الحديث سؤال جبريل عليه السلام عن أمارات الساعة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أن تلد الأمة ربتها " الأمة: ملك اليمين ربتها: سيدتها وللحديث معنيان: المعنى الأول: أن الفتوحات تتسع وتكثر إلى أن تكثر الإماء أو ملك اليمين ووعندها تلد الأمة ( الجارية) ربتها أي سيدتها والمعنى الثاني: كثرة العقوق فتعامل البنت أمها معاملة السيدة لخادمتها وكذلك الابن لوالديه يعاملهما معاملة السيد لخادمه
أنّ يبيع السادةُ أمهات أولادهم، وهذا ما يكثر في هذه الأيام، فيتداولُ الملاك المستولدة وذلك من أجل أن يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك، فعلى ذلك فإن الذي يكون من الأشراط، هم غلبة الجهل الذين قاموا بتحريم بيع أمهات الأولاد أو التساهل بالأحكام الشرعية. أنّ تلدُ الأمة من غير سيّدها، ولكن على نحوٍ لا تُصبح فيه أم ولد، ثم يكون ولدّها حرّاً، وضربوا لذلك عدّة أمثالٍ معروفة، مثل وطء الشبهة، ونِكاح الرقيق، أو الإتيان بالولد عن طريق الزنا، وبعد هذا كله تُباع تلك الأمة بيعاً صحيحاً، وتدور في الأيادي حتى يشتريها واحدٌ من أبنائها الذي كان حرّاً من قبلها، فتحقق صورة أن الأمةَ قد ولدت سيّدها أو سيّدتها. أن تلدُ الأمة ولداً يُعتقُ بعدها، ومن ثم يُصبح هذا الولد ملكاً من الملوك، فتصبح الأم هنا جملة الرعية، والملكُ سيداً لرعيته، هذا كان قول إبراهيم الحربي، وقد وضحه بأن الرؤساء في الشق الأول كانوا يستنكفون غالباً من وطء الإماء، ويتنافسون في الحرائر، ثم انعكس الأمر بعد ذلك. المعنى التفسيري الحديث لقول رسول الله" أن تلد الأمة ربتها Archives - Instaraby. أيضاً أن تلدُ الأمة زوجها، ودليل ذلك هو: إن السبي إذا كثر فقد يُسبى الولد أولاً وهو صغير، وبعد ذلك يُعتقُ ويكبر ويصيرُ رئيساً، لا بل ملكاً، ثم بعد ذلك تُسبى أمهُ فيما بعد، فيشتريهَا وهو لا يعرف بأنها أُمهُ، فيَستخدمها أو يتخذها موطوءةً، أو أن يعتقها ويتزوجها، من غير أن يعلم بأنها أمهُ، وقد تعقّب هذا القول بأن المراد بالبعل: المالك وهو أولى لتتفق الروايات، وأن اللغة تشهد بصحة الإطلاق، فإنهم يذكرون أن بعض العرب قد ضلّت ناقتهُ، فجعل ينادي بالناسِ: من رأى ناقةً أنا بعلُها، بمعنى أنني أنا صاحبها وأنا أملكها.
القول الأوّل: وهو ما ذكره الخطابي والنووي وغيرهما، أن المقصود هو اتساع رقعة الإسلام، واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربِّها –أي مالكها- لأنه ولد سيّدها، وملك الأب راجع في التقدير إلى الولد. وعلى الرغم من كون هذا القول هو قول الأكثرين إلا أن الإمام ابن حجر قد تعقّب هذا القول، معلّلاً ذلك بقوله: " لكن في كونه المراد نظر لأن استيلاد الإماء كان موجودا حين المقالة والاستيلاء على بلاد الشرك وسبي ذراريهم واتخاذهم سراري وقع أكثره في صدر الإسلام وسياق الكلام يقتضي الإشارة إلى وقوع ما لم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة". القول الثاني: أن تبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك، وعلى هذا فالذي يكون من الأشراط غلبة الجهل بتحريم بيع أمهات الأولاد أو الاستهانة بالأحكام الشرعية. القول الثالث: أن تلد الأمة من غير سيّدها، ولكن على نحوٍ لا تُصبح فيه أمّ ولد، ثم يكون ولدها حرّاً، وضربوا لذلك عدّة صورٍ معروفةٍ في كتب الفقه، وهي: وطء الشبهة، ونكاح الرقيق، اولإتيان بالولد عن طريق الزنا، وبعد ذلك كلّه: تُباع تلك الأمة بيعاً صحيحاً، وتدور في الأيدي حتى يشتريها ابنها أو ابنتها الذي كان حرّاً من قبلها، فتتحقّق صورة أن الأمة قد ولدت سيّدها أو سيّدتها.
