يترك ذرية. وكانوا يدركون مقدار كذبتهم، ويأملون بالعثور عليه والتخلص منه؛ كي يخلو الجو إلى صنيعتهم عمه جعفرٍ. وقف جعفر يتلقى التعزية بأخيه الإمام (ع)، وحين همّ بالصلاة عليه وتهيأ للتكبير.. ظهر غلام أسمر اللون، وتقدم منه قائلاً: «تأخّر يا عم، أنا أحق منك بالصلاة على أبي». بهت جعفر واصفرّ لونه، لكنّه لم يملك إلاّ أن يتنحّى مفسحاً المكان لابن أخيه، الذي صلّى على أبيه، ثم خرج من المكان دون أن يستطيع أحد الإمساك به. وأسقط في يد جعفر، هذا المنحرف الذي ترك خطّ آبائه واختار طريق المنكر والسوء، وصدقت فيه كلمة أبيه الإمام الهادي عليه السلام إذ قال: «تجنبوا ولدي جعفراً، فإنّه مني بمنزلة ابن نوح، الذي قال الله فيه: {يا نوح إنّه ليس من أهلك، إنّه عمل غير صالح}. قلنا إنّ المهدي عليه السلام كان لا يظهر إلاّ للمقربين، وقد غاب عن أنظار الناس غيبتين: الغيبة الصغرى وامتدت تسعاً وستين سنة، كان يتّصل خلافها بوكلائه الخاصين الأمناء، وكانوا هم واسطة الاتصال بينه وبين الناس، يتلقون تعليماته وإرشاداته بواسطة الرسائل التي كانوا يحملونها إليه من كافة الأقطار، ويأخذون منه أجوبتها لأصحابها.
والشعر القطط هو الشعر المجعد، وتفليج الاسنان تباعد بعضها عن بعض نسبياً، وهي صفة لأسنان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما ذكر المؤرخون. هذا وقد اجتمع إلى أبيه الإمام الحسن العسكري عليه السلام من أصحابه الثقات طائفة، وفي مجلسه أربعون رجلاً جاؤوا ليسألوه عن الإمام المهدي عليه السلام، فأخرجه إليهم، قالوا: (فإذا غلام كأنه قطعة قمر، أشبه الناس بأبي محمد). يعنون بذلك أباه الإمام الحسن العسكري عليه السلام. وسأل احمد بن اسحق، وأمره بالوثاقة معروف، الإمام الحسن العسكري عليه السلام قائلاً: (... فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (الإمام الحسن العسكري) مسرعاً فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام، كأن وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء ثلاث سنين... وفي سؤال يعقوب بن منقوش للامام الحسن العسكري عليه السلام: (يا سيدي: من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر!! فرفعته، فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، ابيض الوجه، دري المقتلين، شتن الكفين، معطوف الركبتين، في خده الأيمن خال، وفي راسه ذؤابة... والمراد _والله العالم_ بدري المقلتين: أنهما يتلألآن. وشتن الكفين: أنهما قويان شديدان مفتولان. ومعطوف الركبتين: كناية عن عظم الركبتين وتقدمهما.
مجموعة من المعلومات المهمة بشأن الإمام المنتظر الموعود التي يجب على المؤمنين معرفتها والتسلح بها لأجل عدم الإنجراف في التيارات الفكرية الشاذة التي تعصف في انحاء العالم الان، ومن هذه التفاصيل: 1- عمر الإمام المهدي عليه السلام عند شهادة أبيه العسكري (5) سنوات. 2- ابتداء الغيبة الكبرى كان سنة(329) هـ ويصادف 941م. 3- ولادة الإمام المهدي عليه السلام كانت في 15 شعبان سنة (255) هـ 4- عدد الآيات النازلة في شأن الإمام المهدي عليه السلام هي (132) آية. 5- أكثر من(128) من علماء السنة يتفقون مع الشيعة على ولادة المهدي عليه السلام سنة(255) هـ. 6- النواب الأربعة مدفونون في بغداد. 7- عدد وكلاء الإمام عليه السلام في عصر الغيبة الصغرى عشرون ونيّف وكيلاً. 8- أول السفراء الأربعة هو(عثمان بن سعيد العمري) كان وكيلاً للإمام الهادي والعسكري عليهما السلام. 9 _ محمد بن عثمان العمري تسلّم النيابة الثانية بعد وفاة أبيه عثمان بن سعيد. 10 _ الحسين بن روح النوبختي هو النائب الثالث وكان (ايراني الأصل). 11 _ الحسين بن روح تسلّم النيابة لفترة (21) عاماً. 21_أن محمد بن عثمان تشرف بالنيابة لفترة (40) عاماً تقريباً. 12 _ النائب الرابع هو علي بن محمد السمري تشرف بالنيابة لفترة (3) سنوات.
وكان الإمام جعفر الصادق عليه السلام قد أوضح صفة الإمام في عمره، فقال: (لو قد قام القائم لأنكره الناس، لأنه يرجع إليهم شاباً موفقاً). وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام يتحدث فيها عن محنة الناس، وهم يفجأون بشبابية الإمام، قال: (وإن أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شاباً، وهم يحسبونه شيخاً كبيراً). ومن الاحاديث ما يفصل في الشكل والصفة، فمما روي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام عن أبيه عن جده، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو على المنبر: (يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان: أبيض اللون، مشرب بحمرة، مبدح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان، شامة على لون جلده، وشامة على شبه شامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم). وفي رواية حمران بن أعين في صفة القائم، أن الإمام الباقر عليه السلام قال: (ذاك المشرب حمرة، الغائر العينين، المشرف الحاجبين، العريض ما بين المنكبين، برأسه حزاز، وبوجهه أثر، رحم الله موسى). هذه هي ملامح الإمام المنتظر في الروايات والأحاديث قبل أن يولد، وهي تتحدث عن صفته عند الظهور المبارك، أما ملامحه بعد ولادته مشاهدة من قبل أولياء الله المؤتمنين ممن عاصر أباه الإمام الحسن العسكري، وممن شاهده عياناً، وعمن واكب أحداث الغيبة الصغرى، فتتحدث عن ذلك روايات أخرى، فيها غناء عن التكهن في ملامحه، فلدى صلاة الإمام المنتظر على جثمان أبيه، جاءت الصفة عنه كالآتي: (فخرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج).
وهذه الاحاديث متضافرة في بيان صفة وجهه الكريم، فهو كوكب دري يضيء، وهو أجلى الجبهة والجبين، قد انحسر الشعر عن جانبي جبهته، وهو طويل الانف دقيق العرنين. وهناك احاديث اخرى تحدثت عن الشكل العام الذي عليه الإمام المنتظر عليه السلام، أبرزها ما رواه حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (المهدي رجل من ولدي، وجهه كالقمر الدري، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي). وقد ورد في صفة المهدي عليه السلام: أن لونه لون النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أبيض مشرب بحمرة، وجسمه كأجسام أبناء يعقوب عليه السلام، وقد كان بنو ابراهيم معروفين بكمال الاجسام وجمال الوجوه، ومعناه أن صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصفات ابراهيم عليه السلام: ظاهرة في المهدي عليه السلام. وكان الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام قد تحدث عن نموذج آخر حول منظر الإمام عليه السلام وهيئته في السن والشكل بما رواه أبو الصلت الهروي، قال: قلت للرضا عليه السلام: (ما علامات القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامته أن يكون شيخ السن، شاب المنظر، حتى أن الناظر إاليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتي أجله).