كما لا يستطيعون الثبات بما لديهم من وميض إيمان ظاهر لم يداخل قلوبَهم أمام نور القرآن وبراهينه الساطعة التي تكاد تُعمي أبصارهم، فلا يجدي عنهم شيئًا وضعُ أصابعهم في آذانهم، ولا ما معهم من وميض إيمان ظاهر؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 19]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 20]، كما قال تعالى عن إخوانهم الكفار: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ﴾ [البروج: 17 - 20]. فكما كان نصيب أصحاب الصيِّب منه رعوده وبروقه وما فيه من مخاوف، دون أن يفطنوا لما وراء ذلك من منافعه، كذلك كان نصيب هؤلاء المنافقين من القرآن الكريم الذي به حياة القلوب والوجود كله إنما هو مجرد الشك والتكذيب لما جاء فيه من الحق، والفزع والانزعاج والقلق أمام نُذُره وزواجره ووعيده، وفاتهم ما فيه من الهدى، فخَسِروا الصفقتين؛ فلا أمن ولا هدى. الفوائد والأحكام: 1- ضرب الأمثال في القرآن لتقريب المعاني بتشبيه بعض الأمور المعقولة المعنوية بأشياء حسية لزيادة الإيضاح والبيان؛ لقوله تعالى: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ الآيتين، وقوله: ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ الآيتين، وهذا من بلاغة القرآن الكريم.
كان المنهج التربوي الذي تربى عليه عمر بن الخطاب وكل الصحابة الكرام هو القرآن الكريم، المنزل من عند رب العالمين، فهو المصدر الوحيد للتلقي، فقد حرص الحبيب المصطفى على توحيد مصدر التلقي، وتفرده، وأن يكون القرآن الكريم وحده هو المنهج، والفكرة المركزية التي يتربى عليها الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والجماعة المسلمة، فكان للآيات الكريمة التي سمعها عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة أثرها في صياغة شخصية الفاروق الإسلامية، فقد طهّرت قلبه، وزكت نفسه، وتفاعلت معها روحه، فتحول إلى إنسان جديد بقيمه، ومشاعره، وأهدافه، وسلوكه، وتطلعاته. (الصلابي، 2001، ج1، ص145) فالله سبحانه وتعالى منزه عن النقائص، موصوف بالكمالات التي لا تتناهى، فهو سبحانه "واحد لا شريك له، ولم يتخذ صاحبة، ولا ولدا". وأنه سبحانه خالق كل شيء، ومالكه، ومدبره: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بَأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54].
وأنه تعالى مصدر كل نعمة في هذا الوجود، دقت، أو عظمت، ظهرت، أو خفيت (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) [النحل: 53]. وأن علمه محيط بكل شيء فلا تخفى عليه خافية في الأرض، ولا في السماء ولا ما يخفي الإنسان وما يعلن. لا إله إلا الله ♡ — ﴿ وما كانَ الله ليعجزه من شيء ﴾. وأنه سبحانه يقيد على الإنسان أعماله بواسطة ملائكته، في كتاب لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وسينشر ذلك في اللحظة المناسبة، والوقت المناسب (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18]. وأنه سبحانه يبتلي عباده بأمور تخالف ما يحبون، وما يهوون؛ ليعرف الناس معادنهم، ومن منهم يرضى بقضاء الله وقدره، ويسلم له ظاهرا وباطنا، فيكون جديرا بالخلافة، والإمامة، والسيادة، ومن منهم يغضب ويسخط، فلا يساوي شيئا، ولا يسند إليه شيء (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك: 2].
"في حياتي صديق أريد أن أخبره بأنه جميلٌ، وأنني به ومعه تجاوزتُ كل الصِعاب، وأنه يعني لي الكثير، وأنني مدينٌ له بأكثر كلماتي جمالًا ورقّة، وبكل أفكاري غير المعتادة، وبألطف الكلمات لسماعه لمشاكلي الصغيرة والتافهة، وغضبي من العالم هل تؤمن برسائل الله لك؟! هذه رسالتك اليوم "يعلم الله الدعاء الذي تكرره كل يوم، وحلمك الذي تنتظره، وطلبك الذي تلح به في كل سجدة، يعلم الله أين كسر قلبك وسيجبره، يعلم مُرادك وسيدهشك بتحقيقه لك بأجمل مما تمنيت، يعلم الوجع الذي في صميم روحك وسيدوايه بشيء مُبهر، يعلم صبرك وقوة تحملك وسيمطر سماء روحك بعوض جميل لم تكن يوماً تتخيله. "
اللّهُم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللّهُم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللّهُم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. "إنما تُعتَلى السّلالم درجةً درجة.. فكُن لينًا، و لَا تقسُ على نفسك… لا أقولُ أن تتكاسلْ.. أبدًا! لكن اجتهد دون تكلّف، وامضِ برفقٍ دونَ أنْ تُؤذي نفسك! " يأتي شعور الكتابة لاإراديًا، حينما تريد الكتابة تشعر أن هناك شيئًا بداخل صدرك، يحارب ليخرج من بين قضبانه، تشعر أنه شعور أشبه بالصراخ، يعتلي تفكيرك، ويستحوذ على عالمك، وكلما كابدت لتكتمه زاد ثقله على صدرك، ينافسك في دقات قلبك، يخنق انفاسك، حتى تستسلم له تمامًا وتبدأ في سرده كلمة تلو الأخرى، فلا تستطيع التحكم في يديك وتشعر أن الكلمات تتسابق لخروجها من صدرك بشدة حتى يخرج النص كاملًا، إرضاءً لكبريائه، وإتمامًا له. الصباحات مُناسبة دائمًا لقول شيء لطيف. اللّهم إني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال. على يقين بأن هناك من يحب رؤيتي بدون قناع التماسك والقوة يحبني في أوقات هزلي، يحب سخريتي من الأشياء العظيمة وتعظيمي من الأشياء البسيطة على يقين بأن هناك من كُتب له أن يشاركني كوب الشاي والكثير من القصائد تحت سواد السماء.
