من ويكي مصدر، المكتبة الحرة اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث {1 - 7} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}. {بِسْمِ اللَّهِ} أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى، لأن لفظ {اسم} مفرد مضاف، فيعم جميع الأسماء [الحسنى]. {اللَّهِ} هو المألوه المعبود، المستحق لإفراده بالعبادة، لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم فلهم [1] نصيب منها. واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها، الإيمان بأسماء الله وصفاته، وأحكام الصفات. تفسير سورة الفاتحة جزء 2 - شبكة الكعبة الاسلامية. فيؤمنون مثلا بأنه رحمن رحيم، ذو الرحمة التي اتصف بها، المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها، أثر من آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء.
فإنه إن لم يعنه الله, لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر, واجتناب النواهي. ثم قال تعالى: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط. فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان, والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته, لضرورته إلى ذلك. وهذا الصراط المستقيم هو: ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. ( غَيْرِ) صراط ( الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. تفسير السعدي سورة الفاتحة المصحف الالكتروني القرآن الكريم. وغير صراط ( الضَّالِّينَ) الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم. فهذه السورة على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن, فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: ( رَبِّ الْعَالَمِينَ). وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة, يؤخذ من لفظ: ( اللَّهِ) ومن قوله: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ) وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى, التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه, وقد دل على ذلك لفظ ( الْحَمْدُ) كما تقدم.
والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كتبه أبو وريف بدر عبد الله الصاعدي
ثم قال تعالى: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط. فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان, والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته, لضرورته إلى ذلك.
تفسير الفاتحة وهي مكية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( 1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( 3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ( 4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ( 5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ( 6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ( 7). ( بِسْمِ اللَّهِ) أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى, لأن لفظ ( اسم) مفرد مضاف, فيعم جميع الأسماء [ الحسنى]. ( اللَّهِ) هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي, وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة, ومن عداهم فلهم نصيب منها. واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات. فيؤمنون مثلا بأنه رحمن رحيم, ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته, وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم, يعلم [ به] كل شيء, قدير, ذو قدرة يقدر على كل شيء.
ولأهمية هذا الدعاء أُوجب علينا في كل ركعة. { { صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم}) والذين أنعم الله عليهم هم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة النساء قال تعالى { { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}} [النساء 69] وفي الآية إيناس للمؤمن السائر إلى الله تعالى فلا يستوحش من قلة السالكين، وليعلم أنه ليس وحده وأن هذا الصراط سلكه الأنبياء والرسل والشهداء وسلكه الصالحون من هذه الأمة ومن الأمم قبله. فأنت تسير على الطريق المستقيم في مرافقة هؤلاء { { وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}} الآية، فهم خير الخلق وأفضلهم وأشرفهم، وفي هذا تثبيت للمؤمن وزيادة طمأنينة له، وهو طريق محفوف بالمكاره والشدائد وقد ينال أهل الباطل من المؤمن ويتسلطون عليه بالأذى فيتذكر أنه يرافق هؤلاء فيصبر. كما أن في الآية بيان لصفة الصراط المستقيم ببيان صفة أهله وسالكيه، وفيه إسناد الفضل لله وحده بالإنعام وهذا يبعد عن القلب العجب والغرور ويستشعر العبد فقره وحاجته لربه، فينسب لربه الفضل إن رأى من نفسه صلاحاً، كما دلتنا هذه الآية على ضرورة المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به وبأصحابه وبمن سار على نهجهم، ويُتحصل ذلك بالعلم والعمل.
غايتنا خدمة كتاب الله تعالى ونشر آياته ، جعلنا الله عند حسن ظنكم