رابعًا: تأييده بالمعجزات الحسية: فمن المعجزات أنْ ألانَ اللهُ الحديد لداود عليه السلام فجعله مطواعًا له يشكله كما يشاء، وهذه آية من آيات اللَّه الكونية ودليل على قدرة اللَّه سبحانه، فهو الذي جعل النار بردًا وسلامًا على إبراهيم، وجعل الماء سلاحًا أغرق فرعون، ونجّا موسى، وألانَ الحديدَ لداود، وهكذا فلله جنود السماوات والأرض يفعل ما يشاء ويختار؛ ولكنّ أكثر الناس يجهلون هذه الحقيقة، فلا بدّ من اليقين بأنّ الملكَ ملك الله، والكونَ كونه، والقوةَ قوتُه، والأيام دول!! مهنة نبي الله داود. خامسًا: عبودية الكائنات وغفلة بني آدم: إنّ الكون من حولنا يسبّح ويعبد؛ فهو في عبادة مستمرة، فأين العقلاء من البشر؟! وأين أهل الغفلة من المسلمين؟!. يقول الله تعالى في شأن تسبيح الجبال والطير مع نبي الله داود: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 79]. وفي سورة سبأ بيان لأمر إلهي للجمادات والطيور بالتسبيح والعبودية لله تعالى: «يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ» ويقول سبحانه في عبودية الكائنات كلها: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44].
وفي الحديث الصحيح عند البخاري، قال صلى الله عليه وسلّم: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبيَّ اللَّه داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده».
ثانيًا: الشكر يقيّد النعم، والكُفْرانُ يزيلها: إنّ شكر نعم الله يمنعها من الزوال ويجلب المزيد، قال تعالى: «لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد». والكُفر بها يزيل النعم ويحلّ بالكفر النِّقَم، قال تعالى -واصفًا حال قريةٍ كفرت بنعمة الله- {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} فانظر: كيف تحوّلت النعمة إلى نقمة، فبعدَ الأمان ولقمة العيش، كفرت تلك القرية بنعمة الله ونسيت فضلها عليها، فزالت النعم؛ لأن الذي أعطى النعمةَ قادرٌ على أن يَسلُبَها في أي وقت شاء.. فلتتأمّل!!
فعلى المؤمن أن يرضى بقضاء الله وقدره ، ويؤمن أن الله تعالى لن يقدر له إلا الخير. والله أعلم.
قيل أن سيدنا داود ظل يحكم شعبه لمدة أربعين عامًا، وقد عاش حتى مائة عام بعدما أخذ من عمر سيدنا آدم أربعين سنة، وقد دعا آدم الله بذلك عندما أتى إليه ملك الموت، ولا يزال في عمره أربعون عامًا. وقد توفى سيدنا داود يوم السبت، وأخذت الطيور تظله بعد وفاته بعدما أمرها سيدنا سليمان ولده بهذا. اقرأ أيضًا: قصة نملة سليمان للأطفال قصة سيدنا داود في الحرث ومع ملك الموت الحرث هو الأرض التي تخرج من المحاصيل، وقد جاءت قصتها مع سيدنا داود كالآتي: يقوم الإنسان بحراثة الأرض وزراعتها وقد جاءت أحدًا إلى سيدنا داود يشكو أن الأغنام تسببت في فساد الأرض وزراعة محاصيل العنب بها. عمل نبي الله داود عليه السلام. وترك الله سيدنا داود الأغنام والأرض لصاحبها، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن هذا الحكم لداود ليس عدلًا ولا من صفاته، ولكنه يظل إنسانًا في النهاية. حيث شاركه في هذا الأمر ولده سيدنا سليمان عليه السلام، وقد وفقه الله أن يعطي إلى صاحب الأرض الأغنام حتى يستفيد بها. صاحب الماشية يحمي أرضه حتى يعود الزرع صالحًا، ويعطي مالك المزرعة زرعة، ويأخذ الأغنام الخاصة به. وافقه سيدنا داود في هذا الرأي وأنه سوف العدل بين الطرفين، وقد قال الله في كتابه الكريم" فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ".
(رواه الترمذي، وصححه الألباني). فاللهم صلِّ على نبيك داود -عليه السلام-، وعلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجمعنا بهم في جنات النعيم.
