الله الملك القدوس السلام - YouTube
الحمد لله الملك القدوس السلام، والصلاة والسلام على سيد الأنام، ومسك الختام، نبينا محمد وعلى آله وصحبه على الدوام.
قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى: " {الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} أي: المُقدَّس السالم من كل عيب وآفة ونقص، المُعَظَّم المُمَجَّد، لأن الْقُدُّوس يدل على التنزيه عن كل نقص، والتعظيم لله سبحانه في أوصافه وجلاله. " قال الله تعالى: { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر:23]. قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: "( الْقُدُّوس) قال وهب بن منبه رحمه الله تعالى: أي الطاهر. وقال مجاهد ، وقتادة رحمهم الله تعالى: أي المبارك: وقال ابن جريج رحمه الله تعالى: تقدسه الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام" انتهى بتصرف من ( تفسير ابن كثير). وقال الإمام السعدي رحمه الله تعالى: " { الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} أي: المُقدَّس السالم من كل عيب وآفة ونقص، المُعَظَّم المُمَجَّد، لأن الْقُدُّوس يدل على التنزيه عن كل نقص، والتعظيم لله سبحانه في أوصافه وجلاله. " انتهى من (تفسير السعدي). إن معرفة اسم الله الْقُدُّوس يترتب عليها الإيمان بكمال الله ملك الملوك والرضا بما قدره الله العليم الحكيم وتوطين محبة الله سبحانه في قلب المسلم وتعظيم الله تعالى والحرص على ذكر الله سبحانه في كل وقت وحين والمثابرة على تعليم المسلمين هذه المعاني الجليلة.
- القارئ: لا نقصَ في شيءٍ منها بوجهٍ مِن الوجوهِ، ومِن حسنِها أنَّ اللهَ يحبُّها، ويحبُّ مَن يحبُّها، ويحبُّ مِن عبادِهِ أنْ يدعوهُ ويسألُوهُ بها. ومِن كمالِهِ، وأنَّ لهُ الأسماءَ الحُسنى والصِّفاتِ العليا، أنَّ جميعَ مَن في السَّمواتِ والأرضِ مفتقرونَ إليهِ على الدَّوامِ، يسبِّحونَ بحمدِهِ، ويسألونَهُ حوائجَهم، فيعطيهم مِن فضلِهِ وكرمِهِ ما تقتضيهِ رحمتُهُ وحكمتُهُ، {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الَّذي لا يريدُ شيئًا إلَّا ويكونُ، ولا يكونُ شيئًا إلَّا لحكمةٍ ومصلحةٍ. تمَّ تفسيرُ سورةِ الحشرِ، والحمدُ للهِ وحدَهُ. انتهى - الشيخ: أحسنْتَ
وهو عز وجل المقدس في ذاته، المتصف بكل أنواع الكمال، وهو جل شأنه المستحق للتقديس والعظمة والجلال، هو القدوس الذي تقدست عن الحاجات ذاته، المفتقر إليه كل ما عداه، فالمعدوم مفتقر وجوده إليه، والموجود مفتقر في شؤونه إليه، وهو القدوس الذي تنزهت عن الآفات صفاته، وتقدس عن مكان يحويه، وعن زمان يبليه، فهو رب المكان وخالقه، وهو رب الزمان وموجده. هو قدوس في ذاته، لكنه يقدس عباده الطائعين، ومن جميل كلام العلماء قول بعضهم: القدوس من طهر نفوس العابدين بإبعادهم عن دنس المخالفات واتباع الشهوات، وطهر قلوب الزاهدين من حب الدنيا وطهر قلوب العارفين مما سواه. وهو سبحانه يقدس من شاء من خلقه وفق مراده وحكمه، وفي هذا يروي البيهقي عن بريدة رضي الله عنه قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة، قال: مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام؛ فمر بها رجل على فرس فأصابها فرمى به، فجعلت أنظر إليها وهي تعيده في مكتلها، وهي تقول: ويل لك يوم يضع الملك كرسيه، فيأخذ للمظلوم من الظالم، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال: كيف تقدس أمة لا تأخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع، وفي رواية قال بريدة: كيف يقدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من قويها.