والسؤال فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر. 10- الإيمان بالقضاء والقدر [3]. 11- رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ابن عباس أهلًا للوصية والنصيحة مع صغره لذا أوصاه ونصحه [4] ، وهو وإن كان الكلام موجهًا لابن عباس، لكنه أيضًا للأمة. 12- تعليم الأبناء على هذه المبادئ العظيمة التي تضمنها هذا الحديث. 13- الشباب طاقة الأمة، وأملها الكبير، لدا كان الحبيب - صلى الله عليه وسلم - يحرص أشد الحرص، ويهتم أشد الاهتمام بهذا الجيل. 14- ألا نتأفف من مجالسة الصغار، ومخالطتهم، والاستماع لهم، فها هو المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يحملهم معه ويحادثهم، ويباسطهم في الحديث. 15- على المربي والواعظ أن يلتفت لأسلوب التشويق، وأدوات التنبيه، من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يا غلام! ألا أعلمك" [5]. 16- الحرص على الوقت واستغلاله؛ بما يعود بالنفع على المكلف في الدنيا والآخرة، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يستغل وقته حتى أثناء تنقله من مكان إلى آخر، فقال هذه الوصية عندما كان ابن عباس رديفه على الدابة [6]. 17- تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولين جانبه. شرح حدبث (يا غلام إني أعلمك كلمات) الأربعين النووية ..فذكر - فذكر. 18- أن كل شيء منتهي ومكتوب، ومفروغ منه، فلم الحسرة والندم. 19- أهمية التوحيد، والعقيدة الصحيحة، وخاصة إذا تعلمها الإنسان وقت الصغر، فإن لها شأنًا عظيمًا في الثبات.
وكذلك إذا قام ما يمنع من ذلك فصار في هذه الحال لا يُتوجه بالسؤال إلا لله ، إنسان ركب البحر، وتلاطمت أمواجه لو أنه رأى سفينة فناداهم وطلب منهم المساعدة، هذا يجوز، لكن لو أنه سأل إنساناً ليس بحضرته أصلاً، قال: يا عبد القادر الجيلاني، يا بدوي أغثنا -لو فرضنا أنهما حيان ما ماتا- فهذا يعتبر من الشرك الأكبر المخرج من الملة، فلا يجوز. وأما سؤال المخلوق فيما يقدر عليه فإن هذا جائز، ولكنه على خلاف الكمال في مراتب العبودية العالية، فالإنسان له أن يسأل غيره أن يناوله هذا الكتاب، أو أن يطعمه، فيما يقدر عليه المخلوق، لكن هذا ليس من الكمال، وقد بايع النبي ﷺ بعض أصحابه حينما قال لهم: ألا تبايعوني؟ ، قالوا: يارسول الله، قد بايعناك مرة فعلى ماذا نبايعك؟ قال: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، وأن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة ، ثم أتبع ذلك كلمة خفيفة على أن لا تسألوا الناس شيئا [3] ، يقول بعض من حضر من أصحاب النبي ﷺ: فرأيت بعض هؤلاء وإن السوط ليسقط من أحدهم، يعني وهو على البعير، أو على الدابة، فما يقول لصاحبه: ناولنيه [4]. وذلك أن الإنسان إذا سأل الناس ثقل عليهم، فالأحسن للإنسان أن يقوم بحوائجه بنفسه، ولا يفتقر لأحد من المخلوقين، فإن سؤالهم فيه نوع افتقار.
المصدر: الدار الإسلامية للإعلام – الحديث ************************* تحقيق الأحاديث الواردة: [1] الراوي: عبدالله بن عباس - المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي -الصفحة أو الرقم - 2516 - خلاصة حكم المحدث: صحيح. [2] الراوي: عبدالله بن عباس - المحدث: العجلوني – المصدر: كشف الخفاء - الصفحة أو الرقم: 1/366 - خلاصة حكم المحدث: حسن.
وفي هاتين الجملتين دليل على أنه من نقص التوحيد أن الإنسان يسأل غير الله، ولهذا تكره المسألة لغير الله عزّ وجل في قليل أو كثير، والله سبحانه وتعالى إذا أراد عونك يسر لك العون سواء كان بأسباب معلومة أو غير معلومة، فقد يعينك الله بسبب غير معلوم لك، فيدفع عنك من الشر ما لا طاقة لأحد به، وقد يعينك الله على يد أحد من الخلق يسخره لك ويذلِّله لك حتى يعينك، ولكن مع ذلك لا يجوز لك إذا أعانك الله على يد أحد أن تنسى المسبب وهو الله عزّ وجل. الخامسة: " وَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك " الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله عزّ وجل ونعلم أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزّ وجل. السادسة: " وإِن اِجْتَمَعوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضروك إلا بشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ " وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره، ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك، لأن الله تعالى يقول ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ﴾ ( الشورى: 40).
إننا نستوحي من هذا الحديث معالم مهمة ، ووصايا عظيمة ، من عمل بها ، كتبت له النجاة ، واستنارت له عتبات الطريق ، فما أحوجنا إلى أن نتبصّر كلام نبينا صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته ، ونستلهم منها الحلول الناجعة لمشكلات الحياة ، ونجعلها السبيل الأوحد للنهضة بالأمة نحو واجباتها.
وإذا قويت استعانة العبد بربّه ، فإن من شأنها أن تعمّق إيمانه بقضاء الله وقدره ، والاعتماد عليه في كل شؤونه وأحواله ، وعندها لا يبالي بما يكيد له أعداؤه ، ويوقن أن الخلق كلهم لن ينفعوه بشيء لم يكتبه الله له ، ولن يستطيعوا أن يضرّوه بشيء لم يُقدّر عليه ، ولم يُكتب في علم الله ، كما قال سبحانه: { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} ( الحديد: 22).
إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله إذا طلبت العون فاطلبه ممن يملك العون، واعلم أن الأمة.. وهذا الكلام الذي بعده أشبه ما يكون بالتعليل له مع زيادة. يقول: هؤلاء الخلق فقراء مساكين لا تعلق رجاءك وقلبك بهم، تطلب منهم العون وتسألهم، وما أشبه ذلك، فهم فقراء، وإذا أردت أن تعرف فقرهم شاهد صور الجرائد للذين ماتوا في الطوفان، أو في السيول التي قبل أيام، سبحان الله! ياغلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك. كأن الناس جراد، كأنهم جراد، ما تدري كيف تخلعت حتى ملابسهم في السيل، كأنهم جراد، فهؤلاء الناس فقراء مساكين، فعلق رجاءك بالله وحده لا شريك له. يقول: واعلم أن الأمة... والمقصود بالأمة هنا جميع الخلق. فلو اجتمع أهل السلطة، وأهل المال، وأهل القوة، وأهل الرأي كل هؤلاء ممن يملكون القرار، وممن يظن الإنسان أن مصالحه في أيديهم، كلهم لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. قوله: لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء ، ولو كان يسيراً لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ما كُتب لك في اللوح المحفوظ، وكتب لك وأنت في بطن أمك سيأتيك، وإن أبى الخلق، ولو اجتمعوا جميعاً على أن يوصلوا لك شيئاً لم يكتبه الله لك لا يمكن أن يصل، سيتعثر وينقطع، ولن يصل إليك بحال من الأحوال، فلا داعي للمحاولة والتعب، وتبقى عزة المؤمن وتبقى نفسه كريمة لا يستذلها أحد من المخلوقين، إنما يكون ذله لربه.
صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه الحق يعلو ، ولا يعلى عليه ، هذا صحيح ، لكن متى ؟؟ كانت هذه قاعدة صحيحة في زمان غير زماننا ، وعصر غير عصرنا ، زمان الخير ، زمان العدالة ، زمان كان الحق فيه أبلج ، كان يسمو ، ويعلو ، لانه لا يُسمح للظلم ، والغطرسة ، والفساد ، والتجبر ، وغياب العدالة ، لا يُسمح لكل فعل بعيد عن الصواب ان يعلو على الحق ، لان صوت الحق كان هو الأقوى ، والأجدى ، والأولى بالإتباع. أما في عصرنا الحالي ، عصر إنحراف ميزان العدالة ، عصر الطغيان ، عصر السطوة فيه للقوي المتجبر ، فقد غابت العدالة ، وإنحسر العدل وتراجع لا بل كاد ان يختفي. طبعاً المشكلة ليست في الزمن ، المشكلة في الانسان الذي يعيش في هذا الزمان. يا إلهي كم تغيرنا ، كم انحدرنا ، كم تخلينا عن قيمنا ، كم تراجعنا عن نُبلنا! ؟ أصبح السقوط رِفعة ، والسرقة بركة يد ، والرشوة إكرامية ، والكذب مِلح الرجال وعيب على من يصدق ، والمراوغة شطارة ، والتجني على الغير فهلوة. الحق يعلو ولا يعلى عليه. نحن نمُر في مرحلة انحطاط اخلاقي وقيمي وسلوكي. وعندما تصل الاوطان الى هكذا انحدار فان مصيرها الدمار. لانه من المستحيل ان تزدهر الاوطان ، وتنمو ، وتنتعش ، وتتطور ، وترتقي في ظل الانحدار القيمي.
نتأسف على ضياع فرص النجاح التي كان من الممكن استثمارها، لكن نحمل الكثير من الآمال والثقة في المستقبل وفي الشعب الشقيق الذي أصبح يرى الواقع جليا أمامه، ثقتنا كبيرة في النخبة المثقفة والإعلام الحر الصادق والحراك الشعبي في طي صفحة الماضي وإنهاء ما بدأه النظام العسكري منذ انقلب بومدين على الشرعية الثورية في ما سمي البيان رقم واحد الذي أصدره بومدين بتاريخ 15 يوليوز 1961 على الحكومة المؤقتة برئاسة يوسف بن خدة ومنذ ذلك الحين توارث العسكر حكم قصر المرادية وتداولوا السلط بينهم. لقد تغير العالم أيها الأشقاء، تغيرت المفاهيم والقناعات إلا عقول الجنرالات وحقدهم للجيران وأورثوه لأجيالهم، وقد حان الوقت ليقول الشعب كلمته، وتفتح الحدود ونطوي الخلافات للأبد، ونستشرق غدا أفضل لنا ولأجيالنا القادمة في بلد مغاربي كبير غني بالتنوع الثقافي واللغوي والحضاري ويزخر بكل الإمكانيات الطبيعية والبشرية لتحقيق نهضة حقيقية.
وأرض المسلم التي يعيش عليها، ووطنه الذي ينتمي وينتسب إليه، جزء من حياته وحريته وكرامته التي ينعم بها، جزء من وجوده وشخصيته، وعزته ومعنويته التي يعتز بها، ويرفع بها رأسه عاليا بين الأمم والشعوب في كافة أنحاء المعمور، ومن ثم كان المسلم لا يسمح بالمساس بدينه ومقداساته، ولا بوطنه ومقوماته، ولا يرضى النيل والانتقاص من أرضه وسيادته، بل يقف في وجه ذلك من أي مستعمر أو مرتزق دخيل كان، وفي أي مكان أو زمان كان، حتى يثبت الحق ويظهر ويصان، ويتحقق له العز والانتصار...