تاريخ النشر: الثلاثاء 12 رمضان 1422 هـ - 27-11-2001 م التقييم: رقم الفتوى: 11667 392895 0 1120 السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:هل التبرع بالدم وأعضاء الجسم حلال أم حرام؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: سبقت الإجابة على حكم التبرع بالدم برقم: 5090 فلتراجع، أما التبرع بالأعضاء فلا يخلو صاحبه من واحدة من صورتين: الأولى: أن يكون تبرع في حياته بعضو منه لينقل منه هو حيا. الثانية: أن يكون تبرع به حيا، ولكن لينقل بعد ما يموت هو.
اختلف العلماء في حكم تعزية غير المسلمين، فأجازها بعضهم ، وحرمها بعضهم، وبعض من أجازها شرط للجواز أن يستثمر المعزي التعزية في دعوة أهل الميت إلى الإسلام، وبعضهم شرط شروطا أخرى للجواز. والراجح جواز تعزية غير المسلم بشرط أن لا يكون من المحاربين للمسلمين أو المتعاونين مع المحاربين. وهو اختيار الشيخ الألباني – رحمه الله-. حكم التبرع بالأعضاء اللجنة الدائمة للإعلام العربي تنعقد. ويشترط عند جميع من أجاز أن لا يدعو المسلم لغير المسلم بالرحمة والمغفرة. يقول الشيخ ظافر بن حسن آل جبعان: اختلف العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ في تعزية الكافر. فذهب الأئمّة: كالشّافعي(1)، وأبو حنيفة في رواية عنه(2): إلى أنّه يعزّى المسلم بالكافر، وبالعكس، والكافر غير الحربي. قال الإمام ابن قدامة(ت620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: ( وتوقف أحمد عن تعزية أهل الذمة وهي تُخرَّج على عيادتهم وفيها روايتان إحداهما: لا نعودهم؛ فكذلك لا نعزيهم، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" لا تبدؤوهم بالسلام"، وهذا في معناه؛ والثانية: نعودهم لما ورد من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان غلام يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمرض فأتاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعوده فقعد عند رأسه فقال له:" أسلم"، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأسلم فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول:"الحمد لله الذي أنقذه من النار"(3) فعلى هذا نعزيهم)(4).
(9) سورة التوبة آية:113. (10) الموسوعة الفقهية الميسرة(4/185). (11) صحيح الأدب المفرد(ص:430رقم الأثر1112). (12) المصدر السابق. (13) فتاوى في أحكام الجنائز(ص:353رقم السؤال317). (14) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(9/132).
اهـ. والله أعلم.
وفي رواية قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَإِنِّي خَشِيتُ، إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ ". (رواه الشيخان).
تواضع الرسول ﷺ يخبرنا الدكتور طارق السويدان عن الكثير من القصص التي تظهر تواضع وحسن تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وأصحابه في هذا المقطع الذي يحمل الكثير من العبر والفوائد. صبر الرسول ﷺ توفي جميع أطفال الرسول ذكوراً و إناثاً وعددهم ستة ولم يبقى منهم سوى فاطمة، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم صابراً محتسباً عند وفاتهم، في هذه الحلقة يحدثنا الدكتور طارق السويدان عن صبر الرسول ويروي لنا قصص تعلمنا معنى الصبر مع الكثير من الموعظة والعبر. اخلاق الرسول مع الناس بدعواهم. اللين والرحمة والشفقة في شخصية النبي ﷺ في هذا المقطع يخبرنا الدكتور طارق السويدان عن العديد من القصص التي حصلت في عهد الرسول والتي أظهرت حلم وصبر ولين الرسول ﷺ ، في سلسلة الرسول الإنسان والتي تتحدث عن الأخلاق السامية التي تحلى بها الرسول وتحثنا على العمل والاتصاف بها. تعامل الرسول مع المذنبين و مقترفي الكبائر كان معاذ بن جبل يطيل الصلاة بالمسلمين وفي أحد الأيام شاب ترك الصلاة وتنحى جانباً بسبب إطالة معاذ الصلاة في الناس، يحدثنا الدكتور طارق السويدان عن كيفية حكم الرسول ﷺ بين معاذ بن جبل والشاب في هذا الموقف مع الكثير من القصص التي تبين لنا طريقة تعامل الرسول مع المذنبين في مقطع جديد من سلسلة الرسول الإنسان.