ما معنى (لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) والتي وردت في أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وشكراً جزيلاً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد قال صاحب عون المعبود في شرح سنن أبي داود عند شرح هذا الحديث: لا تكلني أي: لا تتركني. وطرفة عين أي: لحظة ولمحة عين. وذكر صاحب اللسان أن معنى وكلت أمري إلى فلان أي: ألجأته إليه، ووكله إلى رأيه تركه، ووكيل الرجل الذي يقوم بأمره سمي وكيلاً لأن موكله قد وكل إليه القيام بأمره. وحمل على هذا حديث: لا تكلني إلى نفسي طرفة عين. معنى ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين - إسلام ويب - مركز الفتوى. وذكر الرازي في مختار الصحاح أن الطرفة المرة من طرف بصره إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر. والله أعلم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم (( ألا أخبركم بشيء: إذا نزل برجل منكم كرْبٌ، أو بلاء من بلايا الدنيا، دعا به يُفرج عنه ؟ فقيل له: بلى, فقال: دعاء ذي النون))( [6]). و قولهصلى الله عليه وسلم (( دعوات المكروب)): أي الدعوات النافعة المزيلة للمكروب المغموم. (( اللَّهم رحمتك أرجو)): في تأخير الفعل (( أرجو)) دلالة على الاختصاص( [7])، أي نخصّك وحدك برجاء الرحمة منك، فلا نرجوها من أحد سواك، وتخصيص السؤال بصفة الرحمة؛ لأنها وسعت كل شيء قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾( [8])، فرحمته تعالى وسعت كل جزء وذرة في هذا الكون العظيم، ومنها عبيده. ولا تكلني الى نفسي طرفة عين | معنى دعاء تكلني إلى نفسي طرفة. قوله: (( فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين)): فيه شدة الافتقار، والاحتياج إلى مولاه وخالقه عز وجل وأنه لا غنى له عن ربه طرفة عين في كل شأن من شؤونه، وقوله: (( طرفة عين)) خارج مخرج المبالغة. أي ولا لحظة واحدة. قوله: (( وأصلح لي شأني كله)): فيه سؤال اللَّه تعالى أن يصلح كل أحواله وشؤونه وأموره في كل جزئيةٍ من جزئياته، وكل جانب من جوانبه في حياته، وبعد مماته كما دلَّ قوله: (( كله)). ثم ختم بأحسن وأعظم الكلم (( لا إله إلا أنت)) إقرار، وإذعان، وإشهاد بالوحدانية الحقَّة [من الألوهية، والربوبية، والأسماء والصفات] للَّه تعالى، وفيه إشارة إلى أن الدعاء إنما ينفع المكروب, ويزيل همّه وكربه، إذا كان مع حضور وشهود، ومن شهد للَّه تعالى بالتوحيد والجلال، مع جمع الهمّة وحضور البال، فهو حريٌّ بزوال الكرب في الدنيا، والرحمة، ورفع الدرجات في العقبى))( [9]).
وفي هذا الذكر العظيم من أذكار الصباح والمساء، والتي كان يواظب عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا ربه باسميه الحي والقيوم، فقال: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) والحي القيوم هو: كامل الحياة، والقائم بنفسه، القيوم لأهل السماوات والأرض، القائم بتدبيرهم وأرزاقهم وجميع أحوالهم. اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين - بوابة الفتح. فالله -عز وجل- الحي الباقي الذي لا يجوز عليه الموت ولا الفناء -عز وجل-، وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، كما قال -تعالى-: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ)(القصص:88)، فالله -عز وجل- هو الحي الحياة الأبدية، وجميع خلقه يموتون كما قال -تعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)(الرحمن:26-27)، فحياته -سبحانه وتعالى- أكمل حياة وأتمها، حياته الحياة التي لا يشوبها سنة ولا نوم كما قال -تعالى- عن نفسه: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ)(البقرة:255)، وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم- عنه: (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يرفع القسط ويخفضه ويرفع إليه عمل النهار بالليل وعمل الليل بالنهار) رواه مسلم. وكيف يتصور جريان النوم عليه -سبحانه وتعالى- ولا قيام للسماوات والأرض إلا به؟!
قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)(فاطر:41). والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان أشد الخلق عملا بالقرآن فقد كان يتأوله، ولقد أمره الله -عز وجل- أن يتوكل عليه، فقال: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ)(الفرقان:58)، فقام بهذا الأمر كعادته وقال في هذا الذكر العظيم: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث... )، بل كان من دعائه كذلك: (اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون) متفق عليه. وهو القيوم بنفسه الذي لا يحتاج في قيامه ودوامه إلى أحد من خلقه، ويُطعِم ولا يُطعَم، وكيف يحتاج إلى غيره أو أحد من خلقه وهم أنفسهم لا قيام لهم إلا بإقامة الحي القيوم لهم؟! فهو المدبر لأمر الخلائق في السماء والأرض المصرف لشؤونها؛ لأنها ليست قائمة بنفسها، بل محتاجة للحي القيوم الذي يرزقها ويحييها ويقيمها، ولا شك أن من عرف هذه الصفة في ربه توكل عليه وانقطع قلبه عن الخلق إليه، وذلك أنهم محتاجون مفتقرون مثله إلى خالقهم في قيامهم وقعودهم وحياتهم وبعد مماتهم، في دينهم ودنياهم، فكيف يرجوهم بعد ذلك؟!
وقال المناوي في فيض القدير (3/ 526): "ختمه بهذه الكلمات الحضورية الشهودية إشارة إلى أن الدعاء إنما ينفع المكروب ويزيل كربه إذا كان مع حضور وشهود، ومَن شهد لله بالتوحيد والجلال، مع جمع الهمة وحضور البال، فهو حريٌّ بزوال الكرب في الدنيا، والرحمة ورفع الدرجات في العقبى"،هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فإن فيها - أعني: هؤلاء الكلمات والدعوات - بيانًا لأحد أهم الآداب التي يجب أن تراعى في أبواب التوحيد - أيضًا، وهي أن الرضا بما يقدره الله لك أولى وأنفع، ولو كانت رغبتك في خلافه؛ لأنه قد لا يكون النافع لك، أو الأنفع.
فهم على قسمين لا ثالث لهما البتة: الأول: الموفق له. والثاني: المخذول عنه. وبقدر قربهما من هذا تحقيقًا وعدمًا تكون سعادتهما وتوفيقهما، أو العكس. ولعمر الله، ما مُنِح عبد منحة أعظم ولا أفضل ولا أجلَّ من منحة أن يحفظه الله - عز وجل - ويكلأه ويسدده، ويفوقه ويصلحه، ويثبته على ذلك. فإياك إياك أن تعتمد على ذكائك أو على حفظك، أو على فهمك أو على ضبطك، ولكن توكَّلْ على الله - عز وجل - وقُلْ: حسبي الله ونعم الوكيل؛ لأنه متى وكل العبد إلى نفسه فقد وكل إلى ضعف وضَيْعة، وفقر وفاقة، وعجز وعَوْرةٍ، ويكون بذلك قد دنا وقرب من كل شر، وتباعد عن كل خير. قال الطحاوي - رحمه الله -: (ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين، ومن استغنى عن الله طرفة عين، فقد كفر، وصار مِن أهل الحَيْن).. ولذلك قال السعدي في الوسائل المفيدة للحياة السعيدة - في هذا الدعاء وأضرابه -: "ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور: استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به... فإذا لهج العبد بهذا الدعاء، الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي، بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك - حقَّق اللهُ له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحًا وسرورًا".
سبحان الله العظيم، كل ذلك لتستقر هذه المعاني في قلوب العباد، وليكون العبد على يقين وثقة في خالقه، وأن العباد جميعا مهما كان قدرهم في هذه الدنيا لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا. فاللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. *رواه النسائي في الكبرى (10330) وفي عمل اليوم والليلة (575) و رواه الحاكم في "المستدرك" (1/730) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (112) وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/313): إسناده صحيح ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود. إعلان