تم الرد عليه مايو 10، 2021 بواسطة طالب عالمي ( 6.
آيات الشفاء الست روى الشهاب على البيضاوي عن الإمام السبكي أنها قد جربت كثيرا والأطباء معترفون بأن من الأمور والرقى ما يشفى بخاصة روحانية كما فصله من مفرداته ومن ينكره لا يعبأ به. روى الشهاب عن القشيري أنه مرض له ولد يئس من حياته ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فشكى ذالك إليه / فقال صلى الله عليه وسلم: اقرأ عليه آيات الشفاء أو اكتبها في إناء واسقه مما محيت ، ففعل ذلك فعوفي الولد وهي: 1 ـ ﴿ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ﴾. التوبة 2 ـ ﴿ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ ﴾. يونس 3 ـ ﴿ ِفيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ﴾. النحل 4 ـ ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾. الإسراء 5 ـ ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾. الشعراء 6 ـ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ﴾. فصلت. 7 ـ﴿ولا يؤده حفظهما ﴾ البقوة. Admin Admin عدد المساهمات: 193 تاريخ التسجيل: 30/03/2011 صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
(ويشفِ صدورَ قومٍ مؤمنين). آية 14 من سورة التوبة (()) ( يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين) سورة يونس الآية 57. (()) ( فـيهِ شِفاءٌ لِّلنّاس) سورة النحل الاية 69 (()) ( ونزّل من القرآن ماهُو شِفاءٌ ورَحمةٌ لِلمؤمِنين) سورة الاسراء الاية 82 (()) ( وإذا مرِضتَ فَهوَ يَشْـفِـينِ) سورة الشعراء الاية 80 (()) ( قُل هُوَ للّذين آمَنوا هُدىً وشِفاءٌ) سورة فصلت الاية 44 (( ومن السّور)) سورة الفاتحه سورة الكافرون الاخلاص والفلق والناس " المعوذتين " وآية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقره يجوز كتابة آيات من القرآن الكريم وخاصة آيات الشفاء وسورة الإخلاص والمعوذتين على ورقة ثم غسل هذه الورقة بالماء في إناء ، ثم شُرب هذا الماء أو رشِّه على موضع الألم أو المرض ،
قال: وآيات الشفاء ست وهي: وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ {التوبة: 14}. وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ {يونس: 57}. فِيه شِفَاءٌ للنَاسِ {النحل: 69}. وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء: 82}. قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ {فصلت: 44}. قال السبكي: وقد جربت كثيراً، وعن القشيري أنه مرض له ولد أيس من حياته فرأى الله تعالى في منامه فشكى له سبحانه ذلك فقال له: اجمع آيات الشفاء واقرأها عليه أو اكتبها في إناء واسقه ما محيت به، ففعل فشفاه الله تعالى... وقد اختلف العلماء في جواز نحو ما صنعه القشيري عن الرؤيا وهو نوع من النشرة وعرفوها بأنها أن يكتب شيء من أسماء الله تعالى أو من القرآن ثم يغسل بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقاه، فمنع ذلك الحسن والنخعي ومجاهد وروى أبو داود من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة، فقال: هي من عمل الشيطان.
وأما القصة الواردة، فإنه لا يثبت بها حكم شرعي، لأنه على افتراض صحتها وثبوتها فالمنامات والأحلام ليست من مصادر التشريع، وإنما يستانس بها إن صادفت أمراً مشروعاً، كما قال أهل العلم، فالدين قد كمل لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم: اليوم أكملت لكم دينكم... في حجة الوداع. ومن أحدث فيه ما ليس منه فهو رد عليه، كما في صحيح مسلم. والله أعلم.
لقد خلق الله تعالى الداء وخلق من أجله الدواء ، وقد يعاني الإنسان في حياته نتيجة لمرض ما قد يصيبه دون أن يجد له علاج أو دواء ، ولكن الله تعالى قد جعل من القرآن الكريم شفاءًا وراحة لكل عليل ، وهو القائل سبحانه وتعالى "وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ" ؛ فهو المولى عزّ وجل الذي يعطي الداء ويمنح الشفاء ، ولذلك فإن هناك العديد من الآيات القرآنية التي تحدثت عن الشفاء ، وهي الآيات التي يلجأ إليها الإنسان حينما يشتد ألمه أو يشعر بعلةٍ أصابت جسده الضعيف.
وفي الحديث: (( عليكم بالشفائين العسل والقرآن)) حديث موقوف على ابن مسعود وهو صحيح أسأل الرحمن الرحيم ذو العرش العظيم أن يشفي مرضانا ومرضاكم ومرضى المسلمين أجمعين. اللهم آمين.