ذكر في الإسلام نسبه فاسمه هو" داود بن ايشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عوين ادب بن إرم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. تزوج داود من ثماني زوجات، وأنجب منهم الإناث والذكور. من نسل سيدنا داود أيضًا يسوع الناصري ورابي اكيبا ويهوذا ليو. أعتمد داود في حكمه للملك أن الله موجودًا في الأرض، وبهذا تم تحويل اسم مدينة أورشليم إلى المدينة المقدسة. قد تنبأ المسيحيين أن خروج المسيح سيكون من نسل داود، وكانوا قد شبهوا سيدنا داود بالمسيح. وبالأخص عندما قالوا أن المسيح قد صلب. تقوم الكنيسة الكاثوليكية بالاحتفال بيوم 29 من شهر ديسمبر كل عام بصيام سيدنا داود. الدروس المستفادة من قصة سيدنا داود تحتوي قصة سيدنا داود عليه السلام على بعض الدروس الهامة التي يجب الإنصات إليها، والاهتمام بها، ومن أهمها ما يأتي: توضح القصة المكانة التي وضع الله بها الأنبياء، وقد كرمهم الله في الدنيا والآخرة. قصة داود عليه السلام - قصصي. أنه يجب الإيمان بالله، وأن كل مؤمن سيجزيه الله بما عمله. العدل والحكمة في القضاء حتى لا يظلم أحد، ويجب اتباع حكم الله عز وجل، وعدم السير وراء الأهواء الشخصية. الحرص على العمل، والكسب عن طريق الحلال دون الاعتماد على أحد مثلما كان يفعل سيدنا داود، وكان دائم السير في طريق الحق.
السؤال: فضيلة الشيخ، ما هي عورة الأخ أمام أخيه ؟ وما الذي لا حرج للأخ أن يراه من أخته والعكس؟ وما الذي يجوز له رؤيته من أخيه؟ وهل من تمييز بين الأخ والغريب ؟ أو بين المحارم (الخالة، العمة …) والأخت ؟ فنحن نرى بعض التجاوزات أو التراخي في هذا الأمر، فما هي الحدود ؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وبعد: الأخ الكريم السائل عن عورة المرأة بالنسبة للمرأة وعورة الرجل بالنسبة للرجل وعورة المرأة بالنسبة لمحارمها. قال تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن او آباء بعولتهن أو أبنائهن او أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني اخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن او ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الاربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور 31 قال أهل التفسير ان للمرأة زينتان ظاهرة وباطنة. هل يجوز للمرأة رؤية عورة المرأة بين المشروع والممنوع. الأولى ما ظهر منها: كالوجه والكفان والثانية غير الظاهرة والتي يباح للمحارم رؤيتها: وهي أماكن وضع الزينة فالخاتم موضعه الكف، والسوار موضعه الذراع، والحلق موضعه الأذن، والعقد موضعه العنق، وأعلى الصدر، والخلخال موضعه الساق.
مكتبة القاهرة): [وَيَحُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَنْظُرَ مِنْ ذَوَاتِ مَحَارِمِهِ إلَى مَا يَظْهَرُ غَالِبًا؛ كَالرَّقَبَةِ وَالرَّأْسِ وَالْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَلَيْسَ لَهُ النَّظَرُ إلَى مَا يَسْتَتِرُ غَالِبًا، كَالصَّدْرِ وَالظَّهْرِ وَنَحْوِهِمَا. قَالَ الْأَثْرَمُ: سَأَلْت أَبَا عَبْد الله عَنْ الرَّجُلِ يَنْظُرُ إلَى شَعْرِ امْرَأَةِ أَبِيهِ أَوْ امْرَأَةِ ابْنِهِ. هل يجوز للمرأة رؤية عورة المرأة في. فَقَالَ: هَذَا فِي الْقُرْآنِ: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ [النور: 31] إلَّا لِكَذَا وَكَذَا قُلْت: يَنْظُرُ إلَى سَاقِ امْرَأَةِ أَبِيهِ وَصَدْرِهَا قَالَ: لَا مَا يُعْجِبُنِي، ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَنْظُرَ مِنْ أُمِّهِ وَأُخْتِهِ إلَى مِثْلِ هَذَا، وَإِلَى كُلِّ شَيْءٍ لِشَهْوَةٍ] اهـ. وفي وجه عند الشافعية أنه يحل للرجل أن ينظر من محرمه إلى ما يظهر منها عادة في العمل داخل البيت، أي إلى الرأس والعنق، واليد إلى المرفق، والرِّجل إلى الركبة. قال الإمام أبو الحسين العمراني [ت558هـ] في "البيان في مذهب الإمام الشافعي" (9/ 129، ط.
رواه أبو داو د و الترمذي و أحمد والحاكم. ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 1265 وعليه فما تفعله أختك مع صديقتها من الاستحمام في نفس المكان وتغسيل إحداهما الأخرى إذا مرضت هو مما لا يجوز ، فانصح أختك بتجنبه ، وبين لها أن المرأة لا يجوز أن ترى من المرأة ما بين السرة والركبة. والله أعلم.