قال ابن أبي حاتم: يونس الحذاء وأبو حمزة مجهولان ، وأبو حمزة عن معاذ مرسل. ولو كان عن أبي حمزة لكان حسنا. أي: لو كان من كلامه لكان حسنا. ثم قال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن صفوان بن عمرو ، عن أيفع بن عبد الكلاعي: أنه سمعه وهو يعظ الناس يقول: إن لجهنم سبع قناطر - قال: والصراط عليهن ، قال: فيحبس الخلائق عند القنطرة الأولى ، فيقول: ( وقفوهم إنهم مسئولون) [ الصافات: 24] ، قال: فيحاسبون على الصلاة ويسألون عنها ، قال: فيهلك فيها من هلك ، وينجو من نجا ، فإذا بلغوا القنطرة الثانية حوسبوا على الأمانة كيف أدوها ، وكيف خانوها ؟ قال: فيهلك من هلك وينجو من نجا. فإذا بلغوا القنطرة الثالثة سئلوا عن الرحم كيف وصلوها وكيف قطعوها ؟ قال: فيهلك من هلك وينجو من نجا. قال: والرحم يومئذ متدلية إلى الهوي في جهنم تقول: اللهم من وصلني فصله ، ومن قطعني فاقطعه. ان ربك لبالمرصاد یعنی چه. قال: وهي التي يقول الله - عز وجل -: ( إن ربك لبالمرصاد). هكذا أورد هذا الأثر ولم يذكر تمامه. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: إن ربك لبالمرصادأي يرصد عمل كل إنسان حتى يجازيه به قاله الحسن وعكرمة. وقيل: أي على طريق العباد لا يفوته أحد.
لأن التذكير بالنظائر واستحضار الأمثال يقرب إلى الأذهان الأمر الغريب الوقوع. { { بِعَادٍ}} قبيلة عاد تسمية لهم باسم جدّهم. والمراد هنا عادا الأولى أو عاد إرم، قال تعالى: { { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى}}، وقيل لمن بعدهم: عاد الأخيرة، قبيلة كانت بمكة مع العماليق. { { إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ}} أرم أسم قبيلة عاد. وقيل: إرم اسم مدينتهم، ويسمون بعاد إرم. { { ذَاتِ العماد}} من قال: إرم قبيلة قال: العماد أعمدة بنيانهم أو أعمدة بيوتهم من الشعر، وقال ابن عباس: ذلك كناية عن طول أبدانهم. ومن قال إرم مدينة فالعماد الحجارة التي بنيت بها، وقيل القصور والأبراج. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ...!! - منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل. { { التي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البلاد}} صفة للقبيلة لأنهم كانوا أعظم الناس أجساماً، يقال: كان طول الرجل منهم أربعمائة ذراع. قيل: كان الرجل منهم يأتي إلى الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حي أراد فيهلكهم. أو صفة للمدينة، وهذا أظهر لقوله في البلاد، ولأنها كانت أحسن مدائن الدنيا ، وروي أن إرم كانت على وجه الدهر باليمن، بناها شداد بن عاد في ثلاثمائة عام، وكان عمره تسعمائة عام، وجعل قصورها من الذهب والفضة، وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أنواع الشجر والأنهار الجارية، وروي أنه سمع ذكر الجنة فأراد أن يعمل مثلها فلما أتمها وسار إليها بعث الله عليها وعلى أهله صيحة قبل أن يدخلها فهلكوا جميعاً.
وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ، في أي مكان، فالله يراك، ومن الناس من يخلع ربقة الحياء إذا خلا، إذا خلا بمحارم الله انتهكها، فلو استحضر أن الله معه ويراه، وأن الملائكة يشاهدونه لانكف عن ذلك، ومن الناس من يخلع ربقة الحياء إذا سافر. ولربما لدى بعض العامة مثل يرددونه مضمونه: أن الإنسان إذا ذهب إلى بلد لا يُعرف فيها فإنه يفعل ما يحلو له، هذا معنى المثل ولا يحسن ذكره. ان ربك لبالمرصاد سورة الفجر. فهذا يدل على ضعف الإيمان، وضعف الرقابة، فالله الذي تعبده هاهنا هو المعبود هناك، والملَك الذي يكتب عليك هاهنا هو الملك الذي يكتب عليك هناك، والله -تبارك وتعالى- الذي تعبّدك بشرائع الإيمان تعبدك بها هنا، وتعبدك بها هناك، فلماذا إذا سافر الناس خلعت المرأة حجابها؟ أو حورته وغيرته وحرفته، لماذا تصنع ذلك؟ أليس الذي تعبّدها بالحجاب هنا هو ربها والذي تعبدها بالحجاب هناك هو ربها ، أم أن ذلك صار عادة تتخذ من أجل موافقة الناس في تقاليدهم كما يقال؟. وقال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء [آل عمران:5]، أكده بإنّ، إن الله لا يخفى عليه شيء، وشيء هنا نكرة في سياق النفي يدل على العموم، لا يخفى عليه شيء مما تحاول أن تخفيه.
