تخلط مريم بين الواقع والحلم بطريقة شبه عمدية؛ فهناك في الحلم، هي طفلة لا تُفلت يد والدها، برغم أنها تدور معه أيضًا في أروقة المستشفيات، بعد أن عانى جلده من آثار حريق كبير. والدها الموصوم من المجتمع، مرة أخرى، لأنه كان عوّادًا، والذي تعرض إلى الشماتة، بسبب النظرة المُزدرية للفن، وتضرر منها ربما أكثر من النيران، وتضررت معه مريم. رغم الضغوط، لا تتخلى مريم عن حلمها في مُمارسة التمريض، وتستخدم الستارة، كطريقة لردع الآخرين عن مسّها بأحكامهم وأفكارهم، على الرغم من أن الطريق كما يبدو، مازال غير ممهدٍ، أمامها. يمكننا أثناء مشاهدة هذه السُداسية، استدعاء البداية الجديدة والمُلهمة أيضًا للسينما السودانية، كفيلم الحديث عن الأشجار لصهيب قسم الباري، و ستموت في العشرين لأمجد أبو العلا، و أوفسايد الخرطوم لمروى زين. هو نفسه النضال ضد سلطة قمعية تسكن العقول، وتُعادي الفن والحُب، نضال فطري، ولا غنى للحياة عنه، حتى من قبل الفن. ستة شبابيك في الصحراء. ثمة في ستة شبابيك في الصحراء مقدار من الأمل يُمنينا، بألا يصح في النهاية سوى الصحيح.
استحوذت شركة نتفليكس على الحقوق الحصرية لستة أفلام قصيرة من إنتاج استوديوهات تلفاز11 وتهدف الأفلام الحائزة على جوائز عالمية والتي تمت صناعتها بأيدي مواهب سعودية إلى تسليط الضوء على مواضيع اجتماعية مثيرة، حيث تناقش كل من القضايا الاجتماعية، والتطرف، والعوامل النفسية والعديد من القضايا الأخرى التي تهم المجتمع السعودي. وفيما يلي نستعرض نبذة مختصرة عن الأفلام الستة. ٢٧ من شعبان (2019): يناقش الفيلم الذي أخرجه محمد السلمان لقاء كل من محمد ونوف في موعد، في بداية الألفية وهو أمر لم يكن مقبول اجتماعياً آن ذاك. ستة شبابيك في الصحراء الخطوات الأولى لتلفاز ١١ نحو سينما شاب | Caramella. وسطي (2016): يحكي الفيلم الذي أخرجه علي الكلثمي والحاصل على جائزة أفضل مخرج وأفضل فيلم أجنبي في مهرجان ويليامزبيرغ للأفلام المستقلة في عام 2017، قصة حقيقية حول مجموعة من المتشددين يقومون بمهاجمة مسرحية اسمها "وسطي بلا وسطية" في مدينة الرياض في مطلع الألفينات. ويعيد العرض سرد الأحداث من منظور مختلف. سومياتي بتدخل النار؟ (2016): تدور أحداث الفيلم الذي أخرجه مشعل الجاسر والحاصل على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لوس أنجلوس للأفلام المستقلة في العام 2017، حول الطفلة ليان، وهي أصغر أفراد عائلتها التي وظفت العاملة المنزلية سومياتي.
ستة شبابيك في الصحراء الخطوات الأولى لتلفاز 11 نحو سينما شابة تقييم، انطباع، مناقشة تلفاز 11 هي قناة يوتيوب تعرض برامجها على منتصه وهي تابعه لشركة سي ثري للأفلام بدأ نشاط القناة بعرض عدد البرامج عبر صفحتها على اليوتيوب عام 2009 وتأسست فعلياً في 11 نوفمبر 2011. بدأت بالمبادرة بجمع أربع شباب سعوديين منهم فهد البتيري ، إبراهيم الخير الله ، علاء يوسف ، علي الكلثمي لصنع أفلام قصيرة تمزج بين الكوميديا والفائدة وتطور الأمر شيءً فشيئ وزاد عدد أعضاء المبادرة ليصبح طاقم متكامل من التمثيل والتقديم والتصوير والغناء بغالب كوميدي. (ويكيبيديا بتصرف) ولهم برامج ومنها لا يكثر، خمبلة ، التمساح ، الجسر ، كيس ، بدون نص ، فُليم وعدد من المشاركات والإعلانات الجانبية.
القادم من المُستقبل تتحرك الأفلام الست في الزمن بحرية، وحتى في المكان، تلف الكاميرا وتدور، ثمة تأثر بالمسرح ولعب بالنور والظلال، هذا التجريب أيضًا، يُبرر أحيانًا، انقطاع خط السرد، فنحن أمام حالة فنية، لا تسعى إلى الاكتمال، لكن في الأساس إلى التحقق. في الفيلم الثالث ومن كآبة المنظر ، إخراج فارس قدس، وكتابة صهيب وفارس قدس. نُتابع ضياع طائرة مُسافرة من مدينة جدة إلى لندن، لا تجد فِرق الإنقاذ لها أثرًا، أما المسافرون على متنها، فلا يفقدون الأمل، أن أحدًا سيعثر عليهم ذات يوم. من الفيلم القصير ومن كآبة المنظر تحاول المجموعة، أن تخترع طرقًا للحياة، فيتغذون على ما تبقى من طعام معهم، ويستمعون إلى شرائط التسجيل التي كانت بحوزتهم كي تُسرّي عنهم، وبينما تتواصل مداخلات الأبطال الكوميدية أحيانًا، والحزينة في أحيان أخرى، يتيهون في الزمن أكثر ونتيه معهم. يلتقي الأبطال في نهاية الفيلم، بشاب عابر يُمسك بيده جهاز موبايل، ويعرض عليهم المساعدة. يُفاجأ الأبطال بهذا التطور التكنولوجي الهائل، الذي يكاد أن يُصيبهم بالجنون. فكم لبثوا تقريبًا، في ثقبهم الزمني ذاك؟ وإن كان قد وصل إليهم عابر الطريق، بعد كل ذلك الزمن، فكيف لم يتمكنوا من التحرر، قبل الآن؟ يبدأ الفيلم بالماضي، لكنه ينتهي في منطقة ضبابية، بعد المستقبل.
بقلم/ رائد علي باسيف
الفيلم يستحق المشاهدة ويعتبر موفق لحد كبير رغم أنه اتى وقد سُمح بعرضه للجميع في وقت أعتبره متأخر كثيرا من ناحية إجتماعية سومياتي بتدخل النار؟ (2016): تدور أحداث الفيلم الذي أخرجه مشعل الجاسر والحاصل على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لوس أنجليس للأفلام المستقلة في العام 2017، حول الطفلة ليان، وهي أصغر أفراد عائلتها التي وظفت العاملة المنزلية سومياتي. والتي تواجه بدورها تحديات في هذا المنزل من حيث التمييزمن أرباب عملها وتحاول النجاة والتعايش مع هذا الواقع.