تهذيب مدارج السالكين. وكان من دعاء النبى: ( اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء) تخريج كتاب السنة 426. قال الألبانى صحيح. قـال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله: « الرضا نظر القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد، وهو ترك التسخط ».. وقال المحاسبي رحمه الله: « الرضا سكون القلب تحت مجاري الأحكام ». الرسالة القشيرية ص89. روي عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه أنه قـال: « يا ابن ادم لا تفرح بالغنى ولا تقنط بالفقر، ولا تحزن بالبلاء ولا تفرح بالرخاء ، واعلم أن أن الذهب يجرب بالنار وان العبد الصالح يجرب بالبلاء، وانك لن تنال ما تريد الا بترك ما تشتهي، ولن تبلغ الذى تحب إلا بالصبر على ما تكره، وابذل جهدك لرعاية ما افترض عليك وارض بما ارادك الله له ». فالمؤمن راض بما قدره الله له لا يحب تعجيل شئ أخره الله ولا تأخير شئ عجله الله. عن أبى هريرة قال: قال رسول الله: ( اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس). السلسلة الصحيحة 930 وفي صحيح الجامع 100. ارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس ، أد ما افترضه الله تعالى عليك تكن من أعبد الناس ، إجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس... الورع أساسه ترك.. ترك ابتغاء مرضاة الله.. ترك يجلب الخير والعوض.. وعلماء الأمة هم الذين قالوا: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه... سأل الحسن غلاماً له: يا غلام!!
ارض بما قسم الله لك الدكتور حسان شمسي باشا يقول علماء النفس إن كثيرا من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله ، فالصورة التي كنا نتخيلها قبل الإنجاز كانت أبهى من الواقع. وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم. ومن هنا كان الدعاء المأثور " اللهم عرفنا نعمك بدوامها لا بزوالها ". وقد خلق الإنسان.. وخلق معه القلق.. أو خلق القلق ثم خلق له الإنسان ليكابده. وهناك نوعان من القلق: القلق الطبيعي والقلق المرضي. والقلق الطبيعي هو الذي يمكن أن نطلق عليه القلق الصحي ، أو القلق الذي لا حياة بدونه ، أو الذي لا معنى للحياة بدونه. وإذا اختفى أصبح الإنسان مريضا متبلد الوجدان. وهموم الحياة كثيرة: هموم العمل والمنزل ، مرض الآباء أو الأبناء ، ديون متراكمة أو خلافات عائلية، امتحانات أو مقابلات. وكلها حالات تبعث في النفس القلق ، وقد تجعلنا نفقد شهيتنا للطعام ، أو ربما نفقد السيطرة على أعصابنا لأتفه الأسباب. وقد نحرم لذة النوم الهانئ ، نتعذب بالانتظار والحيرة ، ونذوق مرارة الحياة.
• وقال أبو عثمان الحيري: "منذ أربعين سنة، ما أقامني الله في حال فكرهته، وما نقلني إلى غيره فسخطته". وهذا الفهم السليم للرضا هو الذي يهون المصاب، ويخفف وطأة الرُّزء، ويضعف سَوْرة الخطب. قال علقمة في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11] قال: هي المصيبة تصيب الرجل، فيعلم أنها من عند الله - عز وجل -، فيسلم لها ويرضى". • وقال عامر بن قيس: "أحببتُ الله حباً هوَّن عليَّ كلَّ مصيبة، ورضَّاني بكل بليَّة، فلا أُبالي مع حبي إياه علامَ أصبحت، وعلام أمسيت". عند ذلك يستوي عند المسلم حال الفقر وحال الغنى. قال ابن عون: "لن يصيب العبدُ حقيقة الرضا، حتى يكون رضاه عند الفقر كرضاه عند الغنى". فهل تعلم - يا عبد الله - أن الأرزاق بيد الله مقسومة، ومقاديرَها عند الله معلومة محسومة، وأن الفقر قد يكون أفضل لك من الغنى. قال السفاريني: "فمن عباده من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغناه لفسد عليه دينه. ومنهم من لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقره لفسد عليه دينه.. فمهما قسمه لك من ذلك فكن به راضيا مطمئنا، لا ساخطا ولا متلونا، فإنه جل شأنه أشفق من الوالدة على ولدها". يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يُعطي المال من أحب ومن لا يُحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب" صحيح الأدب المفرد.
[٢] حقيقة الرضا الرضا عن الله عبادةٌ قلبيّةٌ بحتةٌ، تتمثّل في الإذعانٍ الكامل والخشوع والتسليم لأوامر الله سبحانه كلّها، بكلّ الحبّ والإقبال عليه تعالى، ويتحقّق الرضا كما ذكر ابن القيّم بثلاثة أمورٍ: استواء الحالات عند العبد، وسقوط الخصومة مع الخَلق، والخلاص من المسألة والإلحاح؛ فالعبد الراضي حقّاً بما قسم له ربّه تستوي عنده النعمة والبلاء، ويرى في كليهما حسن اختيار الله تعالى له، [٣] ولقد ورد أنّ الرضا أقسامٌ؛ أدناها الرضا بما قسمه الله سبحانه، فهو رضا العوام عن ربّهم، ويلي ذلك رضا الخواصّ بقضاء الله وقدره ، ويفوق ذلك رضا خواصّ الخواصّ، ويكون بالرضا بالنازل دون أيّ بديلٍ سواه. [٤] ثمرات الرضا إنّ العبد إذا رضي في حياته عن ربّه نال كثيراً من خصال الخير ، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الخصال: [٥] الرضا سببٌ في نيل السعادة وغنى النفس. الرضا يُنجي العبد من مخاصمة ربّه. الرضا يجلب سلامة القلب وسكينته. الرضا من ثمار الشكر وعلاماته. الرضا سببٌ لدفع الهمّ والغمّ. الرضا بأمر الله يطهّر القلب من كلّ هوى لا يُرضي الله. المراجع ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2305، حسن.