وهكذا يفعل الله تعالى بأوليائه ومن يصبر على البلاء فلا بد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بمن سبقه من المرسلين ويوطّد نفسه على تحمل البلاء (فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل). وكأنما قصة يوسف مشابهة نوعاً ما لما حصل مع الرسول صلى الله عليه وسلم فيوسف لاقى الأذى من إخوته والرسول صلى الله عليه وسلم لاقاه من أقرب الناس إليه من أقاربه وعشيرته ويوسف هاجر من بلده إلى مصر وفيها أكرمه الله بجعله عزيز مصر وفي هذا إشارة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه بهجرته إلى المدينة سيكون له النصرة والمنعة ويحقق الله تعالى له النصر على من آذوه وأخرجوه من مكة. وقد تحدثت الآيات كثيراً عن عدم اليأس في سورة يوسف فالأمل والصبر موجودان دائماً للمؤمن مهما بلغت به المحن والبلايا (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) آية 87 وآية 110 (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).
سورة يوسف هي إحدى السور المكية التي تناولت قصص الأنبياء باسهاب وإطناب دلالة على إعجاز القرآن في المجمل والمفصّل وفي الإيجاز والإطناب (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) آية 111. وقد أفردت الحديث عن قصة نبي الله يوسف بن يعقوب وما لاقاه من أنواع البلاء ومن ضروب المحن والشدائد من إخوته والآخرين في بيت عزيز مصر والسجن وفي تآمر النسوة حتى نجّاه الله تعالى. والمقصود بهذه السورة التسرية عن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما مرّ به من أذى ومن محن في عام الحزن وما لاقاه من أذى القريب والبعيد فأراد الله تعالى أن يقص عليه قصة أخيه يوسف وما لاقاه هو في حياته وكيف أن الله تعالى فرّج عنه في النهاية لأنه وثق بتدبير الله تعالى ولم ييأس لا هو ولا أبوه يعقوب. تدبر سورة يوسف ماهر. ونلاحظ أن سورة يوسف تناولت قصة يوسف الإنسان وليس يوسف النبي إنما جاء ذكره كنبي في سورة غافر لذا فقصته في سورة يوسف لها ملامح إنسانية تنطبق على يوسف وقد نتطبق على أي من البشر. وقصة يوسف تمثل قصة نجاح في الدنيا (أصبح عزيز مصر) وقصة نجاح في الآخرة أيضاً (وقوفه أمام إغراءات امرأة العزيز رغم كل الظروف المحيطة به خوفاً من الله عزّ وجلّ).
/ خباب مروان الحمد وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21) 1- {وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه) وما يدريك أنَّ هذا الخادمَ الذي سُخِّر لك وليٌّ من أولياء الله، أو سيّد من سادات قومه؟! فلنكرم كلَّ مسلم. / أ. د. تدبر سورة يوسف - منتدى قصة الإسلام. ناصر العمر 2- بداية ( التمكين) ضعف ، فأول تمكين يوسف بيعه: وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً وكذلك ( مكنا) ليوسف في الأرض " فأنت من يصعد الدرج الشاق حتى تصل إلى رأس السلم ، لتبلغ مرحلة الإصطفاء.. فلا تقلق لضعفك أمام بعض المعطيات حولك ابتداءاً.. فرب ضارة نافعة/ الكناني 3- (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه)، وما يدريك أنَّ هذا الذي سَخَّره الله لخدمتك وليُُّ من أولياء الله؟ فلنكرم كل مسلم تحت أيدينا. / ناصر العمر 4- رحمة الله تُدرك بالإحسان ولو طالَ بالعَبد العَناء ؛ ﴿ وكذلك مكّنا ليوسف في الأرض.. ولا نُضيعُ أجر المُحسنين ﴾.
10- ﴿قالت هيتَ لك قال معاذ الله﴾ ليس بين الجملتين أداة عطف توحي بالتريث! لم يترك فراغاً زمنياً للتفكير. كن صارما مع الشهوات. / سلطان بن بدير 11-﴿ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ... ) في جهازك ، وأمام الشاشة ، وحين خلوتك تقـول ۛ الفتنة هيت لك فَقل كمَا قَالَ يُوسف ( مَعَاذَ اللَهِ) فلكل فتنة وشهوة أبواب فاحذر هذه الأبواب، وأحكم إغلاقها قبل أن تغلق عليك. /لطائف قرآني