صغيرة كتبت الشعر، بعد أن قرأت وحفظت الكثير منه. قرأت أيضاً في الأدب، والفلسفة، والعلوم الإنسانية، ما ساهم في تشكيل حس نقدي لديها، وساهم في إيمانها بضرورة التغيير على الصعيد السياسي والمجتمعي؛ فربطت ببراعة بينها. وزَّعت المناشير السياسية، مع زميلاتها، أثناء الدراسة، بعد طباعتها على ورق الكربون (الطلاب الأحرار)، وانتمت إلى حركة القوميين العرب، والاتحاد العام لطلبة فلسطين. لم تستطع الطالبة الجامعية؛ الحساسة والإنسانة، أن تحتمل هزيمة 1967. 51 عاماً على استشهاد المناضلة شادية أبو غزالة، أول فدائية فلسطينية – مدارات عربية. قرَّرت أن تقطع دراستها الجامعية، وتبقى في نابلس، لتناضل مع أبناء شعبها، للخلاص من الاحتلال. ولم يمنعها ذلك من تحصيل العلم في بلدها. التحقت بمعهد النجاح في نابلس. ساهمت في تشكيل أولى الخلايا النسائية المسلحة، من خلال انتمائها لتنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؛ ما أهَّلها للقيام بالعمل السياسي بمفهومه الواسع، الذي يتضمن العسكري والثقافي والاجتماعي. أصدرت لجنة تخليد ذكرى الشهيدة شادية، في الذكرى الثلاثين لاستشهادها، كتاباً بعنوان: "باقية هنا: شهيدة فلسطين شادية أبو غزالة"، حرَّرته د. إلهام أبو غزالة، ضمّ مجموعة شهادات لرفيقاتها ورفاقها، ولقيادات وطنية فلسطينية، كما ضمّ بعض محاولاتها الشعرية، التي نشرت تحت عنوان: "من دفاتر شادية: محاولات شادية في الشعر".
51 عاماً على استشهاد المناضلة شادية أبو غزالة، أول فدائية فلسطينية – مدارات عربية
مناضلة فلسطينية، ولدت في مدينة نابلس*، وتلقت تعليمها الابتدائي والثانوي في مدارسها، ثم التحقت بجامعة عين شمس في القاهرة، قسم الاجتماع وعلم النفس، سنة 1966. انتسبت إلى التنظيم الفلسطيني لحركة القوميين العرب سنة 1962، ومارست نضالها من خلال مؤمنة بحتمية انتصار الشعوب المكافحة في سبيل الحرية. ومؤكدة حقيقية دور المرأة إلى جانب الرجل في حسم الصراع لمصلحة الشعوب المضطهدة. التحقت شادية أبو غزالة بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين* منذ تأسيسها، وتلقت تدريباتها العسكرية فيها، وساهمت مساهمة فعالة في تنظيم المقاومة الفلسطينية داخل الوطن المحتل. وشاركت في تنفيذ عدد من عمليات التفجير والإغارة على مراكز العدو العسكرية الحيوية. رفضت أن تترك أرض الوطن التي ناضلت من أجلها رغم المخاطر التي أحاطت بها في أيامها الأخيرة. وقد استشهدت في 21/11/1968 في مدينة نابلس اثر إحدى العمليات. ومن أقوالها: "في زيارة للسجن … رأيت الكثير، رأيت الفلاحين والعمال الكادحين يقفون في ذلة، فوقفت معهم أنتظر، رأيت الاحتقار الذي يوجهونه لأهالي المساجين. فاشتعلت النيران في داخلي".
نفّذت دلال العملية بالفعل وتسلَّلت من الأراضي اللبنانية مع فرقتها يوم 11 مارس/ آذار 1978، ثم نزلت المجموعة من الباخرة التي مرَّت أمام الساحل الفلسطيني عبر قاربَين مطاطيَّين. استولت دلال ومن معها على عددٍ من السيارات آخرها سيارة كبيرة، توجّهوا بها مع رهائن كثر نحو تل أبيب، ثم علّقت علم فلسطين داخل الحافلة منشدةً: "بلادي بلادي.. لك حبي وفؤادي.. ". وبعد الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلية، وسقوط عشرات القتلى من جنود الاحتلال، وإحراق سيارة الركّاب بمن فيها، استشهدت دلال مع عدد من زملائها، تاركة وصية بخط يدها كُتب فيها: "وصيتي لكم جميعًا أيها الإخوة حملة البنادق تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية، وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو الصهيوني وتوجيه البنادق، كل البنادق نحو العدو الصهيوني، واستقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار المستمرّة لكل الفصائل، أقولها لإخواني جميعًا أينما تواجدوا الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه". كما قال عنها الشاعر السوري نزار قباني: "إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة على طريق طوله 95 كيلومترًا في الخط الرئيسي في فلسطين".