(رواه البخاري). ومن أدبه صلى الله عليه وسلم مع صانع الطعام: أنه إن عافه ولم يعجبه لم ينتقده، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «مَا عَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ». (رواه الشيخان). ومن أدبه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال: أنه كان لا يهدر حقهم بحضرة الكبار؛ كما في حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: " أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلاَءِ؟ "، فَقَالَ الغُلاَمُ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا، قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ. متفق عليه. اخلاق الرسول مع الناس بالعربي. ومن أدبه صلى الله عليه وسلم في رد الهدية: أنه يبين سبب ردها؛ لئلا يقع في نفس مهديها شيء؛ كما في حديث الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارًا وَحْشِيًّا، وَهُوَ بِالأَبْوَاءِ، أَوْ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِهِ قَالَ: " إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ ".
أثر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في نجاح دعوته لم يكن ذلك الانبهارُ الباهرُ بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، والإجلال الرائع له، والاتباع لدعوته؛ نابعاً من بلاغته الفائقة وفصاحته السامقة فحسب، بل كان من أسبابه العظيمة الانسجامُ النفسي والتوافق الطبيعي بين رسالته التي بعثه اللهُ بها وأخلاقه التطبيقية التي يتعامل بها مع الْخَلْقِ، وذلك كما وصفته أمنا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: « إِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ الْقُرْآنَ » [1]. اخلاقه مع الناس - اخلاق الرسول. وجديرٌ بالذكر أن هذا السمو الخلقي، والتوافق مع رسالة القرآن الذي عُرِفَ به نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم ؛ لم يبدأ مع الوحي، بل كان معروفاً عنه صلى الله عليه وسلم قبل البعثة. كما يتضح ذلك من إجابة أمنا خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لنبينا صلى الله عليه وسلم إذ قال لها على أثر اللقاء الأول مع جبريل: « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي. فَقَالَتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ [ تعين الضعيف] ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ [ تعطي المال للفقير] ، وَتَقْرِي [ تكرم] الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ [ تساعد الناس في المصائب]» [2].
وقال جابر بن سمرة – وكان صبياً -: مسح خدي فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار [1]. وقال جابر: لم يسلك طريقاً فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه. تعرف على الخلق النبوي الكريم.. رسالة الإسلام للعالم. وأمَّا أخلاقه صلوات ربي وسلامه عليه فقد بلغ فيها الكمال الإنساني فكان يمتاز بفصاحة اللسان والبلاغة وقد أعطي جوامع الكلم. وكان الحلم والاحتمال والعفو عند المقدرة والصبر على المكاره صفات أدبه الله بها وهي من آيات نبوته. وكان كريماً جواداً يعطي عطاء من لا يخاف الفقر ولا يخشى القلة فلا تمسك يده شيئاً إلا أنفقه ووهبه، وكان أشجع الناس يحضر المواقف الصعبة إذا فر منها الأبطال فكان يثبت وحده غير مرة أثناء القتال، قال علي – رضي الله عنه -: كنّا إذا حمي البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه. قال أنس: فزع أهل المدينة ذات ليلة، فأنطلق ناس قِبَل الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري، في عنقه السيف، وهو يقول: لم تراعوا، لم تراعوا. وكان أشد الناس حياءً وإغضاءً حتى كان أشدَّ حياء من العذراء في خدرها وإذا كره شيئاً عرف في وجهه، وكان لا يثبت نظره في أحد، وكان لا يشافه، أحداً بما يكره، وكان لا يسمي رجلاً بلغه عنه شيء يكرهه بل يقول: ما بال أقوام يصنعون كذا وكذا.