ذات صلة حذيفة بن اليمان رضي الله عنه معلومات عن أبي حذيفة بن عتبة حذيفة بن اليمان هو حذيفة بن اليمان العبسي الغطفاني القيسي، وهو أحد صحابة رسول الله عليه السلام، أبوه هو الصحابي بن جابن بن عدنان، أمّا أمّه فهي رباب الأشهلية، له ثلاث أخوات، وثلاثة إخوة، ولد في مدينة مكة المكرمة، ثمّ انتقل للعيش في المدينة المنورة، إلا أنّه قد وافته المنية في منطقة المدائن ودُفن هناك، وفي هذا المقال سنذكر بعض المعلومات عن حذيفة بن اليمان. حياة حذيفة بن اليمان اضطر والده اليمان إلى مغادرة مكة والذهاب إلى يثرب وذلك لثأرٍ قديم كان عليه، وعندما سمع عن دعوة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلى الإسلام، ذهبت مجموعة من الأوس والخزرج لمبايعته، إلا أنّ حذيفة بن اليمان لم يكن معهم، ولكنه كان قد أسلم قبل مشاهدة الرسول عليه السلام، ويُشار إلى أنّه حينما التقى به سأله فيما إذا كان من المهاجرين أم الأنصار، فأجابه عليه السلام أنه مع الاثنين. حذيفة حافظ سر رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يُلقب حذيفة بن اليمان بحافظ أسرار الرسول، حيث ائتمنه على أسماء المنافقين والمشركين المحيطين بهم، دون أن يكشفه لأحد، ويُشار بأن الخليفة عمر بن الخطاب كان إذا أقام صلاة على أحد الأموات يحرص على أن يكون حذيفة بن اليمان موجوداً، ولذلك لمعرفة إذا كان الميت من المنافقين، فلا يصلون عليه.
[١٣] وكان حذيفة ابن اليمان لذلك الأمر بالمرصاد، إذ ذهب هو وسلمان بن زياد ليبحثا عن الأرض الملائمة للمسلمين، فرأى حذيفة أرض الكوفة وكانت حصباء وتملؤها الرمال واشتم منها رائحة العافية، فنزل بها ودعا النّاس للعيش بها، فاستجابوا لأمره لمّا دعاهم إلى الرّحيل ورحلوا إلى تلك الأرض، وبعد أيام من رحيلهم تحسّنت صحّة المرضى من المسلمين وتحسّن حالهم بفضل الله الذي يسّر لهم هذه الأرض الجديدة. [١٣] موقف حذيفة بن اليمان يوم أحد نحو أبيه هل طالب حذيفة بدية مقتل والده؟ كان حذيفة وأبوه من الصحابة الذين حضروا موقعة أحد، وكان والده يستر وجهه كعادة الجيوش في الحرب، فظنّه المسلمون أحد المشركين فقتلوه دون قصد فقال حذيفة: "يغفر الله لكم"، ثمّ تصدق بديته على المسلمين. [١٤] موقف حذيفة بن اليمان يوم الخندق كيف استطاع حذيفة التّخلّص من مكر أبي سفيان يوم الخندق؟ لقد ندب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيفة بن اليمان ليلة الأحزاب ليجس له خبر العدو، وكان ذلك في وقت عسير على المسلمين، إذ الجوع والبرد والخوف وقلّة الحيلة؛ كلّ ذلك ينهال عليهم في وقت واحد فيأتي النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيسأل أصحابَه أن يقوم أحدهم لينظر في جيش الأحزاب ويرجع للنبيّ بأخبارهم، فلم يستجب لندائه أحد.
ورواية أخرى: عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم، دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان، وكان الطقس باردا والقوم يعانون من الخوف والجوع، وقال له:( يا حذيفة، اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون، ولا تحدثن شيئا حتى تأتين!
