عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة. إن كره منها خلقًا رضي منها آخر أو قال غيره. المعنى العام الزوجة شريكة الحياة بالنسبة للزوج، خلقها الله ليسكن إليها، وجعل بينه وبينها مودة ورحمة، وعليهما بنيت حياة البشر على الأرض، بث الله منهما رجالاً كثيرًا ونساء، بعد معاشرة جنسية تجعل منهما جسدًا واحدًا، وتخلق بينهما سرًا كبيرًا، وكان مقتضى ذلك أن يتأقلما، وأن ينصهرا في بوتقة واحدة، وأن يتعاونا على الحياة ومشاكلها، وتربية الأطفال ومسئولياتهم الضخمة الصعبة. معنى حديث: لا يفرك مؤمن مؤمنة. لكن النزعات الطبيعية التي خلقت مع كل من الجنسين عملت كعنصر مفرق بينهما، الرجل بما خلق الله فيه من قوة العضلات، وخشونة الجسم والصوت والحركة، وبما فرضه الله عليه من واجبات النفقة والرعاية والحماية والمسئولية عن الزوجة وأولادها، تربع على عرش القوامة شرعًا وعقلاً وعرفًا وواقعًا، وهذا حق لا نزاع فيه، لكن بعض الرجال يتعسف كثيرًا في استخدام هذا الحق، فيحوله إلى سلطة وسيطرة وقهر وإذلال. وفي المقابل تحس بعض الزوجات فضلاً أو ميزة ما لها على زوجها، فتتمرد على وظيفتها، وتنازع زوجها، وتنابذه، وقد تصارعه مع يقينها بأنها ستكون المغلوبة، لا الغالبة، المهزومة، لا الهازمة، فتصبح كالفراشة التي تلقي نفسها على ضوء النار لتطفئها، فتحرق نفسها.
تاريخ النشر: الإثنين 29 ذو القعدة 1438 هـ - 21-8-2017 م التقييم: رقم الفتوى: 358240 61182 0 153 السؤال حديث: لا يفرك مؤمن مؤمنة ـ هل يطبق على من غلبت سيئاتها حسناتها في صفاتها الشخصية؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فهذا الحديث واضح المعنى، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم.
إن إدخال السرور على المسلم له أجر عظيم، فكيف بحليلتك؟! إن نوعاً من التطلق والسهولة والسماحة يكون للإنسان به إلى قلب الإنسان جسر قوي من المودة والمحبة، فكيف بمن هي وإياك تحت سقف واحد كل ليلة؟! إن مثل هذا الأمر والتوجيه الرباني الذي يتنزل به القرآن من فوق سبع سماوات هو سبب من أعظم أسباب الوقاية والحماية والصيانة. شرح الحديث النبوي الشريف / لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها - فذكر. واستمع لقول الله عز وجل في آيات محكمات، وفي كلمات معجزات... كلام رب العالمين: ** فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ** (19) سورة النساء. حتى لا تبادر إلى كره تام وبغض شامل لأدنى خطأ أو لأقل تقصير إن كرهت شيئاً فانظر فلعل هناك خيراً كثيراً... أليست تلك المرأة هي التي بها عفاف نفسك، وهي الحصن الحصين لك من الوقوع في المعاصي والفواحش؟!. أليست هي حاملة أبنائك؟ أليست هي مرضعتهم؟ أليست هي من تقاسمك السراء والضراء؟ انظر إلى كثير المحاسن تجدها غامرة لقليل المساوئ... فما بال الرجل العاقل الحصين كأنما قد خف عقله، وطاش فكره فأصبح كالصغير إذا أثير بشيء يسير ثار فلم ينظر إلى غير ذلك من الأمور! " 7 إن بناء الحياة الزوجية على المحبة والرحمة والمودة والعشرة الحسنة، امتثالاً لأمر الله ورسوله، يترتب عليه النتائج القيمة في الدارين.
ولا يمكن -في التصور الإسلامي- أن يكون بين الزوجين حقد أو بغضاء أو حسد، كيف وقد أفضى بعضهم إلى بعض. يقول سيد قطب -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: { وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} (21) سورة النساء: "لا يقف لفظ "أفضى" عند حدود الجسد وإفضاءاته، بل يشمل المشاعر والعواطف والوجدانات والتصورات والأسرار والهموم، يدع اللفظ يرسم عشرات الصور لتلك الحياة المشتركة آناء الليل وأطراف النهار، وعشرات الذكريات لتلك المؤسسة التي ضمتهما فترة من الزمان، وفي اختلاجة حب إفضاء، وفي نظرة ود إفضاء، وفي كل لمسة جسم إفضاء، وفي كل اشتراك في ألم أو أمل إفضاء…". حديث : لا يَفْرِك مؤمنٌ مؤمنةً؛ إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر | موقع نصرة محمد رسول الله. 8 والأحاديث الصحيحة كثيرة في الحض على حسن العشرة بين الزوجين، كما أن السيرة العطرة مليئة بالنماذج العملية من حياة النبي-صلى الله عليه وسلم- على الحياة الزوجية الهانئة الجميلة في البيت النبوي الكريم. ولا تمنع المحبة والعشرة بالمعروف بين الزوجين من أن يكونا حازمين مع بعضهما في التربية والتوجيه وخاصة من ناحية الزوج، فمحارم الله -عز وجل- لا مداهنة فيها، والتقصير في الأمور الشرعية لا يمكن السكوت عنه، فها هو النبي-صلى الله عليه وسلم- يدلل زوجاته أرق الدلال، فكان يدلل عائشة -رضي الله عنها- بقوله: ( يا عائش)، 9 وكانت تشرب من الإناء وهي حائض، فيأخذه النبي-صلى الله عليه وسلم- فيضع فاه على موضع فيها، 10 وكان يقبّل نساءه وهو صائم.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد: فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية. من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،... ) وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد. من هـــــــــــنا