فإذا هم بعمل من الأعمال تذكر رقابة الله ، ثم بعد ذلك لم يقدم إلا على ما يبيض وجهه عند لقاء ربه، الله يراه، والملائكة يكتبون وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الإنفطار:10-12]. أورد الإمام النووي -رحمه الله- كعادته في صدر الباب جملة من الآيات، فمن ذلك قول الله : الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ [الشعراء:218-219] أي: حين تقوم إلى صلاتك، على أحد الأقوال التي ذكرها المفسرون، يراك حين تقوم من الليل لتصلي. حكاية مقتل الطالب مصطفى سراج تشعل ثورة غضب النشطاء:مات أبشع موته. وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ، وذلك أنه يراه في تقلبه بين راكع وساجد في أحوال الصلاة كلها في جملة المصلين، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ، يعني: في المصلين، فهو يصلي في جملتهم، الله يراه وهو يركع ويسجد ويقوم ويقعد، وهذا يقتضي أن الإنسان إذا وقف بين يدي الله في الصلاة أنه يستحضر نظر الرب -تبارك وتعالى- إليه، وهذا من أدعى الأمور التي تجلب الخشوع. فمن أسباب الخشوع أن يستحضر الإنسان أن الله يراه وهو يصلي، وهو ساجد، وهو قائم، فلا يتصرف تصرفاً في الصلاة لا يليق من واقف بين يدي ملك الأملاك . وقال تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ [الحديد:4]، يعني: أنه معكم بالعلم والإحاطة، فهو يراكم وأنتم في خلوتكم، ويراكم وأنتم في جلوتكم، وليس معنى ذلك أن الله مخالط لخلقه، بحيث إنه مصاحب لهم بذاته ، فالله فوق عرشه، بائن من خلقه، ولكنه مع الخلق بالعلم والإحاطة، فهو يرى عباده ومطلع عليهم، وعالم بأحوالهم في حال خلوتهم، وفي حال جلوتهم.
وتمكين الكفار في آخر الزمان من الكعبة إنَّما هو بإذنٍ من الله تعالى، وهو مرتبط بنهاية الدنيا وقيام الساعة، وليس فيه تعارض مع حرمة البلد وحرمة البيت، إذ إن الساعة قد حانت والقيامة قد أزفت. [1] ( أَسْوَاقُهُمْ): جمع سوق، والمعنى: أهل أسواقهم، أو السوقة منهم. والتقدير: أهل أسواقهم الذين يبيعون ويشترون، كما في المدن. أي: يخسف بالمقاتلة منهم، ومَنْ ليس من أهل القتال؛ كالباعة. انظر: فتح الباري، (4/ 340)؛ عمدة القاري، (11/ 236). [2] ( مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ): أي: مَنْ رافقهم، ولم يَقْصِدْ مُوافقتَهم. ان ربك لبالمرصاد فيلم. انظر: فتح الباري، (4/ 340). [3] رواه البخاري، (2/ 746)، (ح2012). [4] ( الْبَيْدَاء): البيداء في الأصل المفازة التي لا شيء فيها، والمقصود بها في الحديث: مكانٌ معروف بين مكة والمدينة. انظر: فتح الباري، (4/ 340)؛ عمدة القاري، (11/ 236). [5] ( الْمُسْتَبْصِرُ): هو المستبين لذلك، القاصد له عمداً. [6] ( الْمَجْبُورُ): هو المُكره. [7] ( ابن السَّبِيل): المراد به سالك الطريق معهم، وليس منهم. [8] ( يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا): أي: يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم. [9] ( يَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى): أي: يُبعثون مختلفين على قدر نياتهم، فيُجازون بحسبها.