[٣] مكانة حذيفة بن اليمان عند الرَّسول أسلم حُذيفة بن اليمان في بداية الدَّعوة، وهاجر إلى النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- وخيَّرهُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الهجرة والنُّصرة، فاختار النُّصرة؛ لأنَّه كان حليفاً لبني عبد الأشهل من الأنصار، فآثر أن يبقى مع حُلفائه، وذلك ممَّا يدُل على وفائه، وآخى النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- بينهُ وبين عمار بن ياسر -رضي الله عنهُما-، [٤] وأخبره النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- بأسماء المُنافقين ؛ لذلك لُقِّب بصاحب سرِّ النبيَّ -عليه الصلاةُ والسلام-. [٥] واختاره النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- ليأتي بالأخبار عن المُشركين في غزوة الخندق، [٦] وكان ممَّن بايع في بيعة العقبة، وخصَّهُ النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- دون غيره من الصَّحابة بإطلاعه على سرِّه؛ لما يتمتَّع به من خصالٍ نادرةٍ وأخلاقٍ عاليةٍ، ولتميُّزه بكتمانه الشَّديد للسر، وعدم ارتباكه عند الشَّدائد، فأخبره النبيّ بأسماء المُنافقين وأسماء آبائهم، كما بلغ حُذيفة مكانةً عاليةً، حيثُ كان كاتباً للنبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-، ويشهد على مُراسلاته وكُتبه التي يُرسلها للقبائل والحُكَّام. [٧] بعض مواقف حذيفة بن اليمان كان لِحُذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- الكثير من المواقف العظيمة في الإسلام وفي الدّفاع عنه، ومن هذه المواقف ما يأتي: [٨] موقفهُ في غزوة بدر: لم يشهد حُذيفة غزوة بدر ؛ وذلك لِما حصل معه ومع أبيه مع أعدائهما، حيثُ لَقِيَهم كُفَّار قُريش واعترضوا طريقهم لمنعهم من الذَهاب ونصرة محمد -صلى الله عليه وسلم-، فأخبروهم أنهم يُريدون المدينة لا محمد، فأخذوا منهم العهد والميثاق بالذَّهاب إلى المدينة وعدم قتالهم، فأخبروا النبيَّ -عليه الصلاةُ والسلام- بما حصل معهم، فأخبرهم بالتزام الوفاء بالعهد والميثاق الذي قطعوه معهم.
ذاكم هو حذيفة بطل مهمتنا، خرج في هذه المهمة الليلية وحده زاحفًا إلى صفوف العدو؛ ليعرف خبرهم، وفيهم غير واحد من الفرسان الشجعان، لكن شجاعته الإيمانية منحته قدرة على الثبات، فقد وقع اختيار القيادة النبوية عليه دون غيره، فهل يمكن أن يتخلف؟ إن هذا المشهد من مشاهد السيرة العطرة قد ضمَّ في أطوائه الكثير من الدروس، وهاك بعضها: (1) وجوب اتباع أوامر النبي القائد صلى الله عليه وسلم مهما ضمت بين ثناياها من صعوبة وخطورة. (2) لا يعتبر سكوت الصحابة الأجلاء في معرض ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم خوفًا أو جبنًا، بل كان تقديرًا دقيقًا للموقف البالغ الصعوبة والتعقيد، فلا يريد أحدهم أن يؤتى الإسلام من قِبَلِهِ. (3) من كان في سبيل الله سيره فعلى الله مؤونته، وهذا واضح؛ حيث إن حذيفة كان مقرورًا، لكنه بمجرد أن خطا أول خطوة في سبيل تنفيذ المهمة التي كلفه النبي صلى الله عليه وسلم بها. كان كأنما يمشي في حمَّام، فمهما كنتَ سائرًا في سبيل الله أو داعيًا، أو طالب علم، أو غير ذلك - فأنت في العناية الإلهية؛ وقد قيل: وإذا العنايةُ لاحظتك عيونُها *** نَمْ فالمخاوفُ كلُّهنَّ أمانُ (4) وجوب التزام تعليمات القيادة المؤمنة: ((ولا تذعرهم عليَّ))، وإلا فالعواقب وخيمة.