وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا - YouTube
تفسير القرآن الكريم
القرآن الكريم منهج الحياة ونور القلوب... من تمســك به واتخذه صاحباً صلحت سريرته وصغرت الدنيا في عينه وهانت عليه الشدائد....! حين أستمع أحياناً إلى بعض الآيات من أحد القراء... أشعر وكأنها رسالة موجهة لي لموقف معين أمر به.. فأكررها لنفسي تذكيراً لها... *** آية أثرت بي... في أحد المرات وأنا أقرأ سورة طه.. وصلت الى قوله تعالى: ( وخشـــعت الأصوات للرحمن فلاتســمع إلا همساً) وكأنني أقرأها لأول مرة ، وكأنها لم تمر عليّ من قبل.. ربما أنني لم أقف عندها موقف المتأمل... لكنها شدتني هذه المرة إليها فانتبهت! وخشعت الاصوات للرحمن. أقشعر بدني ودمعت عيناي وشعرت بغصة.. وأنا أتخيل هذا الموقف العظيم.. كل المخلوقات في أرض المحشر يعلوها الصمت.. إلا همساً..!! فياله من يوم عظيم يشعر فيه الإنسان بمدى ضعفه وفقره وخوفه وخشيته..!! يشعر بحاجته إلى رحمة خالقه وعفوه ليبسط الأمان على قلبه في ذلك الموقف الذي يقرع على الأفئدة.. ويذهل الإنسان عن نفسه!!... بكيت كثيراً حينها وناشدت الله أن يرحمني.. من هول تلكم الساعات!! وأن يرزقني الطمأنينة والسكينة. وذهبت الى تفسيرها فإذا هي: خشعت الأصوات: أي سكنت أصوات الخلائق للرحمن.. فوصف الأصوات بالخشوع... أي خضع الجميع لربهم... فلا تسمع لناطق منهم منطقا إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً.
كما حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ) يقول: سكنت. وقوله ( فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا) يقول: إنه وطء الأقدام إلى المحشر، وأصله: الصوت الخفيّ، يقال همس فلان إلى فلان بحديثه إذا أسرّه إليه وأخفاه، ومنه قول الراجز: وَهُـــنَّ يَمْشِــينَ بنــا هَمِيسًــا إنْ يَصْــدُقِ الطَّــيْرُ نَنِـكْ لَمِيسًـا (2) يعني بالهمس: صوت أخفافِ الإبل في سيرها. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عليّ بن عابس، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ( فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا) قال: وطء الأقدام. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا) يعني: همس الأقدام، وهو الوطء. إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة طه - قوله تعالى يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا- الجزء رقم3. حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا) يقول: الصوت الخفي. حدثنا إسماعيل بن موسى السديّ، قال: أخبرنا شريك، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن عكرمة ( فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا) قال: وطء الأقدام.
آية (وخشعت الأصوات للرحمن) - YouTube
فإذا خشع القلب خشعت الجوارح وظهر عليها السكون والطمأنينة والوقار والتواضع ، وإذا فسد خشوع القلب بالغفلة والوساوس فسدت عبودية الأعضاء ، وذهب خشوعها. والخشوع أمر عظيم شأنه ، أثنى الله تعالى على المتصفين به فقال تعالى (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)) [المؤمنون/2]. وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا. وهو سريع فقده لا سيما في هذا الزمان ، وقد ورد في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم واله وصحبه قال: (( أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعاً)) أخرجه الطبراني بإسناد حسن كما قال المنذري ، وله شاهد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عند الطبراني في الكبير [1]وغيره. والخشوع في الصلاة هو روحها ولبها ، ولا يحصل ذلك إلا لمن فرغ قلبه لها ، واشتغل بها عما عداها ، وآثرها على غيرها ، واستحضر فيها عظمة الله تعالى فصارت راحة له وقرة عين ، والصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب وإن كانت مجزئة مثاباً عليها ، إلا أن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها ، لما ورد عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم واله وصحبه يقول: (( إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها)) أخرجه أبو داود (3/3) والنسائي في الكبرى (1/211) وسنده حسن ، صحيح الجامع (2/65).
[ ص: 100] قوله تعالى: يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا. قوله يومئذ أي: يوم إذ نسفت الجبال يتبعون الداعي. والداعي: هو الملك الذي يدعوهم إلى الحضور للحساب. قال بعض أهل العلم: يناديهم أيتها العظام النخرة ، والأوصال المتفرقة ، واللحوم المتمزقة ، قومي إلى ربك للحساب ، والجزاء ، فيسمعون الصوت ويتبعونه. ومعنى لا عوج له: أي: لا يحيدون عنه ، ولا يميلون يمينا ، ولا شمالا. وقيل: لا عوج لدعاء الملك عن أحد ، أي: لا يعدل بدعائه عن أحد ، بل يدعوهم جميعا. وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من اتباعهم للداعي للحساب ، وعدم عدولهم عنه بينه في غير هذا الموضع ، وزاد أنهم يسرعون إليه كقوله تعالى فتول عنهم يوم يدعو الداعي إلى شيء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسر [ 54 \ 6 - 8] ، والإهطاع: الإسراع: وقوله تعالى: واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج [ 50 \ 41 - 42] ، وقوله تعالى: يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده الآية [ 17 \ 52] إلى غير ذلك من الآيات. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - القول في تأويل قوله تعالى " يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له "- الجزء رقم18. وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: وخشعت الأصوات للرحمن أي: خفضت وخفتت ، وسكنت هيبة لله ، وإجلالا وخوفا فلا تسمع في ذلك اليوم صوتا عاليا ، بل لا تسمع إلا همسا أي: صوتا خفيا خافتا من شدة الخوف.